||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 270- (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ 8) بين الشك والفوبيا والرهاب

 149- فائدة أدبية صرفية: صيغ المبالغة قد يراد بها افادة الشدة او الترسخ لا الكثرة والتكرر

 333- من فقه الحديث (اتقوا الكذب الصغير منه والكبير)

 164- من فقه الحديث: قوله عليه السلام (كل ما ألهى عن ذكر الله فهو من الميسر)

 374- فائدة كلامية: كيفية تعلق الروح بالبدن

 413- فائدة فقهية: الموت السريري وقول الأطباء

 88- من فقه الآيات: بحث عن قوله تعالى: ( لا إكراه في الدين )

 407- فائدة أصولية: تأثير أحد المتضايفين على الآخر في التضييق والتوسيع

 187- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (5)

 224- مخططات الاستعمار ضد ثوابت الشريعة



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 161- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (8): علم الاديان الفقهي والاصولي المقارن



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23589011

  • التاريخ : 19/03/2024 - 02:23

 
 
  • القسم : الفوائد والبحوث .

        • الموضوع : 239- فائدة روائية ـ ثلاثة محتملات لقوله صلى الله عليه وآله : (كل مولود يولد على الفطرة) .

239- فائدة روائية ـ ثلاثة محتملات لقوله صلى الله عليه وآله : (كل مولود يولد على الفطرة)
28 ربيع الآخر 1439هـ

فائدة روائية ـ ثلاثة محتملات لقوله صلى الله عليه وآله : (كل مولود يولد على الفطرة)[1].
اعداد: السيد حسين الموسوي

وقوله صلى الله عليه وآله: (كل مولود يولد على الفطرة)[2] يعني إما:
أ. أنه يولد على خلقة خاصة معينة، مكيفة بكيفية خاصة.
وبعبارة أخرى: (يولد على الخلقة الدالة على وحدانية الله وعبادته والإيمان ـ كما ذكره السيد المرتضى في كتابه الغرر والدرر[3]،[4].

وقد يستظهر من عبارة السيد المرتضى:
أنه يولد على الخلقة الدالة بذاتها على وحدانية الله أي يولد على خلقة تشهد بذاتها وتحكي بنفسها وحدانيته وعبادته والإيمان، فالفطرة على هذا إشارة للدلالة الذاتية للشيء على خالقه من حكمه وعلم وغيرهما ودلالتها الذاتية على أنها خاضعة ومؤمنة به ولها العبودية له.
وفي كل شيء له آية      تدل على أنه واحد

ب. أو يعني أنه يولد على ما فطره الله وخلقه عليه من قبل.
وبعبارة أخرى: أي يولد كما خلق، أي على حسب خلقته الأولى ـ قبل مولده ـ أي في عالم الذر والميثاق.

ج. أو يعني ما قاله في النهاية من: (والمعنى أنه يولد على نوع من الجبلة والطبع المتهيأ لقبول الدين)[5].
ولا يخفى أن تعبير السيد المرتضى أدق فإن هذه الخلقة دالة أي بالفعل وليس مجرد تهيوء.
لكن قال في النهاية فيما بعد: (وقيل: معناه كل مولود يولد على معرفة الله والإقرار به...).
ثم قال في النهاية: (الفطرة إيجاد الإنسان على نوع مخصوص من الكمال).
والأفضل هو: (كون الإنسان على نوع مخصوص من الكمال وكونه كذلك)، فإن الإيجاد فعل الفاطر الخالق والفطرة صفة المخلوق فإنها وإن كانت مما تضاف للفاعل والقابل لكن المنصرف منها هو الثاني.

كل المعاني الثلاثة صحيحة ومتحققة خارجاً
والتحقيق هو صحة المعاني الثلاثة وتحققها خارجاً؛ فإن (الفطرة) هي الخلقة الدالة بذاتها على صانعها وهو المعنى الأول، كما أنها الخلقة الأولى وهو المعنى الثاني أي ولد كما خلق من قبل، وهي قابلة أيضاً لقبول الدين والشريعة (أي الزائد على ما عجن في أصل الخلقة بذاته، من المعرفة) وهو المعنى الثالث.

الاعتراض بظهور الروايات في المعنى الثاني وجوابه
لكن قد يقال أن الظاهر من الروايات هو المعنى الثاني.
ففي الكافي الشريف عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل: (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) ما تلك الفطرة؟ قال: هي الإسلام فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد[6].
وعن هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت: (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)؟ قال (التوحيد)[7].
لكن هذا التفسير بالمصداق وهو أعم من الإحتمال الأول والثاني فـ (فطر الناس) أي بحيث تدل فطرتهم وخلقتهم بذاتها على التوحيد أم (فطر الناس) أي على ما خلقهم عليه من قبل الشهادة بتوحيده؟ نعم هذ الرواية دليل الفعلية لا التهيوء من (التوحيد) وشبهه.
وقد يستظهر من الروايات أن هذه الكيفية الخاصة لم تكن في الخلق الأول بل أودعت في الإنسان لاحقاً وقت الميثاق وقبل ولادته في عالم الدنيا.
ومنها رواية زرارة قال: وسألته عن قول الله عز وجل: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى)[8] قال (الإمام الباقر عليه السلام): أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم وأراهم نفسه ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربه[9]. وظاهرها المعنى الثاني.
لكن قد يقال بعدم المنافاة فإن الروايات ليست بصدد الحصر بل هي تفسير بالمصداق وبأحد الوجوه وإثبات الشيء لاينفي ما عداه.
هذا ولا مانع من تعدد أطوار الخلق، قال تعالى: (ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ)[10].
نعم ظاهر رواية زرارة نفي ما عدا الثاني لقوله عليه السلام: (ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه) لكن فيه: أن هذا لا ينفي المعني الأول المقصود به الدلالة التكوينية للخلقة والفطرة، على الخالق، ولا ينفي المعنى الثالث أيضاً.
وبذلك ظهر افتراق الفطرة عن الملة ويكفي الحديث التالي لإيضاح ذلك:
(أفضل ما يتوسل به المتوسلون كلمة الإخلاص فإنها الفطرة وإقام الصلاة فإنها الملة) والمقصود أنها كانت في أديان الأنبياء السابقين ومللهم[11].
وقد ظهر مما سبق أن الفطرة في اللغة هي الخلقة بالكيفية الخاصة القابل ذلك للانطباق على المعاني الثلاثة.

----------------
[1] من مباحث سماحة السيد المرتضى الشيرازي (دام ظله) في كتابه: فقه التعاون على البر والتقوى: ص328ـ332.
[2] (الكافي الشريف ـ الجزء الثاني ـ باب كون المومن في صلب الكافر ـ عن ابي جعفر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله ـ ص14).
[3] راجع سفينة البحار، مادة فطر.
[4] (الامالي ـ السيد المرتضى ـ الجزء 4 ـ باب اقم وجهك للدين حنيفا ـ ص4).
[5] نقله عنه بحار الأنوار، ج64، ص132، الكتاب الخامس عشر، الباب الرابع.
[6] أصول الكافي، ج2، باب فطرة الخلق على التوحيد، ح2.
[7] المصدر، ح1.
[8] الأعراف: 171.
[9] أصول الكافي، ج2، ح3، من باب فطرة الخلق على التوحيد.
[10] المؤمنون: 14.
[11] مجمع البحرين، مادة فطر.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : 28 ربيع الآخر 1439هـ  ||  القرّاء : 7985



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net