||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 206- مباحث الاصول - (التبادر وصحة السلب والانصراف) (3)

 129- الاذن الالهي التكويني في اصطفاء اهل البيت(ع) ، وهل الامامة بالاكتساب؟

 309- الفوائد الأصولية: حجية الاحتمال (5)

 478-فائدة أصولية:حجية الظنون المبنية على التوسعة

 56- معنى موافقة الكتاب

 93- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-6 من مهام مؤسسات المجتمع المدني: ج- أن تكون الموازي الإستراتيجي للدولة

 414- فائدة فقهية: هل يصح عمل بعض المستحبات في رأس السنة الميلادية بعنوانها

 341- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (16) العدالة الاقتصادية كطريق إلى الديمقراطية

 111- بحث اصولي قانوني: ضرورة تأصيل المصطلحات

 223- مباحث الأصول: (القطع) (4)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23959642

  • التاريخ : 19/04/2024 - 07:55

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 404- 1 ــ اقربية الخبير المجتهد من الخبير غير المجتهد للاصابة ، بدلالة روايات عديدة 2ــ ولانه الاشد تثبتاً 2ــ وللتسديد الغيبي اذ ( لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا ) و ( فَإِنَّهُ - المؤمن - يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ ) .

404- 1 ــ اقربية الخبير المجتهد من الخبير غير المجتهد للاصابة ، بدلالة روايات عديدة 2ــ ولانه الاشد تثبتاً 2ــ وللتسديد الغيبي اذ ( لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا ) و ( فَإِنَّهُ - المؤمن - يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ )
الاحد20جمادى الثانية 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيَّما خليفة الله في الأرضين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
مبادئ الاستنباط 
 
الاستدلال بالروايات علي اقربية اصابة الجامع للشرائط من غيره 
 
ويمكن ان يستدل علي هذا المدعي بالروايات ، وهي كثيرة: 
 
ومنها: (عن ابي عبدالله( عليه السلام ) :" يا يونس إن أردت العلم الصحيح، فعندنا أهل البيت، فإنّا ورثنا وأوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب") ([1]). 
 
من الادلة علي عموم (العلم الصحيح) لكل العلوم ومنها المبادئ 
 
والظاهر ان المراد بـ(العلم الصحيح) الاعم من علوم الشريعة وسائر العلوم كالفيزياء والطب والفلك والزراعة والتجارة ، اضافة اليٰ مثل التاريخ والرجال والمنطق والبلاغة وغيرها من مبادئ الاستنباط ، وذلك: 
 
اولاً: لان الاصل في اللام انها للجنس ، وكونها للعهد الذكري او الذهني او الحضوري خلاف الاصل. 
 
ثانياً: ان ما عندهم وما صدر عنهم ، لم يكن خاصاً بعلوم الشريعة بل صدر عنهم الكثير من العلوم مما يرتبط بالاقتصاد والتجارة والزراعة والطب والصحة وغيرها، بل لقد صدر عنهم الكثير مما يرتبط بالفيزياء والكيمياء وغيرها ، ومنها ما رواه جابر بن حيان الكوفي عن الامام الصادق( عليه السلام ) فقد كتب ثلاثة الآف رسالة([2]) في الكيمياء والفيزياء وغيرها بدأها بـ:(حدثني سيدي ومولاي جعفر بن محمد الصادق) وتوجد المئات من هذه الرسائل في بعض مكتبات وجامعات الدول الغربية حتي قال بعض اهل الخبرة([3]) انهم بنوا علومهم عليها واخذوا منها اسسها وجذورها. 
 
هذا كله مع قطع النظر عما سبق من ان مبادئ الاستنباط هي من الشريعة بلحاظ وقوعها في طريق استنباط الاحكام فهي بهذا اللحاظ من (العلم الصحيح) المشار اليه في الرواية 
 
ومع هذه القرينة المقامية والبرهان الآني فان الظاهر ان قوله( عليه السلام ): (اذا اردت العلم الصحيح فعندنا اهل البيت…) يراد به كافة العلوم خاصة مع لحاظ قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها )([4]) وقول اميرالمؤمنين( عليه السلام ): ( علمني – رسول الله - ألف باب من العلم ، فتح لي كل باب ألف باب).([5]) 
 
وجه اقربية اجتهاد الفقيه للاصابة حتيٰ فيما لم يروه عنهم 
 
لا يقال: ان ذلك فيما ورد عنهم صحيح دون ريب فلا يقدَّم قول اللغوي او الصرفي او البلاغي او من اشبه عليٰ قولهم في تلك الحقول لو كان، لكن الكلام في الفقيه وفي دعويٰ ان الخبير الفقيه اقرب للاصابة من الخبير غير الفقيه فأي ربطٍ لهذه الرواية ونظائرها بالفقيه فيما لو لم يكن ناقلاً عنهم؟ 
 
اذ يقال: سبق ان الممارس لكلامهم( عليهم السلام ) كثيراً ، ومن طالع وتفقه في الآيات والرويات دوماً ، فانه يكون اقرب لمعرفة القواعد الصرفية والبلاغية والمنطقية والدرائية… الصحيحة، من غيره؛ وذلك لانه بكثرة أُنسه بالروايات والآيات وممارسته لها يكون له (مرشد ارتكازي) للقواعد البلاغية والمنطقية والصرفية و... التي ابتنت عليها الروايات ، فانها تفيدها اما بالدلالة المطابقية او التضمنية او الالتزامية او بدلالة الاقتضاء([6]) او التنبيه والاشارة او الايماء والاشارة ([7]) 
 
ويدلّك عليٰ ذلك معرفة كل امة بقواعد لغتهم فطرياً وجريهم عليها بنحوٍ صحيح وان لم يتعلموا القواعد في المدارس([8]) . 
 
كما يدلك علي ذلك ان من درس في جامعات الغرب فانه ، الا من عصمه الله تعاليٰ، يتلوّن بلونهم فكرياً او نفسياً([9]) كما ان من درس في جامعات الشرق يتلوّن بلونهم كذلك ، كذلك من اشتد أُنسه وكَثُرت ممارسته ومطالعته وتدبره في الآيات والروايات فانه سيتعرف- شعورياً ولا شعورياً- علي الملاكات والحِكم والضوابط والقواعد والاسس والمسائل ، فيكون اقرب من غيره للاصابة. 
 
ومنها: (عن أبي جعفر( عليه السلام ): " شرّقا وغرّبا قلا تجدان علماً صحيحاً الّا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت").([10]) 
 
وهذه اقوي في الدلالة علي العموم من دلالة الرواية السابقة علي الاطلاق ، لان النكرة في سياق النفي تفيد العموم ، وتؤكّد العموم " شرقاً وغرّباً ... " 
 
ومنها: (عن الإمام الباقر ( عليه السلام ): "ليس عند أحد من الناس حقّ ولا صواب، ولا أحد من الناس يقضى بقضاء حقّ إلّا ما خرج منّا أهل البيت").([11]) 
 
وهذه اقويٰ من سابقتها كذلك لورود ( احد من الناس ) اضافة اليٰ ان الحق مقابل الباطل والصواب مقابل الخطأ وظاهرالاول ما يرتبط بالشرع وظاهر الثاني غيره من العلوم او الاعم فيكون من عطف المباين علي المباين او الاعم علي الاخص. 
 
من وجوه كون كل ما بيد البشرية من العلوم صادراً منهم ( عليهم السلام ) 
 
لا يقال: لكن النفي الكلي([12]) لا يصح ،لكثرة العلوم الحديثة وغيرها التي عند الناس ولم تصدر منهم ؟ 
 
اذ يقال: الجواب عن ذلك هو نفس ما يجاب به عن قوله تعالى: (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ)([13]) فكما ههنا كذلك هنالك. 
 
والاجوبة متعددة ، ومنها ان المراد من (ليس... إلّا ما خرج منّا أهل البيت) انه خرج بنفسه او بكلِّيه([14]) او باصوله([15]) او بمقدماته([16]) او بالدوالِّ عليه.([17]) 
 
ب - الخبير الفقيه اشد تثبتاً 
 
الطريق الثاني : ان الخبير الجامع للشرائط (كالايمان والعدالة) اشد تثبتاً من غيره، لعلمه بان هذه المبادئ تقع في طريق استنباط الحكم الشرعي ومن اشد المحرمات الفتوى بدون حجة ولاتكون إلّابعد التثبت التام . 
 
والحاصل : ان له قرين للتثبت : حافز كونه محققاً باحثاً وحافز الورع والاحساس بالمسؤولية الشرعية؛ اذ ان كل ما يبتني على هذا المبدأ من المسائل فانه مسؤول عنه شرعاً ولابد ان يُعدَّ له الجواب في القبر وفي يوم الحساب ، وقد قال تعالى ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ )([18]) . وذلك عكس الخبير فقط فان له الحافز الاول فقط. 
 
ج - الفقيه المؤمن ينظر بنور الله 
 
الطريق الثالث : اضافة الى ان الخبير الفقيه المؤمن العادل مسدَّد بتسديد غيبي مما يجعله اقرب للاصابة ، والمقصود في الجملة([19]) لا بالجملة اذ لا عصمة له بالبداهة، وذلك بادلة عديدة : 
 
ومنها قوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)([20]) فان الجهاد اعم من الجهاد بالاجتهاد والفكر والتدبر والتفقه في القرآن والحديث ومن الجهاد بالنفس والمال وغير ذلك 
 
والظاهر ان ما ذكره المفسرون تفسير بالمصداق ولادليل على الحصر، ومنها ما ذكره في مجمع البيان)) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ( أي: جاهدوا الكفار ابتغاء مرضاتنا، وطاعة لنا، وجاهدوا أنفسهم في هواها خوفا منا. وقيل: معناه اجتهدوا في عبادتنا رغبة في ثوابنا، ورهبة من عقابنا. (لنهدينهم سبلنا) أي: لنهدينهم السبل الموصلة إلى ثوابنا، عن ابن عباس. وقيل: لنوفقنهم لازدياد الطاعات، فيزداد ثوابهم. وقيل: 
 
معناه والذين جاهدوا في إقامة السنة، لنهدينهم سبل الجنة. وقيل: معناه والذين يعملون بما يعلمون، لنهدينهم إلى ما لا يعلمون. ))([21]) 
 
والظاهر ان المراد بـ(لَنَهْدِيَنَّهُمْ) بلطف غيبي او الاعم منه ومن هدايتهم عبر الطرق الطبيعية وقال في كنز الدقائق (( وهداية الله تتنوع أنواعا لا يحصيها عد، لكنها تنحصر في أجناس مترتبة: الاول: إفاضة القوى التي تمكن بها من الاهتداء إلى مصالحه، كالقوى العقلية، والحواس الباطنية، والمشاعر الظاهرة. والثاني: نصب الدلائل الفارقة بين الحق والباطل والصلاح والفساد. والثالث: بإرسال الرسل وإنزال الكتب. والرابع: أن يكشف عن قلوبهم السرائر، ويريهم الاشياء كما هي بالوحي والالهام والمنامات الصادقة، وهذا القسم يختص بنيله الانبياء والاولياء. وطلب الهداية وغيرها من المطالب، قد يكون بلسان القول، وقد يكون بلسان الاستعداد، فما يكون بلسان الاستعداد لا يتخلف عنه المطلوب، وما يكون بلسان القول ووافقه الاستعداد استجيب، وإلا فلا .))([22]) على تأمل في بعض كلامه . 
 
ومنها ما ورد في روايات عديدة : ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه – اي المؤمن - ينظر بنور الله )([23]) ويمكن الاستدلال على تسديد الخبير الفقيه العادل الجامع للشرائط ببرهان اللطف ، لكن في الجملة لا بالجملة كما لا يخفى نعم تحديد كونه مصداق اللطف وتحديد حدوده موكول الى دلالة سائر الايات والروايات ومنها ما ذكره .فتأمل. 
 
وتفصيل الاستدلال بهذه الاية والرواية وغيرهما وما قد يورد على الاستدلال بهما والاجوبة يوكل لمحله.([24]) 
 
الارجح الرجوع للخبير الفقيه حتى مع المناقشة في الوجوه السابقة 
 
والحاصل: ان(الارجح) لو دار الامر بين الخبير الفقيه والخبيرغير الفقيه هو الرجوع للاول مع فرض تساويهما في الخبروية، للجهات الاربعة الماضية. 
 
ولئن نوقش فيها باجمعها فانه على اقل تقدير( يحتمل رجحان الاول ) ولا احراز لكونهما سواء، فلو دار الامر بينهما رَجُح عقلاً الاول وان لم يتعين. وللحديث صلة... 
 
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين 
 
 
([1]) - وسائل الشيعة ج18، ص48. 
 
([2]) - وقال المقلُّون: الف رسالة. 
 
([3]) - مستشهداً بشواهد وادلة كثيرة 
 
([4]) - بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 95 ص 106 
 
([5]) - إعلام الورى للطبرسي ج 1 ص 317 
 
([6]) - لتوقفها عليها ، صحةً او صدقاً 
 
([7]) - سبق ان دلالة التنبيه هي ان يفيد اقتران شيء بشيء عليته للحكم او وجهه او اصل حدوثه او مطلباً جديداً مع كونه مقصوداً للمتكلم بحسب المتفاهم العرفي اما الاشارة فان لا تكون مقصودة كذلك 
 
([8]) - وقد طوّر العلم الحديث طرائق التعليم ، فهناك مدارس متطورة جداً تعتمد على هذا المنهج في تعليم اللغة للاجانب ، وهو المنهج الذي يتعلم به الاطفال اللغة فلا يكون هناك درس ومدرّس وتعليم بل يجري كل شيء بالتعلم العملي نظير الوضع التعيني . 
 
([9]) - من حيث يشعر احياناً ومن حيث لا يشعر احياناً اخريٰ. 
 
([10]) - الكافي ج1، ص399. 
 
([11]) - الكافي ج1، ص399. 
 
(([12] - بعدم وجود علم بايدي الناس الا وهو صادر عنهم 
 
([13]) - سورة النحل ، الاية (89) 
 
([14]) - كالقواعد الفقهية فانها كليات تنطبق على مصاديقها. 
 
([15]) - كاصول الفقه. 
 
([16]) - الاعم من المقدمات المعدّة او الموصِلة 
 
([17]) - من تكوينية أو اعتبارية. 
 
([18]) - سورة الصافات : اية 24 
 
(([19] - ولذا عبّرنا بـ( اقرب للاصابة ) ولم نقل : ( مصيب ) 
 
([20]) - سورة العنكبوت ، الاية (69) 
 
(([21] - تفسير مجمع البيان : الشيخ الطبرسي: مجلد : 8 صفحه 41 
 
([22]) - تفسير كنز الدقائق : ج1 ص 58 
 
([23]) - بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 25 ص 134 
 
([24]) - وقد اجبنا عن عدد من الاشكالات على ذلك في كتاب (الضوابط الكلية لضمان الاصابة في الاحكام العقلية).

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد20جمادى الثانية 1435هـ  ||  القرّاء : 4627



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net