||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 70- (إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) -4 نقد الهرمنيوطيقا ونسبية المعرفة هل المعرفة ظنية فقط؟- (إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) -4 نقد الهرمنيوطيقا ونسبية المعرفة هل المعرفة ظنية فقط؟

 259- فقه الغايات والمآلات وهندسة القيادة الاسلامية لإتجاهات الغنى والفقر

 الموضوعية و الطريقية في محبة الزهراء المرضية

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (13)

 74- شرعية وقدسية حركة وشعائر سيد الشهداء عليه سلام الله -1

 454- فائدة اصولية: حجية سيرة المتشرعة

 315- الفوائد الأصولية: الحكم التكليفي والحكم والوضعي (2)

 174- ( عصر الظهور ) بين عالم الإعجاز وعالم الأسباب والمسببات

 248- مباحث الاصول: (الحجج والأمارات) (6)

 284- (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) 9 هل الهداية فعل الله قسراً أو هي فعل العبد؟ اتجاهات معالجة الروايات المتعارضة ظاهراً



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23701414

  • التاريخ : 28/03/2024 - 21:08

 
 
  • القسم : التزاحم (1440-1441هـ) .

        • الموضوع : 274- تتمة المناقشة في المبدأ الخفي للمشتق - معنى (ضرار) .

274- تتمة المناقشة في المبدأ الخفي للمشتق - معنى (ضرار)
الثلاثاء 27 ربيع الاخر 1441هـ



 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(274)

 

كما ان قوله: (ان الظاهر بملاحظة الموارد المختلفة للهيئة ان هذه الهيئة تدلّ على نسبة مستتبعة لنسبة أخرى بالفعل أو بالقوة، وذلك مما يختلف بحسب اختلاف الموارد (فتارة) تكون النسبة الاخرى ـ كالأولى ـ صادرة من نفس هذا الفاعل بالنسبة إلى نفس الشيء. و(أخرى) تكون احداهما صادرة من الفاعل والأخرى من المفعول ـ كما في (ضارب) فيعبّر عن المعنى حينئذٍ بالمشاركة.

وفي الحالة الأُولى: قد يكون تعدد المعنى من قبيل الكم المنفصل فيعبر عنه بالمبالغة ـ كما ذكر في كلام المحقق الرضي قدس سره([1])  أو يعبر عنه بالامتداد ـ اذا لم يكن التعدد واضحاً كما فسر لفظ المطالعة في بعض الكتب اللغوية كالمنجد ـ بإدامة الاستطلاع مع انه استطلاعات متعدّدة في الحقيقة، وقد يكون المعنى من قبيل الكم المتصل فيكون تكرره بلحاظ انحلاله إلى أفراد متتالية كما في (سافر) ونحوه وحينئذٍ يعبر عنه بالامتداد والطول. ولازمه التعمد والقصد في بعض الموارد نحو تابع وواصل كما مرّ آنفاً)([2]) قد يورد عليه:

 

المناقشات: خروج موارد عن العام لا ينفي حُكْمَهُ العام

أولاً: ان الموارد التي استشهد بها، وهما موردان فقط، لا تصلح لرفع اليد عن المعنى المرتكز في الأذهان والمعروف لدى الصرفيين من باب المفاعلة وهو المشاركة؛ فان خروج موردين أو حتى عشرات الموارد عن العام لا يخلّ بعمومه، خاصة وان خروج تلك الموارد إنما كان لخصوصية فيها وقرينة، كما سيأتي.

والحاصل: ان المتبادر للأذهان من صيغة المفاعلة الحالة الثانية التي ذكرها (دون الحالة الأولى: تكرر صدور النسبة من الشخص على الشيء نفسه) فإذا وجدنا موارد على خلاف ذلك فانها لا تدل على عدم وضع المفاعلة للمشاركة إذ (ما من عام إلا وقد خص) بل لا تخل كثرة تخصيصاته بظهوره في العموم (إلا إذا بلغت حد استهجان العموم حينئذٍ) فكيف بعدم كثرتها، وبعبارة أخرى: ان استدلاله بالمطالعة والمسافرة أعم من كون دلالتهما على النسبة المستتبعة من شخص على الشيء نفسه مراراً، لكون هيئة المفاعلة دالة على ذلك أو على الأعم منه، أو لكون خصوص المادة، ولو المبدأ الخفي الذي صار إليه، هي القرينة على ذلك.

 

تحقيق معنى المطالعة

ثانياً: ان استشهاده بالمطالعة يرد عليه:

 

أ- المطالعة تفيد المشاركة والطرفينية

1- انه قد يقال: ان المطالعة تفيد المعنى الذي ذكره المشهور وهو المشاركة والنسبة من الفاعل إلى المنفعِل والعكس (وليست مجردة عن ذلك) وذلك لأن الظاهر ان النكتة البلاغية في التعبير بهيئة المفاعلة هي انه أخذ المبدأ طرفينياً بين المطالِع وهو الإنسان والمطالَع وهو الكتاب، فكأنه يطالعك كما انك تطالعه! إذ انك عندما تأخذ الكتاب أمام وجهك فكل منكما مطالِع للآخر! وذلك مبني على تشبيه المعقول بالمحسوس.

ويوضحه: انك تقول – مثلاً – (فلان يجاري الريح) والمراد المفاعلة رغم ان الريح لا تَعقِل فكأنه يجاري الريح والريح تجاريه وليس المقصود انه صدر منه الجري في مقابل الريح مكرراً، وكذلك تقول فلان يناطح السحاب بقامته أو بمشاريعه أو بإنجازاته أو بعلمه، أو هذه ناطحة سحاب، فانه طرفيني لأنه كما يناطح السحاب فان السحاب يناطحه أيضاً أي كل منهما ينطح الآخر!! ولا يراد انه ينطح السحاب مكرراً، فكذلك يطالع الكتاب فكأنه يطالعك كما انت تطالعه.

ويؤكده ويبرهنه معنى (طلع) فانه لغةً بمعنى (برز وظهر) قال في معجم مقاييس اللغة: (طَلَعَ: الطَّاءُ وَاللَّامُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ، يَدُلُّ عَلَى ظُهُورٍ وَبُرُوزٍ)([3]) (وَمِنَ الْبَابِ: اسْتَطْلَعْتُ رَأْيَ فُلَانٍ، إِذَا نَظَرْتَ مَا الَّذِي يَبْرُزُ إِلَيْكَ مِنْهُ. وَطَلْعَةُ الْإِنْسَانِ: رُؤْيَتُهُ; لِأَنَّهَا تَطْلُعُ، وَرَمَى فُلَانٌ فَأَطْلَعَ وَأَشْخَصَ، إِذَا مَرَّ سَهْمُهُ بِرَأْسِ الْغَرَضِ)([4]).

فقولك: طالع زيد الكتاب، على هذا، يعني انه برز إلى الكتاب أو ظهر عليه كما انه برز الكتاب إليه أو ظهر عليه! أي ظهر وبرز إلى الكتاب فظهر الكتاب له وبرز إليه!

ويؤكده الضد الذي ذكر لطلع كمعنى له قال في لسان العرب: (وطلَع عَلَيْهِمْ: غَابَ، وَهُوَ مِنَ الأَضْداد)([5]) أقول: فكما تغيب عنهم يغيبون عنك، فهو طرفيني، فكذا ضده.

 

ب- دلالة المطالعة على تكرر النسبة؛ لقرينية المتعلَّق

2- سلّمنا، لكن الدلالة على التعدد والتكرر (تكرر النسبة من الفاعل نفسه ووقوعها على الشيء مكرراً) مما يستفاد من المتعلَّق لـ(طالع) لا من هيئة المفاعلة (على ما يريد إثباته) ولا من المبدأ الخفي (على ما يقتضي ان يقول به حسب التمهيد العام الذي مهّده فتأمل) فان متعلَّق المطالعة حيث كان ذا امتداد كانت المطالعة ممتدة وكما عبّر عنه المنجد بـ(إدامة الاستطلاع) أو حيث كانت الكلمات والأسطر متعددة كانت المطالعة المتعلقة بها متعددة بتعددها فأفادت المطالعة نسبة متعددة من الفاعل على القابل؛ ولذلك نجد ان المتعلّق وهو المطالَع لو لم يكن له امتداد لما دلّت المطالعة عليه ولو كان امتداده طويلاً أو قصيراً لكان امتداد المطالعة بحسبها؛ ألا ترى انك لو قلت (طالعت الكتاب) دلّ على الامتداد الطويل بحسب الكتاب (حجماً وصفحاتٍ) ولو قلت (طالعت هذه الصفحة أو هذا السطر) دل على امتدادٍ أقل فأقل، ولو قلت (طالعت الإعلان أو هذه الجملة) لما دل عرفاً، على التكرر والامتداد و(إدامة الاستطلاع) الذي ذكره وإن كان عقلاً فإن كل حركة وفعل فان لها امتداداً لكن الألفاظ لم توضع لتلك المعاني الدقية الفلسفية.

بل يدل عليه ما قاله لسان العرب: (وطالَعْتُ الشَّيْءَ أَي اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ)([6]) فلا دلالة فيه([7])، بذاته، على النسبة المستتبعة أو تكررها، بل لو تعارض كلام اللسان مع المنجد لرجح اللسان عليه لأِخبرِيّته، غاية الأمر تعارضهما فيتساقطان فلا حجية للمنجد حينئذٍ في مقابل المشهور في معنى المفاعلة، على ان كلام اللسان مطابق للوجدان.

ويدل عليه أيضاً: انك تقول: طلع القمر من بين السحاب إذا ظهر فجأة بأن انقشعت السحب دفعة كما تقول: طلع القمر إذا ظهر تدريجاً من بينها أو من فوق الجبل، وتقول: طلع رأس الجبل كما تقول طلع الجبل والأول دفعي، والثاني تدريجي متكرر (للقادم من بعيد مثلاً) فليس التكرر مستفاداً من طلع وطالعت بل من المتعلَّق وقرائن المقام.

 

ج- أو لخصوص مادة طلع

3- سلّمنا: لكن قد يقال: ان طلع يعني صعد والصعود بطبعه تدريجي متكرر متصل في مثل الجبل ومنفصل كأنه متصل في مثل الدرج، كما ذكره في المطالعة، فالتكرر مستفاد من نفس المادة الجلية لا من الهيئة أية هيئة كانت، قال في المنجد: (طلع صعِد: صعد سلماً) والمطالعة سميت مطالعة، على هذا، لأن المطالِع يصعد بفكره أو بمعلوماته أو بمستواه أو من أدنى الصفحة السابقة إلى أعلى الصفحة اللاحقة. ولكن لا يخفى بُعد هذا.

 

تحقيق معنى المسافر

واما إستشهاده بالمسافر، فيرد عليه: أول الايرادات السابقة فان الظاهر انه يفيد معنى المشاركة لا التكرر من شخص واقعاً على طرف واحد، ويدلّك على ذلك تفسير مادة سفر، قال في معجم مقاييس اللغة ((سَفَرَ) السِّينُ وَالْفَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الِانْكِشَافِ وَالْجَلَاءِ. مِنْ ذَلِكَ السَّفَرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ النَّاسَ يَنْكَشِفُونَ عَنْ أَمَاكِنِهِمْ)([8]) أقول: والمسافر سمي مسافراً، بناء على تفسير السفر بالانكشاف، لأنه ينكشف للناس أو لسائر المسافرين كما ينكشفون له أو لأنه ينكشف للسماء والأرض والطبيعة والمناطق الجديدة كما تنكشف له، عكس الجالس في داره فانه لا ينكشف لهم ولا ينكشفون له، وسمي بذلك، بناء على تفسير السفر بالجلاء، لأنه ينجلي ويبتعد عن وطنه وأهله كما يبتعد وطنه وأهله عنه، كما يجري الوجهان الآخران أيضاً فتأمل كما يجري فيه أول الجوابين السابقين([9]) فتدبر.

 

مناقشة ما اختاره في معنى ضِرار

كما ان قوله: (وعلى ضوء ذلك يمكن القول بان الضِرار يفترق عن الضرر بلحاظ انه يعني تكرر صدور المعنى عن الفاعل أو استمراره. وبهذه العناية أطلق النبيّ صلى الله عليه واله وسلم على سمرة انّه مضارّ لتكرر دخوله في دار الانصاري دون استئذان)([10]) وهو بيت القصيد في المبحث، قد يورد عليه:

أولاً: ان ان (ضِرار) إذا لم يدل على المشاركة فقد لا يكون وجهه انه (مصدر باب المفاعلة ولا يدل باب المفاعلة على المشاركة لذا لم يدل ضِرار على المشاركة)، بل قد يكون وجهه هو انه مصدر المجرد لا غير. وبعبارة أخرى: انه إنما يصح القول بان المفاعلة لا تدل على المشاركة بدليل ان الضِرار والمضارة في قضية سمرة لا تدل عليه، لو ثبت ان الضِرار مصدر باب المفاعلة وانه مع ذلك لم يدل على المشاركة، مع انه أول الكلام ولم يستدل هو (دام ظله) عليه، لبداهة انه يمكن ان تكون مصدر المجرد (لأن ضِرار مصدر لكل من المجرد وللمفاعلة) ولذا لم يدل على المشاركة. نعم لنا الاستدلال عليه بما استدل به بعض، كالسيد الوالد، من انه يستلزم التكرار فتدبر.

ثانياً: سلّمنا لكن دلالته على التكرر قد تكون لقاعدة زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى فـ(ضرر) يفيد المبدأ و(ضِرار) يفيد تكرره لهذه القاعدة، لا لأنه مفاعلة وان المفاعلة لا تدل على المشاركة بل تدل على التكرر فقط. والحاصل: ان دلالته على التكرر أعم من كونه لأنه مقتضى قاعدة زيادة المبنى أو لكون المفاعلة معناها هذا، ولم ينفِ الأول لينحصر في الثاني. فتأمل. 

 

 

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 

 

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ((مَا أَحْسَنَ عَبْدٌ الصَّدَقَةَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا أَحْسَنَ اللَّهُ الْخِلَافَةَ عَلَى وُلْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَقَالَ: حُسْنُ الصَّدَقَةِ يَقْضِي الدَّيْنَ وَيَخْلُفُ عَلَى الْبَرَكَةِ))(الكافي: ج4 ص10).

 

 

------------------------------------------------------

([1]) شرح الشافية ط الحجر ص ٢٨.

([2]) السيد علي السيستاني، قاعدة لا ضرر ولا ضرار، الناشر: مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني ـ قم: ص130-131.

([3]) ابن فارس، معجم مقائيس اللغة، الناشر: دار الفكر: 1399هـ - 1979م  ج:3 ص419-420.

([4]) ابن فارس، معجم مقائيس اللغة، الناشر: دار الفكر: 1399هـ - 1979م  ج:3 ص419-420.

([5]) ابن منظور، لسان العرب، الناشر: دار صادر – بيروت: ج8 ص236.

([6]) ابن منظور، لسان العرب، الناشر: دار صادر – بيروت: ج8 ص236-237.

([7]) أي في هيئة طالعت.

([8]) ابن فارس، معجم مقائيس اللغة، الناشر: دار الفكر: 1399هـ - 1979م.   ج:3 ص83

([9]) انه لو تمّ فلا يخل بالقاعدة العامة.

([10]) السيد علي السيستاني، قاعدة لا ضرر ولا ضرار، الناشر: مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني ـ قم: ص131.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 27 ربيع الاخر 1441هـ  ||  القرّاء : 3235



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net