||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 260- مباحث الاصول: بحث الحجج (حجية الشهرة) (2)

  1- الحسين وحدود الصلاة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 15- حقائق وأسرار في كلمة (يظهره على الدين كله)

 شعاع من نور فاطمة عليها السلام

 174- ( عصر الظهور ) بين عالم الإعجاز وعالم الأسباب والمسببات

 بحوث في العقيدة والسلوك

 63- (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) 6 على ضوء (الإصطفاء الإلهي): فاطمة الزهراء عليها سلام الله هي المقياس للحق والباطل

 147- بحث فقهي: تلخيص وموجز الأدلة الدالة على حرمة مطلق اللهو وعمدة الإشكالات عليها

 86- (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) -11 ضمانات استقامة القوات المسلحة ونزاهتها -6 تحجيم هيمنة السلطة على القوات المسلحة في نظام المثوبات والعقوبات



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23958471

  • التاريخ : 19/04/2024 - 05:41

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 204- الجواب عن شبهة ان قول ابراهيم ( عليه السلام ) ( بل فعله كبيرهم ) مخالف للواقع ، بعشرة وجوه .

204- الجواب عن شبهة ان قول ابراهيم ( عليه السلام ) ( بل فعله كبيرهم ) مخالف للواقع ، بعشرة وجوه
الثلاثاء 24 جمادى الاولى 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
كان البحث حول الروايات التي يمكن ان يستدل بها على جواز التورية اما بكونها ليست بكذب موضوعا , او انها وان كانت كذلك ولكنها كذب جائز. 
 
شبهة ان ابراهيم ( عليه السلام ) قال خلاف الواقع بقوله ((فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا))[1] 
 
وحيث ان الروايات قد تطرقت الى كلام النبي ابراهيم ( عليه السلام ) وانه عليه السلام قد قال بنص القران الكريم : ((بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ )) فلابد من الجواب عن شبهة ان النبي المعصوم أي ابراهيم ( عليه السلام ) كيف قال خلاف الواقع؟ ذلك ان النبي ابراهيم ( عليه السلام ) كان هو الذي حطّم الاصنام ومع ذلك قال : ( بل فعله كبيرهم هذا ..) ولذا كان لابد من بيان وجه كلامه , وتوجد في المقام مجموعة من الوجوه ذكرها المفسرون في التفاسير المختلفة[2], وذكرها بعض الفقهاء والاصوليين. وهذه الوجوه - فيما احصينا - هي ثمانية وجوه , وقد اضفنا لها خمسة اخرى فيكون المجموع ثلاثة عشر وجها , سنستعرضها من دون الخوض فيها وفي تحليلها اخذاً ورداً , بل يبقى الامر بحثا تمرينيا للأخوة الفضلاء من اجل تقييمها من جهة , هذا اضافة الى ان هذا التقييم ليس هو في صميم بحثنا من جهة اخرى ؛ إذ ان وجهين[3] من هذه الوجوه يفيان بالغرض المطلوب وبالتالي حل الاعضال , نعم بقية الوجوه هي ذوات فائدة من الناحية التفسيرية والكلامية وهذا مهم جداً في حد ذاته كما لا يخفىٰ 
 
ثلاثة عشر وجهاً محتملاً للجواب عن شبهة قول ابراهيم( عليه السلام ) خلاف الواقع 
 
الوجه الاول : كلام ابراهيم ( عليه السلام ) هو من الكذب الجائز للضرورة 
 
اما الوجه الاول فهو ان ما ذكره ابراهيم ( عليه السلام ) هو كذب جائز للضرورة، والعديد من مفسري اهل العامة بنوا على ذلك , واستدلوا عليه بروايات نقلوها عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بان ابراهيم ( عليه السلام ) قد كذب ثلاثة كذبات وهذه احداها, اضافة الى ان ملاك الاهم والمهم يجري في كل الضرورات , والكذب ليس قبحه ذاتيا بل يختلف بالوجوه والاعتبارات – بخلاف العدل والظلم – واين قبح الكذب من قبح الشرك بالله تعالى( عز وجل ) من قبل قومه, فكي يدفع ابراهيم ( عليه السلام ) ذلك الفساد الاكبر والاعظم وهو الشرك بالله العظيم اضطر الى الكذب الجائز[4]. 
 
إلا ان الشيخ الطوسي في التبيان اجاب بان تلك الروايات لا سند لها فلا تكون معتبرة. اضافة الى ان تجويز الكذب على الانبياء( عليهم السلام ) ولو للضرورة يستلزم سلب الوثوق بقولهم في كافة مسائل العقائد والاحكام. ومحل تحقيق ذلك علم الكلام . 
 
الوجه الثاني : كلامه ( فعلَّه ) وليس ( فَعَله ) فهو لِصِرف الاحتمال ضمن قراءة شاذّة 
 
واما الوجه الثاني فهو دعوىٰ ان القراءة الصحيحة ليست هي القراءة المعروفة وانما هي ( بل فعلّه كبيرُهم ) , أي : لعل كبيرهم هو من فعل ذلك، وكما هو واضح فان لعل تفيد الانشاء والترجي في صورةٍ فلا موضوع عندئذٍ للصدق والكذب ، كما تفيد الاحتمال في صورةٍ اخرىٰ ، ومنها المقام ، والاحتمال العقلي موجود ثابت ، ومع قطع النظر عن النقاش مبنىٰ في تعدد القراءات، والنقاش في خصوص صحة وورود هذه القراءة ، لابد من تقييم هذا الجواب في حد ذاته ايضاً. 
 
الوجه الثالث: ( فَعَلَه ) محذوف الفاعل 
 
واما الوجه الثالث فهو ان المقام هو من باب حذف الفاعل , ومعه ستكون الآية هكذا: ( بل فعله ) والفاعل محذوف وسيكون المعنى بل فعله من فعله او فعله شخص ما، ثم قال ابراهيم ( عليه السلام ) : ( كبيرهم هذا ) كجملة مستأنفة. 
 
والحاصل : ان المتوهَّم هو ان الفاعل لقوله ( فعله ) هو كبير الاصنام فيشكل عليه بانه كذب لكنه مع قطع الكلام وحذف الفاعل وتقديره لايرد ذلك , وهذا هو موطن التورية ؛ إذ ان النبي قد دمج ( عليه السلام ) بين جملتين فَتُوُهِّم ان ثانيهما فاعل الاولى، مما افاد معنى ظاهرا غير مراد باطنا . 
 
الوجه الرابع : الاضراب عن ( فَعَلَه ). 
 
واما الوجه الرابع فهو ان ابراهيم( عليه السلام ) عندما قال ( بل فعله ) ثم اضرب في كلامه قال : ( كبيرهم هذا ) , ووجه الفرق انه في الوجه الثالث يُلتزم بوجود فاعل مقدر محذوف , واما في الوجه الرابع – والذي نضيفه – فيقال الاضراب عن الجملة الاولى للإيهام والتعمية , ويوضح ذلك في العرف ان احدهم لو سأل فقال : هل جاء زيد ؟ وانت لا تريد ذكر الواقع في الجواب لمحذور ما فتقول جاء , ذهب زيد , فيتوهم السائل ان مقصودك ان زيداً قد جاء وذهب , إلا ان المقصود الحقيقي هو الاضراب عن جاء , ومقصودك الواقعي هو ذهب زيد[5] وقد استعملت هذا الاسلوب. 
 
الوجه الخامس : المجاز في الاسناد 
 
وهذا وجه لطيف وهو ان نسبة ( فعله ) الى الصنم صحيح اذ يصح ان يسند الفعل للسبب كما يصح ان يسند الى المباشر غاية الامر انه يكون من باب المجاز في الاسناد ؛ ذلك ان ابراهيم( عليه السلام ) وان كان هو المباشر لتحطيم الاصنام إلا ان السبب الذي حركه ودفعه لذلك هو وجود الصنم الكبير وكونه معبودا مع الله تعالى فأغاضه ذلك فكان سببا لقيامه بكسر الاصنام الصغار 
 
والحاصل ان نسبة الفعل الى السبب هي نسبة صحيحة مصححة للإسناد , ويوضح ذلك عرفا ان شخصا لو احسن الى آخر فقال الثاني له جزاك الله خيرا لإحسانك فقال الاول انني لم احسن اليك انما الذي احسن اليك هو من علمني ورباني ودربني على خدمة الناس والاحسان اليهم فهذا كلام صحيح . 
 
وكذلك لو قيل للبطل الذي فتح الحصن والقلعة: ما اروعك واشجعك اذ فتحت القلعة فقال : بل فتحها قائد الجيش وانا جندي عنده . فانه صحيح لصحة اسناد الفعل للسبب والعلة الطولية. 
 
وفي مورد البحث فان هذا الوجه صحيح في حد ذاته، وقرينه المجازية هي القطع – على ذلك المبنىٰ الكلامي - بان ابراهيم ( عليه السلام ) لا يكذب ولا يجوز له ذلك ؛ إذ ان الانبياء لا يصدر منهم ما يشكك في بعثتهم وارسالهم وسائر ما ينقلونه عن الله تعالىٰ لئلا يلزم من ذلك نقض الغرض . فتأمل 
 
الوجه السادس:[6] المجاز من حيث الشأنية 
 
واما الوجه السادس فهو ان كلام ابراهيم ( عليه السلام ) يقصد به الشأنية في قبال الفعلية فان ظاهر ( بل فعله ..) وان كان هو الفعلية ولكن يصح ان يقصد به الشأنية تجوزاً بان يراد: لو كان هذا الصنم يعقل لكان من شأنه ان يفعل ذلك الفعل ( تحطيم بقية الاصنام ) , ويوضحه عرفا ان شخصا لو استجمع شرائط المرجعية من الاجتهاد والعدالة و... وكذلك استجمع كمالات المرجع من الحلم والرزانة والوعي وغيرها فيمكن ان يشار اليه ويقال: ( انه مرجع تقليد ) بمعنى انه من شأنه ان يكون كذلك لا انه بالفعل مرجع قد تصدى للمرجعية 
 
وكذلك الشاب عندما يكبر ويبلغ سن الزواج ويرونه جديراً ومهيأ للزواج فان امّه واصدقائه قد يعبرون عنه بـ ( جاء العريس وذهب العريس وهكذا ... ) قاصدين جاء الذي من شأنه ان يكون عريساً وهذا استعمال دارج . 
 
الوجه السابع:[7] التعليق في الشرطية رافع للكذب 
 
وهذا الوجه مذكور في الروايات وهو ان الجملة الشرطية ( ان كانوا ينطقون ) مرتبطة بالمقدم أي هي قيد له، والمقدم هو بل فعله كبيرهم, ومن ثم فان جملة ( اسألوهم ) معترضة في الكلام , ومعه فيكون المقام تعليقاً لفعل التحطيم على النطق وحيث لا نطق فلا فعل. والحاصل: ان هنا جملة شرطية اعترضتها جملة انشائية ( اسألوهم ) وليست جملة حملية ((بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا )) ثم جملة شرطية 
 
الوجه الثامن : المراد النفي للنفي لا الاثبات للاثبات 
 
وهو ان المراد هو ليس الجملة الايجابية بل الجملة السلبية , فالمقصود من ( بل فعله كبيرهم ) هو انه حيث لا ينطقون فلم يفعله كبيرهم لا ان ابراهيم( عليه السلام ) يريد ان يقول فعل وقد نطقوا , بل لم يفعل ولا ينطقون ومعه يكون المورد من المعاريض ومن مقام التبكيت , 
 
ويوضحه عرفا لو ان مهندسا قديرا بنى عمارة شاهقة واراد احدهم ان يستفهم مستهزئا به فقال أأنت بنيت هذه العمارة ؟ فأجابه المهندس لا ، بل انت من قام ببنائها !, فانه ليس المراد قطعا هو الاخبار الحقيقي , بل الكلام هو من باب دلالة التنبيه والايماء وهو انك لست الباني وانني انا ( المهندس ) من قام بذلك , فإن هذا هو المفهوم من هذه الجملة عرفاً 
 
وفي قضية ابراهيم( عليه السلام ) فانه من الواضح ان كبيرهم لم يقم بالتكسير لعدم نطق هذه الاحجار الصماء، فيكون المعنى كنائيا ومن باب المعاريض كما سبق . 
 
الوجه التاسع : المراد من كبيرهم ابراهيم ( عليه السلام ) 
 
واما الوجه التاسع فهو ان المراد من كبيرهم نفس ابراهيم( عليه السلام ) فان الانسان والنبي( عليه السلام ) هو سيد الاشياء المختلفة والتي هي ادنى منه , وابراهيم( عليه السلام ) قطعا كبير القوم بقول مطلق.[8] 
 
الوجه العاشر: كلام ابراهيم( عليه السلام ) هو من باب الالزام 
 
واما الوجه العاشر فهو ان كلام ابراهيم( عليه السلام ) كان من باب الالزام للخصم بما التزم به في مقام المحاججة والمناظرة لأولئك المشركين، أي ان ابراهيم( عليه السلام ) قد تكلم بهذه الجملة كتفريعٍ لازمٍ للقوم على مبناهم وعلى اعتقادهم من ان كبير الاصنام هو إلـٰههم فلزمهم بان يقروا بأن القائم بالتكسير والتحطيم هو الصنم الاكبر وخاصة ان القدوم ( الفأس ) كان معلقا برقبته اذن فهو الفاعل حسب ما تعتقدون من قدرته ولو لم يكن الفاعل وكان الـٰهاً لما رضي ان يُعلق الفأس في رقبته ويُتهم بأنه كاسر الاصنام! وبعبارة اخرى فعله كبيرهم فيما يلزمكم وبناء على معتقدكم بإلـٰهيته . 
 
اذن: بحسب الالزام وفي دائرته فالكلام صحيح وهو جارٍ كثيرا في المحاورات العرفية 
 
وللكلام تتمة 
 
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين 
 
 
 
 
[1] - سورة الانبياء : آية 63 
 
[2] - كمجمع البيان والتبيان والميزان والصافي وغيرها، كما ذكر من تفاسير العامة بعضها ايضا 
 
[3] - بل اكثر ، وهي التي تدور مدار ( التورية ) 
 
 
 
[5] - اذ كان موجوداً من البداية فلم يجيء ليذهب 
 
[6] - وهذا وجه نضيفه ايضا للوجوه الاخرى 
 
[7]- والبعض استشكل على هذا الوجه بإشكال دقيق في تحليل القضية الشرطية وقد اجاب عن ذلك محشّوا وشراح المكاسب المحرمة فراجع 
 
[8] - و ( هذا ) اي خذ هذا، ثم : فاسألوهم

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 24 جمادى الاولى 1435هـ  ||  القرّاء : 5672



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net