||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 184- علم وفن ومهارة ادارة الوقت والساعات والايام والاسابيع والاشهر والسنين

 425- فائدة أصولية: اتحاد الإرادة الجدية مع الإرادة الاستعمالية وافتراقهما في الجملة الاستثنائية

 113- بحث اصولي: فارق الحقيقة عن المجاز بالدلالة التصديقية الثانية

 قراءة في كتاب (استراتيجيات إنتاج الثروة ومكافحة الفقر في منهج الإمام علي(ع) )

 كونوا مع الصادقين

 340- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (15) الفحشاء والمنكر والبغي كظواهر اجتماعية

 125- من فقه الحديث: قوله (عليه السلام): ((إن الكلمة لتنصرف على وجوه))

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (1)

 135- اعظم العقوبات الالهية : عقوبة قسوة القلب

 5- الهدف من الخلقة 1



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 161- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (8): علم الاديان الفقهي والاصولي المقارن



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23590516

  • التاريخ : 19/03/2024 - 04:13

 
 
  • القسم : الفوائد والبحوث .

        • الموضوع : 325- فوائد لغوية: الفرق بين الهزل والمزاح .

325- فوائد لغوية: الفرق بين الهزل والمزاح
27 جمادى الأول 1440هـ

الفرق بين المزاح والهزل[1].
 اعداد: الشيخ محمد علي الفدائي

قد يفرق بين المزاح والهزل بعدة وجوهٍ:

أولاً: بأن الهزل إنما يطلق على ما يصدر في مقام العبثية واللغوية وما ناسب شأن البطالين، وأما المزاح فإن له غرضاً عقلائياً في كثير من الأحيان؛ كإدخال السرور على قلب المؤمن.
ويشهد لذلك: أنه يصح أن يوصف النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بأنه صدر منه المزاح أو قد مازح فلاناً من أصحابه، ولكن لا يصح أن يقال بصدور الهزل منه أو هاَزلَ فلاناً.

ثانيا: ورد في (الفروق اللغوية) بقوله: (الفرق بين الهزل والمزاح: إن الهزل يقتضي تواضع الهازل لمن يهزل بين يديه والمزاح لا يقتضي ذلك، ألا ترى أن الملك يمازح خدمه وإن لم يتواضع لهم تواضع الهازل لمن يهزل بين يديه، والنبي (صلى الله عليه وآله) يمازح ولا يجوز أن يقال يهزل، ويقال لمن يسخر يهزل ولا يقال يمزح)[2].
والأصح أن يقال: إن في الهزل نوع ضِعة لا تواضع، أما المزاح فلا ضعة فيه وإن كان فيه تواضع، فتدبر.

ثالثا: بأن النسبة بين المزاح والهزل هي عموم من وجه، وعلى تقدير التنزل فهي عموم مطلق، أما مادة افتراق المزاح عن الهزل فواضحة، وذلك مثل ممازحة الرسول (صلى الله عليه وآله) مع رجل في أمر الناقة ونص الرواية: قال رجل: احْمِلْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): ( إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ) فَقَالَ: مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ نَاقَةٍ؟ قَالَ (صلى الله عليه وآله): (وَهَلْ يَلِدُ الْإِبِلُ إِلَّا النُّوقَ)[3]، وقد يمثل له بما قيل عنه: إِنَّهُ (صلى الله عليه وآله) كَسَا بَعْضَ نِسَائِهِ ثَوْباً وَاسِعاً فَقَالَ لَهَا: (الْبَسِيهِ وَاحْمَدِي اللَّهَ وَجَرَي مِنْهُ ذَيْلًا كَذَيْلِ الْعَرُوس)[4]، فهذا مزاح وليس بهزل، وهي فضيلة، فهو (صلى الله عليه وآله) في موارد عديدة صدر منه المزاح، ولكنه لم يصدر منه الهزل؛ فإنها منقصة.
وأما مادة افتراق الهزل عن المزاح فهو: كما في التمثيليات الهزلية من قول أو فعل، فهي ليست بتمثيلية مزاحية، والبحث في المقام هو أعم من القول والإشارة والكتابة والفعل وغير ذلك.
والخلاصة: إنّ المستظهر هو أن النسبة بين المزاح والهزل هي عموم من وجه، وإلا فعموم مطلق، والأعم هو المزاح.
ومما يؤكد الفرق بين الهزل والمزاح ما قاله الشيخ الطوسي (رحمه الله) في تبيانه[5] وتبعه الشيخ الطبرسي (رحمه الله) في مجمع البيان[6] من: (الجدّ خلاف الهزل لانقطاعه عن السخف) انتهى.
فإن ظاهره: أنه أخذ في مفهوم الهزل السخف، ولم يؤخذ في مفهوم المزاح، هذا إضافة إلى ما مضى من: أنه عبثي ولا غاية له، وأما المزاح فليس كل مزاح سخيفاً، بخلاف الهزل؛ فإن كل هزل سخيف، ولذا لا يصدر الأخير من النبي أو الإمام (عليه السلام).

أمثلة تطبيقية للمزاح والهزل واللطيفة

المثال الأول: ما نقله في بحار الأنوار عن النبي (صلى الله عليه وآله) حيث إنه رأى جملاً عليه حنطة فقال: (تمشي الهريسة)[7].
والظاهر: أن كلام النبي (صلى الله عليه وآله) هذا لطيفة، وليس بمزاح، فقوله (صلى الله عليه وآله) نوع من المجاز المستظرف، وهو مجاز بالأوْل، كما أنه من الواضح أنه ليس بسخرية أو هزل؛ إذ لا يصدران منه البتة.

المثال الثاني: ما نقلناه من أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لإحدى زوجاته عندما أهداها ثوباً واسعاً وقد تدلت بعض أطرافه: ( البسيه واحمدي الله وجري منه ذيلا كذيل العروس)[8].

المثال الثالث: إن أبا هريرة سرق نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورهنه بتمر وجلس بحذاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأكل التمر، فقال الرسول (صلى الله عليه وآله): (يا أبا هريرة ما تأكل؟) فقال: آكل نعل رسول الله [9].
ولا شك في حرمة السرقة وحرمة إيذاء الرسول (صلى الله عليه وآله) لكن كلامه من المجاز بلحاظ ما كان، ولعله كان سخرية منه ولا شك في حرمته أيضاً، كما أن الظاهر عدم صدق اللطيفة عليه، ولعله مما يصطلح عليه الآن بالمزاح الثقيل.
المثال الرابع: رأى نعيمان مع إعرابي عكة عسل فاشتراها منه وجاء بها إلى بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال نعيمان: (خذوها) ـ وهذا إنشاء يستلزم إخباراً بأن عكة العسل ملك له، فكان ظاهر الحال أنه أهداها للنبي (صلى الله عليه وآله) ـ ومرّ نعيمان وبقي الإعرابي إلى جانب الباب فقال: يا هؤلاء ردوها إلي إن لم تحضر قيمتها، حيث استظهر الأعرابي إن صاحب الدار هو الذي يجب أن يدفع الثمن ـ فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك فوزن له الثمن، وقال لنعيمان: ( لماذا فعلت ذلك؟ ) فقال: رأيت رسول الله يحب العسل ورأيت الأعرابي معه العكة، فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله) [10].
ولو صحت هذه الرواية سنداً فإنها تصلح أيضاً كدليل على وقوع الكذب في الإنشائيات؛ فإن قول (نعيمان): (خذوها) إنشاء لكن لازمه الإخبار عن تمليكه لهم (وأنه اشتراها من الأعرابي وها هو يهديها لهم الآن)، ثم البحث عن جوازه وعدمه.

ثمرة التفكيك بين العناوين: تحديد مصب المنع في الروايات
وتظهر ثمرة التفكيك بين المزاح والهزل وعدم إدخالها في خانة واحدة، في تحديد مصبّ المنع في الروايات دفعاً للخلط الذي حصل لبعض الأعلام، كما انتبه لذلك الشيخ (رحمه الله) الذي كان  دقيقاً، والسيد الوالد (رحمه الله) وآخرون، فإن الروايات التي نقلها الشيخ (رحمه الله) في المكاسب[11] كان متعلق النهي أو التنزيه فيها: عنوان الهزل لا المزاح، ومن هنا تقيد (رحمه الله) ومن تبعه بهذه المفردة.
وعليه: فلو ثبت بتلك الروايات أن الهزل حرام، وقلنا: بأنه مغاير للمزاح حقيقة كما سبق، وأن نسبته مع المزاح عموم من وجه على احتمال، أو عموم مطلق على آخر، فالحرمة لا تسري إلى المزاح.
والحاصل: إن المدار في الروايات على عنوان (الهزل)، فلو ثبت تمامية الروايات المستدلة بها سنداً ولم تُحمل على الكراهة أو التنزيه دلالةً، فحينئذٍ سيختص التحريم بعنوان الهزل دون المزاح، حيث لا مناط قطعي لتسرية الحرمة إلى المزاح.


---------
[1] اقتباس من كتاب "حرمة الكذب ومستثنياته" لسماحة السيد مرتضى الشيرازي: ص١٤٤-١٤٩.
[2] الفروق اللغوية (لأبي هلال العسكري): ص٢٤٩.
[3] بحار الأنوار: ج١٦ ص٢٩٤.
[4] بحار الأنوار: ج١٦ ص٢٩٥.
[5] التبيان: ج١٠ ص١٤٧.
[6] تفسير مجمع البيان: ج١٠ ص٥٥٣.
[7] بحار الأنوار: ج١٦ ص٢٩٤.
[8] بحار الأنوار: ج١٦ ص٢٩٥.
[9] مناقب آل أبي طالب: ج١ ص١٤٩.
[10] بحار الأنوار: ج١ ص١٦٢.
[11] كتاب المكاسب: ج٢ ص١٥.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : 27 جمادى الأول 1440هـ  ||  القرّاء : 8604



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net