||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 27- (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه)3 فلسفة التأويل في القرآن والحديث

 230- مباحث الاصول: (مقدمة الواجب) (2)

 127- محاسبة النفس وتقييم الذات

 هل أكثر الناس هم من أهل النار؟

 168- فائدة فقهية: الفرق بين المفتي وأهل الخبرة

 271- (وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) سيكولوجية الشك والشكّاكين (9)

 352- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (3)

 14- (وإنك لعلى خلق عظيم) وبعض الأسرار في الآية الشريفة

 249- مباحث الاصول: (الحجج والأمارات) (7)

 363- الفوائد الاصولية: الصحيح والأعم (6)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23698013

  • التاريخ : 28/03/2024 - 12:04

 
 
  • القسم : التعارض - التعادل والترجيح (1438-1439هـ) .

        • الموضوع : 264- هل العامان من الوجهة متعارضان ام لا ؟ التفصيل : تعارضا تارة وتزاحم تارة اخرى حسب ان التركيب اتحاديا او انضمامي. .

264- هل العامان من الوجهة متعارضان ام لا ؟ التفصيل : تعارضا تارة وتزاحم تارة اخرى حسب ان التركيب اتحاديا او انضمامي.
السبت 23 محرم الحرام 1439هـ



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مباحث التعارض: (التعادل والترجيح وغيرهما)
(264)


موجز الآراء في العامين من وجه وفي حكمهما
وبعبارة أخرى: هل العامان من وجه، متعارضان أم لا؟
ذهب المحقق العراقي إلى عدم كونهما متعارضين فلا يندرجان في أخبار الترجيح فالتخيير؛ إذ موضوعها المتعارضان ((يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيهما آخذ؟)) 1 وحيث انه لا جمع دلالياً إذ ليست دلالة أحدهما على مادة الاجتماع أقوى من الآخر 2 لذلك نحكم بالإجمال، كما ارتأى.
وعليه: فالعامان من وجه خارجان موضوعاً عن التعارض والتكاذب وعن عناوين التخصيص والتخصص والتخريج والحكومة، بل والورود أيضاً. فتأمل سيأتي وجهه من الخروج في صورة(هي التزاحم) دون أخرى (هي المشيرية)، إضافة إلى إمكان تصوير الورود فيهما في المعنوِن والمتصل. فتدبر
بينما ذهب الميرزا النائيني إلى كونهما متعارضين لكن لا يؤخذ بصدر المقبولة فيهما بل يؤخذ بذيلها أي لا مجال للتمسك بالمرجحات السندية بل لدى تعارضهما يحكم بالتخيير.
وعليه: فلا مجال للعناوين الخمسة السابقة 3 .
اما ما لعله المشهور فذهبوا إلى كونهما متعارضين ويؤخذ بصدر المقبولة دون ذيلها – عكس النائيني – أي يلجأ إلى المرجحات السندية فان عدمت فالتساقط لا التخيير.
أما المنصور فهو تفصيل جديد وهو ان العامين وجه متعارضان في صورةٍ ومتزاحمان في صورةٍ أخرى، وانه في صورة التعارض يؤخذ بصدر المقبولة وذيلها جميعاً أي يلجأ للمرجحات السندية فإن عدمت فالتخيير.

الأصل في العامين من وجه انهما متزاحمان
توضيحه: ان عدداً من الأعلامر4 ذكروا من أنواع التعارض تعارض العامين من وجه، ومثلوا له بأمثلة أكثرها دوراناً (أكرم العلماء) و(لا تكرم الفساق) لكن الإدراج، على إطلاقه، كالأمثلة، محل تأمل.
وذلك لأن الأصل في العامين من وجه كونهما متزاحمين لا متعارضين، وتعارضهما هو الفرض الأندر أو النادر أو القليل جداً فكان اللازم التنبيه على ذلك عند التطرق للعامين من وجه وأمثلتهمار5 .
دليلنا: ان الأحكام تابعة لمصالح ومفاسد في المتعلقات فقوله (أكرم العلماء) ظاهر في انه لمصلحة فيه وقوله: (لا تكرم الفساق) ظاهر انه لمفسدة فيه فكل من الأمر والنهي كاشف إثباتي عن المصلحة والمفسدة الثبوتية، إضافة إلى (ان تعليق الحكم على الوصف مشعر بالعِلّية) كما قالوا، وأقول: بانه ظاهر عرفاً في الاقتضاء وان كان مشعراً بالعلية هذا إن لم نقل بانه ظاهر عرفاً في العِلّية.
وعليه: فكلما ورد أمر ونهي تعلق بعامين من وجه فالظاهر ان كلاً منهما لملاك فيه من المصلحة والمفسدة ومن ثَمَّ المحبوبية والمبغوضية، فاللازم على ذلك اللجوء إلى مرجحات باب التزاحم وجامعها ترجيح الأهم على المهم فان تساويا فالتخيير لكونها مهمّين متكافئين.
ولا وجه للحكم بتعارضهما (إلا في صورة المشيرية المحضة، كما سيأتي) بعد ظهورهما في كون كل منهما ذا ملاك، إذ التعارض هو التكاذب بان يكذب أحدهما الآخر من حيث الصدور، ولا شيء من المتزاحمين بمتكاذبين إذ العجز إنما هو من ناحية المكلف من حيث عدم القدرة على الامتثال، ولا تكاذب من حيث الصدور إذ لا مانعة جمع بينهما لصحة صدور كليهما.

التفريق بين التركيب الاتحادي والانضمامي والامتزاجي
وقد يقال: بلزوم التفريق بين التركيب الاتحادي من جهة والتركيب الانضمامي والامتزاجي من جهة أخرى: فإذا كان التركيب اتحادياً فهما متعارضان، واما إذا كان من الأخيرين فهما متزاحمان.
وإجماله: ان التركيب اما اتحادي وهو اما اتحادي عقلي كالجنس والفصل المتحدان في الإنسان أو اتحادي خارجي كالصورة والمادة، واما انضمامي كتركب الجسم من الجوهر والعرض، واما امتزاجي كتركب الماء من أوكسيجين وهيدروجين، واما اعتباري كأنواع الشِّركة، ويقع في مقابل ذلك ما لا تركيب بينها كالانتزاعي من المنتزع منه فانه لا تركيب بينهما كالعدد والزوجية، وقد فصلنا ذلك في بحث الخلو والسرقفلية فراجع 6 .
وسيأتي غداً بيان المطلب بإذن الله تعالى، كما سيأتي تعقيب على ما ذكرناه آخر الدرس الماضي (الظاهر انه إن كان معنوِناً...) وتفصيل فيه فانتظر.


وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
 

عن مسمع بن عبد الملك قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام (في حديث:) ((أما تذكر ما صنع به يعني بالحسين عليه السلام؟ قلت: بلى، قال: أتجزع؟ قلت: أي والله، وأستعبر بذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ، فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي،
فقال: رحم الله دمعتك أما إنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة أفضل، ولَمَلَكُ الموت ارق عليك وأشد رحمة لك من الام الشفيقة على ولدها (إلى أن قال:)
ما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه، فإذا سال دموعه على خده، فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر... وما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر، وسقيت منه مع من أحبنا)). وسائل الشيعة: ج10 ص396-397.

-------------------------------------------------------------

([1]) ابن ابي جمهور الاحسائي، عوالي اللئالي، مطبعة سيد الشهداء عليه السلام، قم، 1985م، ج4 ص133.
([2]) إلا لأمر خارج، كمناسبات الحكم والموضوع، وهو خارج عن مقتضى المقام.
([3]) التخصيص... الخ.
([4]) كالميرزا النائيني في الفوائد والمحقق العراقي في حاشيته والسيد الخوئي في مصباح الأصول.
([5]) فالإشكال عليهم فنّي، أما بعد فرضهم التعارض بين العامين من وجه، فالكلام يجري كما قالوا وإن كان الفرض نادراً، لكن هذا الإشكال الفني هام جداً لأن الأصول مقدمة للفقه والحديث وغالب الروايات المتعارضة (حسب تعبيرهم) بالعموم من وجه هي في الواقع متزاحمة، فتدبر جيداً.
([6]) (المكاسب البيع) الدرس: 208-209.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : السبت 23 محرم الحرام 1439هـ  ||  القرّاء : 2757



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net