||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 305- وَلَا تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّه (10) السباب ظاهرة مُعدِية وبحث عن تعارض الروايات في السباب

 تجليات النصرة الإلهية للزهراء المرضية عليها السلام

 أضواء على حياة الامام علي عليه السلام

 51- (فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا) -يوم التاسع من ربيع الأول يوم عيد أهل البيت عليهم السلام ويوم عيد للبشرية أجمع - ملامح من عصر ظهور الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف

 357-(هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (6) مرجعية العقل والنقل في التأويل

 قراءة في كتاب (لماذا لم يُصرَّح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم؟)

 90- بحث تفسيري: إجابات ستة عن الاشكال: بأن الاعلان عن سرقة اخوة يوسف كان إيذاءاً واتهاماً لهم

 كتاب مناشئ الضلال ومباعث الانحراف

 85- (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) -10 ضمانات استقامة القوات المسلحة ونزاهتها -5 التدقيق المكثف للقوات المسلحة حقوقياً

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (12)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23968427

  • التاريخ : 19/04/2024 - 22:55

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 205- ثلاثة اجوبة اخرى عن قول ابراهيم ( بل فعله كبيرهم ) فالمجموع 13 وجهاً ـ خلاصة البحث في التورية ــ التورية اربعة اقسام : 1ــ ثلاثة اقسام منها جائزة ، والقسم الرابع له ثلاث صور ثالثها مورد الكلام واستعراض موجز لوجه عدم دلالة الايات و الروايات .

205- ثلاثة اجوبة اخرى عن قول ابراهيم ( بل فعله كبيرهم ) فالمجموع 13 وجهاً ـ خلاصة البحث في التورية ــ التورية اربعة اقسام : 1ــ ثلاثة اقسام منها جائزة ، والقسم الرابع له ثلاث صور ثالثها مورد الكلام واستعراض موجز لوجه عدم دلالة الايات و الروايات
السبت 27 جمادى الاولى 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
وصلنا في ختام بحثنا الى الوجوه التي يمكن ان تذكر لتوجيه كلام النبي ابراهيم( عليه السلام ) في الآية الشريفة: (( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا...))[1], فان الاشكال هو ان ما ذكره ابراهيم( عليه السلام ) مخالف للواقع ؛ ذلك ان الصنم الاكبر لم يكن هو الكاسر للأصنام الصغيرة, وقد ذكرنا وجوها عشرة لحل هذا الاعضال والاشكال كان عاشرها الالزام , ونذكر الان بقية الوجوه : 
 
الوجه الحادي عشر : قول ابراهيم( عليه السلام ) هو استفهام استنكاري وليس اخبارا 
 
واما الوجه الحادي عشر فهو انه قد يكون قول ابراهيم ( عليه السلام ) استفهاما استنكاريا وليس اخبارا , ومعناه (( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا )) وهو متضمن ان ابراهيم( عليه السلام ) هو الفاعل وان الصنم لا يمكن ان يكون الفاعل ولذا فليس بإلــٰـه, ثم انه ( عليه السلام ) قد اكد ذلك بوجه اخر وهو (( فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ )) , ومعه فان ابراهيم ( عليه السلام ) قد عمل على إلفاتهم مرتين , ولكن هذا الوجه خلاف الظاهر , خاصة مع وجود كلمة (بل) . 
 
الوجه الثاني عشر : ان ابراهيم ( عليه السلام ) كان في مقام التعليم والتمثيل[2] 
 
واما الوجه الثاني عشر فهو ان ابراهيم ( عليه السلام ) كان في مقام التمثيل, ومقام التمثيل لا يصدق عليه ( الكذب ) 
 
توضيح الكبرى والصغرى : 
 
ولتوضيح الكبرى والصغرى نقول : 
 
اننا نرى ان من يقوم بالتمثيلات والمسرحيات يخرج بكلامه وإخباراته من فضاء الواقع الى الفضاء المجازي فيكون الكلام مبنياً على مجازية الحال الجديد وذلك, كما لو تقمص احدهم دور سلمان المحمدي او ابي ذر او حجر بن عدي في مسرحية ما فتكلم بكلام ليس واقعيا بالنسبة له , إلا انه في حال التمثيل فانه لا يقال له لِمَ كذبت في قولتك وحديثك وتلبسك بدور حجر ؛ ذلك ان القرينة العامة المقامية موجودة وهو صدور الكلام التخيلي والتصوري في عالم الافتراض التمثيلي وليس العالم الحقيقي . 
 
وعليه : فان عمل ابراهيم( عليه السلام ) يمكن ان يكون من هذا القبيل, ومما يدل على ذلك انه ( عليه السلام ) قد هيأ مشاهد واحوال المشهد التصويري؛ اذ انه قد علق الفأس في عنق الصنم الكبير, وعندما جاء القوم وجدوا هذا المشهد فانتقلوا اليه – الى الفضاء المجازي - بما هيأ ابراهيم( عليه السلام ) لذلك وكان كلامه في هذه الظرف. 
 
وهنا نضيف ايضاً: انه قد يقال : ان القيام ببعض التمثيل لغرض عقلائي ليس بعيدا عن المعصومين( عليه السلام ) , كما هو الحال في قضية الامام الحسن والحسين ( عليهما السلام ) عندما مثّلا مشهد الوضوء لذلك الشيخ الكبير حيث كان مقصودهما ايصال صورة كون وضوئه باطلا, واما المثال الاوضح فهو بعض ما نقل من الروايات في بعض حوارات الزهراءB مع امير المؤمنين ( عليه السلام ) عندما كانا يتفاضلان فيما بينهم فانهم بتلك الحال ارادوا نقل الكلام الى فضاء المجاز كي يوصلوا الرسالة الى الاخرين, وكذا الحال نفسه في بعض محاورات الرسول( صلى الله عليه وآله ) مع علي( عليه السلام ) فان كلاً منهما كان يعرف واقع الامور المختلفة - بإذن الله تعالى - إلا انهما احياناً كانا يمارسان دورا تصويرياً تجسيدياً , وهذا افضل في مسألة التلقين المعرفي للأجيال. 
 
والمتحصل : ان تلك الحوارات التي تعمل على نقل السامع الى فضاء المجاز واردة وعرفية ومستعملة ولا كذب فيها بلحاظ ذلك الحال. 
 
والاوضح من ذلك كله قول الزهراء ( عليه السلام ) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) - بعد هجوم القوم على الدار - : (( اشتملت شملة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل... ))[3] فان هكذا كلام ليس من المعقول ان يصدر من الصديقة الكبرىB, التي يرضى الله لرضاها في حال كونها تتكلم في فضاء الحقيقة , بل كلامها في حال اخر ذلك ان الزهراء B هي اعرف الناس ببطولة علي( عليه السلام ) وشجاعته وبأنه مأمور بالصبر اذ ( قيّدته وصية من أخيه ) , ومعه فهذا الكلام وغيره منها هو في فضاء مجازي وهدفه ايصال رسالة الى الاجيال المختلفة وهي رسالة المظلومية الكبرى وغصب حق اهل البيت B, 
 
والحاصل : ان الكبرى مما لا اشكال فيها , نعم الصغرى ممكنة الانطباق إلا ان الاستظهار يحتاج الى مزيد تأمل وتدبر . 
 
الوجه الثالث عشر : ان الكلام هو من باب الاستخدام 
 
واما الوجه الثالث عشر فهو : ان الكلام في ( فَعَلَه ) هو من باب الاستخدام: وان الضمير وان كان ظاهرا يعود الى الصنم الكبير إلا انه من باب الاستخدام يعود الى غير مرجعه المصرح به في الكلام، اي الى شيء مستبطن يفهم من سياقه والمحتمل ان يرجع الضمير في ( فعله ) الى ( الاضلال ) اي ان الذي اضل هو الصنم الاكبر , ولكن اسلوب الاستخدام هو خلاف الظاهر مما يحتاج الى قرينة . 
 
هذه وجوه ثلاثة عشر لدفع الاشكال حول كلام ابراهيم ( عليه السلام ) . 
 
تلخيص البحث : صور جواز التوريه 
 
ونلخص ما مضى من بحث بجمع اطرافه المترامية فنقول : 
 
ان التورية على اربعة اقسام[4]: 
 
1) ان يستر الظاهر بالظاهر , وهذا ليس بكذب قطعا , ولذا فهو جائز ؛ لان الظاهر قد طابق الواقع. 
 
2) ان يريد الظاهر والباطن معا , وهذا قسم من التورية وهو جائز وهو صدق بل ان القران الكريم مبني على ذلك . 
 
3) ان يكون الظاهر مجملا فيسري الاجمال الى المراد , وهذا ليس بكذب ايضا وليس بحرام [5]. 
 
4) وهو ان يريد بكلامه خلاف ظاهره , قد فصلنا هذا القسم الى ثلاث صور : 
 
الصورة الاولى : ان يقيم المتكلم قرية نوعية مغِّيرة للظهور فينقلب الظهور الاولي الى ثانوي , وحيث ان هذا الاخير يكون مطابقا للواقع فهو صدق. 
 
الصورة الثانية : ان يقيم المتكلم قرينة خفية , وهنا نذكر مثالا لطيفا يفيد التوضيح: فانه لو طلب رجل من اخر مالا إلا ان الثاني اراد ان لا يعطيه اذ علم انه سوف يستعمله في غير محله فيورِّي ويقول: انه لا يوجد بيدي شيء , فيفهم الاول منه انه لا مال عنده , مع ان مراده هو كون يده – اي الجارحة - فارغة من اي شيء . 
 
وهنا : تارة الانسان يحرك يده بشكل ظاهر ويقول ليس بيدي شيء إلا ان الاخر لم يفهم فتكون المشكلة في سوء فهم السامع وهذا المورد لا اشكال في كونه تورية لوجود القرينة النوعية المغيرة للظهور. 
 
وتارة اخرى يعمل الشخص على وضع يده في جيبه مثلاً ثم يحركها بدون ملاحظة السائل ولا النوع ويقول: انه لا شيء بيده فان هكذا قرينة هي خفية، قد استظهرنا ان هذا المورد ايضا ليس بكذب إذ الكذب عنوان ثبوتي والقرينة الواقعية مغيره للظهور ثبوتاً... فراجع. 
 
موجز عناوين الادلة الاشكالات 
 
الصورة الثالثة : وهي الصورة المشكلة في المقام والتي لعل جلّ البحث الماضي في الايات والروايات انصب عليها هي: فيما لو لم يقم المتكلم قرينة اصلا ؛ لا قرينة نوعية جلية ولا قرينة خفية وقلنا في هذه الحال لابد من استقراء الادلة , 
 
ونذكر ما مضى من هذه الادلة بإيجاز شديد مع وجه النقاش الذي تمّ لدينا فنقول : 
 
1) في مسالة حلف النبي ايوب ( عليه السلام ) كان اشكالنا هو : ان الظاهر من الآية والروايات المفسرة لها هو انه كان جاداً لا مورياً , فلا يستدل بهذه الآية . 
 
2) في قصة النبي يوسف( عليه السلام ) وآية (( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ [6])) قلنا ان هناك قرينة نوعية وهي ( انكم ) ولكننا لم نقبل هذا الاشكال بلحاظ القرينة الحالية الاقوى المغيرة للظهور, وكان الاشكال المحكم هو الاشكال الرابع وهو ان ( سارقون ) كلي قابل للانطباق على معنيين فلا تورية[7] , واما الاشكال الرئيسي فهو ان الفعل لا جهة له, وغاية الامر ان الآية تدل على ان التورية كانت جائزة ولكنها لاشك في كونها لضرورة، والكلام ليس عن التورية لدى الاضطرار[8] وانما التورية بماهي هي وبصورة مطلقة . 
 
3) واما الآية الاخرى فهي قول ابراهيم( عليه السلام ) ((إِنِّي سَقِيمٌ ))[9] واستشكلنا على ذلك بوجوه منها : انه قد يكون بالفعل سقيما فلا تورية , والاحتمال الآخر ان سقيم مشتق والمشتق بلحاظ حال التلبس حقيقة بقرينة انه نظر في النجم، كما فصلناه، فكان صادقا, هذا اضافة الى ان الضرورة اقتضت ذلك حتى يمتنع عن الذهاب الى مهرجان تعظيم الاصنام ، ولا كلام في جواز التورية ، بل الكذب ، في صورة الضرورة . 
 
وزبدة التحصيل ان الآيات الشريفة لا يصح الاستدلال بها على المراد من جواز التورية بقول مطلق 
 
4) كما فصلنا اخيراً الجواب عن الاستدلال بقوله تعالى (( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ )) . 
 
وللكلام تتمة 
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين. 
 
 
 
 
[1] - سورة الانبياء : اية 63 
 
[2] - وهذا وجه لطيف ولابد من البحث حوله اكثر. 
 
[3] - الاحتجاج للطبرسي ص 278 
 
[4] - وليست منحصرة في القسم الرابع كما درجوه عليه عادة 
 
- [5] وهذا كله مبني على تعريفنا للكذب وهو مبنى المشهور ايضا وهو ان الصدق والكذب مدارهما مطابقة ظاهر القول مع الواقع او عدمه. وذلك لان (المجمل) لا ظاهر له كي يقال بمخالفة ظاهره للواقع. 
 
[6] - سورة يوسف : اية 70 
 
[7] - اذ لا مخالفة فيه للظاهر ، على تأمل. 
 
[8] - فان كل مضطر اليه جائز ، وحتى الكذب. 
 
[9] - سورة الصافات : اية 89

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : السبت 27 جمادى الاولى 1435هـ  ||  القرّاء : 4372



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net