||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 373-(هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (22) التعارض بين العقل والنقل في تفسير القرآن الكريم

 32- (كونوا مع الصادقين) الإمام الصادق عليه السلام سيد الصادقين

 111- بحث اصولي قانوني: ضرورة تأصيل المصطلحات

 201- مباحث الاصول - (الوضع) (8)

 هل نحن خلفاء الله في الأرض ؟

 195- مباحث الاصول - (الوضع) (2)

 70- الاحتكام للآيات في تحديد ما اشتق منه التعارض

 شرعية وقدسية ومحورية النهضة الحسينية

 233- مباحث الاصول: (مقدمة الواجب) (5)

 139- من فقه الحديث: قوله (عليه السلام): ((إنّ من الأشياء أشياء موسعة وأشياء مضيقة))



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23954479

  • التاريخ : 18/04/2024 - 21:45

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 201- اشكالات على دلالة رواية ( صدقت ...) .... .

201- اشكالات على دلالة رواية ( صدقت ...) ....
السبت 20 جمادى الاولى 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
وصلنا الى الاستدلال بالروايات وانها هل تدل على جواز التورية من باب انها ليست بكذب موضوعا؟ او انها تدل على جواز التورية من باب الخروج الحكمي وأنها وان كانت كذبا لكن الشارع قد احل هذا النوع من الكذب لمصلحة التسهيل ومن باب التزاحم والاهم والمهم .وقد ذكرنا الرواية الثانية في ذلك وهي : "روى سويد بن حنظلة قال : خرجنا ومعنا وائل بن حجر نريد النبي( صلى الله عليه وآله ) فأخذه اعداء له فحرَّج القوم أن يحلفوا وحلفت بالله انه اخي فخلى عنه العدو , فذكرت ذلك للنبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال :صدقت , المسلم اخو المسلم"[1]. 
 
فقد يقال : ان الظاهر ان ما صدر من سويد بن حنظلة كان هو التورية ؛ لان القوم فهموا من كلامه ان وائل هو اخوه النسبي الا ان قصده كان[2] هو الاخوة الدينية , وبتعبير اخر: ان ظاهر الكلام هو غير مراده وباطنه, فالمراد والقصد هو الاخوة الدينية الا ان الظاهر المنسبق عن الكلام هو الاخوة النسبية. 
 
وقد سبق ان السيد الخوئي قد عقب على الرواية وقال: (( وهي وان كانت ظاهرة الدلالة على جواز التورية وعلى عدم كونها من الكذب لكنها ضعيفة السند(( [3]. 
 
مناقشة كلام السيد الخوئي: بل الدلالة غير تامة لوجوه ثلاثة 
 
لكن الظاهر : ان ما ذكره ليس بتام ؛ ذلك ان الرواية ليست ظاهرة الدلالة ايضا لوجوه ثلاثة[4]. 
 
الوجه الاول: الاستعمال اعم من الحقيقة : 
 
اما الوجه الاول لعدم كون الرواية تامة الدلالة فهو: ان قوله( صلى الله عليه وآله ) (صدقت ) انما هو استعمال لا اكثر, والاستعمال اعم من الحقيقة , وعليه فلا يدل كلامة ( صلى الله عليه وآله ) على ان التورية مفهوما وماهية هي صدق حقيقة فلعل الرسول( صلى الله عليه وآله ) قد اطلق ( صدقت ) مجازاً , وذلك كما لو قال احدهم : زيد اسد فهل يدل هذا الاستعمال لكلمة الاسد في زيد على كونه حقيقة فيه؟ والجواب كلا , فان ذلك لا يدل على ان اسد موضوع للأعم من الرجل الشجاع , كما انه لايدل على نقلة للرجل الشجاع , و لا يدل على انه مشترك لفظي[5] . 
 
اذن: (صدقت) قد استخدمها النبي ( صلى الله عليه وآله ) بوجه صحيح دون ريب لكنه لا يعلم كونه حقيقة او مجازاً . 
 
وعليه : فلا يصح ان يستدل على ان التورية ليست بكذب – موضوعا – بـ( الاستعمال ) في هذه الرواية مع ان الاستعمال لا يتكفل بالتنقيح الموضوعي . 
 
وبتعبير اخر: انه يصح من الحكيم ان يستخدم اللفظ في معناه الحقيقي وكذاك على الوجه الكنائي, كما يصح الاستعمال بوجه مجازي مع القرينة، والقرينة في المقام موجودة[6], نعم غاية الامر ان الرواية تدل على جواز التورية حكما . 
 
الوجه الثاني: المحتملات في ما قصده الرجل ثلاثة : 
 
الوجه الثاني ان قول الرجل للأعداء بان وائلاً اخوه فيه ثلاثة احتمالات يدور القصد مدارها : 
 
الاحتمال الاول:قد قصد الاخوة النسبية فهو كاذب 
 
اما الاحتمال الاول فهو ان يكون المتكلم ( سويد ) كان قد قصد لاخوة النسبية – كما لا يبعد- فان الانسان في مجالات الرهبة والخوف من قتل احد اصحابه يضطرب فلا يأتي في باله التوجيه الصحيح لكلامه , ومعه سيكون كلام الشخص كذبا وليس بتورية فيخرج عن محل البحث ,نعم النبي ( صلى الله عليه وآله ) نزَّل كذبه منزلة الصدق وذكر وجه لذلك . بيانه : ان النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد حمل[7] كلامه على صدق الحكاية وصرف النظر عن صدق الحاكي ؛ فان الحاكي وان فرض كاذباً الا ان الحكاية في حد ذاتها صحيحة لانطباقها على الاخوة الدينية ؛ اذ ان كلا الشخصين كان اخاً للآخر في الدين , وان كان الحاكي قد قصد الاخوة النسَبية فيكون كاذباً في ذلك. والحاصل: ان النبي ( صلى الله عليه وآله ) حَمَل الكلام على صدق الحكاية، فقوله صدقت هو مجاز على هذا كما لا يخفى ولكن كلامه حمل على الحقيقة التنزيلية والعلاقة المصححة هي صدق الحكاية. 
 
الاحتمال الثاني : انه قصد الاخوة الدينية فهو مورِّي 
 
واما الاحتمال الثاني فهو ان يكون المتكلم ملتفتا وقد قصد الاخوة الدينية فيكون قد ورّى بذلك حيث فهم القوم من ظاهر كلامه انه اخ نسَبي له فقد خالف الظاهرُ القصَد. 
 
الاحتمال الثالث : انه قصد الجامع، وهنا قولان 
 
واما الاحتمال الثالث فهو ان يكون المتكلم قد قصد الجامع بين الاخوة الدينية والنسبية ؛ اذ ان كلمة اخ هي الجامع , فلم يقصد خصوص احدهما بل قصد الكلي القابل للانطباق على كليهما. . 
 
ومعه : فهل يكون ذلك تورية او لا ؟ فيه قولان : 
 
اما القول الاول : فهو قول المشهور[8]: انه ليس بتورية ؛ لان الكلي الجامع هو من الظاهر وليس بخلافه , حتى يكون تورية . 
 
واما القول الثاني - وهو المنصور - : وهو ان المورد تورية فانه قد ستر بالظاهر الظاهر-كما أوضحناه- حيث ستر بالجامع القصد الاصلي[9] . 
 
وعليه : فهذه احتمالات ثلاث , فلو امكن استظهار احدها فبها , والا سيكون ما قاله سويد مجملاً فلا يمكن الاستدلال بالرواية على ان التورية صدق بل سوف لاتكون دليلاً حتى على جواز التورية اذ لعله كان كاذباً – وهو الاحتمال الاول – فتدل الرواية على جواز الكذب لدى الضرورة فهي اجنبية عن بحث التورية نعم يمكن التمسك بتنقيح المناط القطعي . فتدبر 
 
هل قول النبي( صلى الله عليه وآله ) تقريري او تعليمي؟ : 
 
ونذكر امرا مهما[10] هنا وهو : هل ان النبي( صلى الله عليه وآله ) في قوله (صدقت) كان في مقام التقرير او التعليم؟ كلاهما محتمل , فلعله( صلى الله عليه وآله ) كان في مقام التقرير لعمله , وهذا احتمال وعليه فالظاهر انه كان مورّياً صادقاً , ولكن الاحتمال الاخر هو ان النبي( صلى الله عليه وآله ) كان بصدد تعليم[11] المخرج والطريق للتفصي وعلى هذا فالظاهر انه كان كاذباً, ويؤيد ذلك قوله ص (المسلم اخو المسلم) فإن ظاهر هذا التعليل انه تعليمي. وللكلام تتمة 
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
 
 
[1] - الوسائل باب 37 من أبواب ما يكتسب به حديث 1 . 
 
[2] - سيأتي ان هذا مجرد احتمال من ضمن ثلاثة احتمالات 
 
[3] - مصباح الفقاهة/ المكاسب المحرمة ج35 ص609 
 
- [4] واما السند فبحسب المنصور من كون مراسيل الثقاة حجة فالرواية معتبره بل حتى لو لم نقل بحجية مراسيلهم فقد يقال بانها معتبرة لانها معتضده بالشهرة الروائية والفتوائية بل قد يقال: انها مستفيضة – فتأمل - مما يفيد الاطمئنان بالحجية حتى لمن لا يرى حجية مراسيل الثقاة 
 
- [5] وهذه ثلاثة احتمالات فهو اما مشترك لفظي او منقول او انه وضع للجامع الاعم، والاستعمال لا يدل على ايّ منها 
 
[6] - وهي القرينة الحالية ( من عدم كونه اخاه نسَباً ومن اضطرابه ورجوعه للنبي( صلى الله عليه وآله ) ) بل والمقالية: تعليل النبي ( صلى الله عليه وآله ) بـ( المسلم اخو المسلم ) فتأمل 
 
[7] - أي حسب هذا الاحتمال 
 
[8]- اذ المشهور يقولون ان التورية هي ان تقصد من الظاهر خلافه. 
 
[9] - اذ قصد المتكلم احد نوعي الكلي وفهم السامع نوعه الآخر 
 
[10] - قد يتنقح به قصد ( سويد ) وان ايّ الاحتمالات الثلاثة هو الاقرب. 
 
[11] - تعليمه لمستقبل امره، وتعليم السامعين

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : السبت 20 جمادى الاولى 1435هـ  ||  القرّاء : 4618



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net