||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 63- التعدي بالمادة

 كونوا مع الصادقين

 300- وَلَا تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّه (5) ضوابط تشخيص اهل الريب والبدع ومرجعية الشورى في الشؤون العامة

 365- الفوائد الاصولية: الصحيح والأعم (8)

 فقه الرؤى

 111- الآثار الوضعية و التكوينية للمعاصي و الآثام

 كتاب تقليد الاعلم وحجية فتوى المفضول

 301- وَلَا تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّه (6) الاصل العام (قولوا للناس حسنا) وحرمة سباب الاخرين

 370- (هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (19) التفسير العلمي للقرآن الكريم

 46- مرجعية الروايات لتفسير القرآن



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23712678

  • التاريخ : 29/03/2024 - 15:27

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1435-1436هـ) .

        • الموضوع : 456- النائيني: منشأ سيرة العقلاء اما الفطرة او نبي او جائر ، وهي حجة على التقادير ، لكنها تحتاج الى اتصال بزمن المعصوم وتمكنه من الردع ـ مناقشات : لاحاجة للاتصال ، ولاحاجة للتقليد بالتمكن من الردع .

456- النائيني: منشأ سيرة العقلاء اما الفطرة او نبي او جائر ، وهي حجة على التقادير ، لكنها تحتاج الى اتصال بزمن المعصوم وتمكنه من الردع ـ مناقشات : لاحاجة للاتصال ، ولاحاجة للتقليد بالتمكن من الردع
الأحد 22 محرم الحرام 1436هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
التبعيض في التقليد 
 
(27) 
 
وجوه الاستغناء عن اتصال السيرة وعن إمضائها 
 
الوجه الأول: مبدأ السيرة هو الفطرة 
 
فانه قد يقال ان منشأ السيرة الفطرة، قال المحقق النائيني([1]) (واما طريقة العقلاء: فهي عبارة عن استمرار عمل العقلاء بما هم عقلاء على شيء سواء انتحلوا إلى ملة ودين أو لم ينتحلوا، ومنهم المسلمون، وسواء كان ما استمرت عليه طريقتهم من المسائل الأصولية أو من المسائل الفقهية). 
 
ثم قال (ولا إشكال أيضاً في اعتبار الطريقة العقلائية وصحة التمسك بها، فان مبدأ الطريقة العقلائية لا يخلو: إما ان يكون لقهرِ قاهرٍ وجبرِ سلطان جائر قَهَرَ جميع عقلاء عصره على تلك الطريقة واتخذها العقلاء في الزمان المتأخر طريقة لهم واستمرت إلى ان صارت من مرتكزاتهم، وإما أن يكون مبدؤها أمر نبي من الأنبياء بها في عصر حتى استمرت، وإما أن تكون ناشئة عن فطرتهم المرتكزة في أذهانهم حسب ما أودعها الله تعالى في طباعهم بمقتضى الحكمة البالغة حفظاً للنظام، ولا يخفى بُعد الوجه الأول بل استحالته عادة وكذا الوجه الثاني فالمتعين هو الوجه الثالث)([2]). 
 
أقول: هنالك ملاحظات على كلامه ومنها ما سبق من عدم الاستحالة لنشوء السيرة من أحد الأنبياء كآدم ونوح بل عدم استبعاد ذلك بل كونه على القاعدة وقد سبق ان البشرية فنيت في زمن نوح إذ عمّ الطوفان كل الأرض ولم يبق إلا من ركب معه في السفينة، وعلى ذلك تدل الروايات ومنها ما رود في تفسير القمي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) (فَلَمْ تَزَلِ الْقُبَّةُ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى آدَمَ قَائِمَةً حَتَّى كَانَ أَيَّامُ الطُّوفَانِ أَيَّامُ نُوحٍ ( عليه السلام )‏ فَلَمَّا غَرِقَتِ الدُّنْيَا رَفَعَ اللَّهُ تِلْكَ‏ الْقُبَّة)([3]) ومنها ما ورد في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) إذ قيل له (يَا ابْنَ‏ رَسُولِ‏ اللَّهِ‏ لِأَيِ‏ عِلَّةٍ أَغْرَقَ‏ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا فِي زَمَنِ نُوحٍ ( عليه السلام ) وَفِيهِمُ الْأَطْفَالُ وَفِيهِمْ مَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ فَقَالَ مَا كَانَ فِيهِمُ الْأَطْفَالُ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَعْقَمَ أَصْلَابَ قَوْمِ نُوحٍ وَأَرْحَامَ نِسَائِهِمْ أَرْبَعِينَ عَاماً فَانْقَطَعَ نَسْلُهُمْ فَغَرِقُوا وَلَا طِفْلَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِيَهْلِكَ بِعَذَابِهِ مَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ وَأَمَّا الْبَاقُونَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ فَأُغْرِقُوا لِتَكْذِيبِهِمْ لِنَبِيِّ اللَّهِ نُوحٍ ( عليه السلام ) وَسَائِرُهُمْ أُغْرِقُوا بِرِضَاهُمْ بِتَكْذِيبِ الْمُكَذِّبِينَ وَمَنْ غَابَ عَنْ أَمْرٍ فَرَضِيَ بِهِ كَانَ كَمَنْ شَهِدَهُ وَ أَتَاهُ)([4]). 
 
كما ان هنالك ملاحظات أخرى على كلامه ستأتي الإشارة إلى بعضها 
 
وجه عدم توقف حجية السيرة على الإمضاء والاتصال 
 
إلا ان المهم ان نستنتج من كلامه ونفرّع على مبناه أمراً في غاية الأهمية يرتبط بصميم مبحثنا وهو: انه لا يشترط في حجية السيرة على هذا المبنى([5])، الإمضاء ولا عدم الردع الكاشف عنه بل ولا الاتصال بزمن المعصوم ( عليه السلام ) وان كان الاتصال متحقق قهراً إذ الفطرة عامة لكنه ظرف وليس قيداً ولا شرطاً في حجية السيرة العقلائية على هذا الوجه الثالث([6]) وذلك لأن منشأ السيرة ان كان هو الفطرة كما صرح به فانه لا شك أن الفطرة حجة إذ هي (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) فهي كالكتاب والسنة والعقل فكما انه لا يصح القول ان حجية العقل والكتاب والسنة متوقفة على الإمضاء وعدم الردع([7]) أو على اتصال العقل بزمن الشارع كذلك لا يصح القول بتوقف حجية الفطرة على الإمضاء والاتصال. 
 
نعم لا بد من عدم وجود حجة أقوى على الخلاف([8]) لكن هذا شرط في حجية الكتاب والسنة أيضاً فلا فرق بين الكتاب والسنة والفطرة من هذه الجهة. 
 
والحاصل ان الشرط في الحجج الأربع وخامسها وهو الفطرة (وكان ينبغي ان تجعل خامس الأدلة الأربعة فانها قسيم العقل وليس قسماً)([9])، هو عدم وجود حجة أقوى على الخلاف لا الإمضاء أو عدم الردع. 
 
بل نقول: ان الكتاب والسنة حجة لو لم تقم حجة أقوى على الخلاف، اما العقل في مستقلاته والفطرة في مواردها فلا يصح فيها حتى هذا القيد؛ إذ لم يجعل الله العقل والفطرة حجيتن وكاشفين أو حاكمين إلا بعد إحراز الجهات كلها وان العقل كاشف تمام الكاشفية عن كل ما له المدخلية في الحكم أو حاكم وكذا الفطرة، عكس الكتاب والسنة حيث امكن تفكيك الإرادة الجدية عن الاستعمالية فتوقفت الحجية على عدم المعارض الدال على عدم انعقاد الإرادة الجدية من قبل، اما العقل والفطرة فاحكامها أو كاشفيتها فعلية تامة منجزة فلا يمكن قيام حجة على الخلاف. فتأمل 
 
والحاصل انه إذا بنينا على ان مبدأ سيرة العقلاء هي الفطرة – كما ذهب إليه الميرزا وكما هو الحق في بعض السِيَر على الأقل([10])، فانها حجة مطلقا من غير توقف على إمضاء ولا على اتصال إذ ليست حجيتها ناشئة من الحجة الظاهرة وهي الشرع كي تحتاج إلى إمضائه، بل هي ناشئة من فعل الله وتكوينه المباشر وجعله إياها حجة باطنة. 
 
وإذا ظهر ذلك ظهر عدم تمامية ما فرعه الميرزا النائيني على مبناه إذ قال: (فإنها إذا كانت مستمرة إلى زمان الشارع وكانت بمنظر منه ومسمع وكان متمكنا من ردعهم، ومع هذا لم يردع عنها فلا محالة يكشف كشفا قطعيا عن رضاء صاحب الشرع بالطريقة، وإلا لردع عنها كما ردع عن كثير من بناءات الجاهلية، ولو كان قد ردع عنها لنقل إلينا لتوفر الدواعي إلى نقله. 
 
ومن ذلك يظهر: أنه لا يحتاج في اعتبار الطريقة العقلائية إلى إمضاء صاحب الشرع لها والتصريح باعتبارها، بل يكفي عدم الردع عنها، فان عدم الردع عنها مع التمكن منه يلازم الرضاء بها وإن لم يصرح بالإمضاء) إذ ظهر ان حجية الفطرة ذاتية وبفعل الله تعالى مباشرة فهي كحجية الكتاب لا تحتاج إلى إمضاء أو عدم ردع كاشف عن الرضا بل فوقها كما سبق. 
 
التقييد بكون الإمام ( عليه السلام ) متمكنا من الردع، مستدرك 
 
ثم ان تقييده حجية السيرة بـ(وكان متمكنا من ردعهم) غير تام أيضاً حتى فيما توقف على عدم الردع([11])؛ وذلك لأن التقييد به مستدرك([12]) لوضوح انه لا يراد بالردع الردع السلطوي الحكومي أو التكويني كي يقال بان الشارع غير قادر على ردع الناس أو العقلاء، بل المراد بالردع التشريعي بان يُبرز هذا الحكم ويقول بان هذا حجة أوليس بحجة كما صنع مع القياس أو يقول هذا حرام أو حلال كما صنع مع حرمة ذبائح أهل الكتاب أو بطلان التبني أو غير ذلك، ولا شك في قدرة المعصومين (عليهم السلام) على ذلك زمن ما، خاصة مع امتداد السيرة العقلائية وامتداد إمامتهم لأكثر من مأتي عام فكيف يعقل ان لا يكون الإمام قادراً على إبراز الحكم ولو لبعض أصحابه بحيث يصل إلينا مع انه قد أبرز ما هو أصعب منه كنجاسة الكافر وبطلان التبني و... والحاصل: ان التقنين ممكن للأئمة (عليهم السلام) في كل ما يحتاجه الناس سواءاً بإنشاء – أو إبراز – نفس الحكم أو الكلي الذي ينطبق عليه. 
 
بعبارة أخرى: الردع النظري ممكن وإن لم يمكن الردع العملي، وموطن الكلام والحاجة هو الردع النظري إذ نريد منه استكشاف إمضاء الشارع للسيرة وعدمه. 
 
عدم إستيعاب التقية لكافة الأزمنة 
 
كما لا مجال لتوهم التقية في مثل ذلك إذ التقية يمكن تصورها في إبراز حكم في مجلس ما، لا تحققها في أصل إبراز الحكم طوال عشرات السنين وفي مختلف الظروف التي مرّ بها الأئمة بين تراخي قبضة السلطات أو حتى محاولتها استرضاء الإمام وبين شدتها، والذي يدل على ذلك انه ما من حكمٍ صَدَرَ تقيةً إلا وقد أبان الإمام ( عليه السلام ) بنفسه أو عبر أحد أصحابه أو أحد الأئمة اللاحقين (عليهم السلام) صدوره تقية. 
 
ومنه يظهر ان رد السيد الخوئي لمن استدل بالسيرة العقلائية أو المتشرعية على كون الحيازة للأراضي العامرة بالأصل والتي حللها الأئمة للشيعة، سبب الملك حتى للمخالف أو الذمي، بان الشارع لم يكن يستطيع الردع[13]، غير تام لما أوضحناه من قدرته على إبداء الحكم الواقعي كما ابدى سائر الأحكام وإن لم يستطع الردع بمعنى الردع التكويني أو السلطوي. 
 
وبعبارة أخرى: عدم القدرة على الردع العملي أي الردع بالجوارح، لا يستلزم عدم القدرة على الردع القولي بإظهار انه غير مملّك أو ان الاستصحاب ليس بحجة فرضاً أو ان التبعيض في الرجوع إلى أهل الخبرة غير جائز، وهكذا. 
 
والنتيجة هي تحقق القدرة على الردع النظري دائماً. 
 
لا يحتمل في السيرة العقلائية المسامحة 
 
وبذلك كله ظهر انه لا مجال لتوهم عدم حجية السيرة العقلائية من جهة احتمال كونها ناشئة عن المسامحة أو قلة الاهتمام بالدين أو كونها ناشئة عن فتاوى الفقهاء فان هذه لا مسرح لها في السيرة العقلائية، خاصة على مبنى الميرزا من كونها ناشئة من الفطرة بل ان وردت فانها ترد في السيرة المتشرعية كما سيأتي. وللحديث صلة وصلى الله على محمد وآله الطاهرين 
 
 
([1]) فوائد الأصول ج3 ص192. 
 
([2]) فوائد الأصول ج3 ص192-193. 
 
([3]) تفسير القمي، ج‏1، ص: 62. 
 
([4]) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام )، ج2، ص: 75. 
 
([5]) وهو صحيح، وان لم ينف وجود منشأ آخر. كما سيأتي 
 
([6]) كون السيرة ناشئة من الفطرة. 
 
([7]) وعدم الردع كاشف عن الإمضاء. 
 
([8]) ستأتي المناقشة في هذا الشرط وانه لا يمكن مخالفة أحكام الفطرة، لو كانت بالفعل أحكامها. 
 
([9]) ولعلها لم تذكر لندرة الفطريات، أو لكونها في دائرة علم الكلام لا علم الفقه الذي أسس الأصول لاستنباط أحكامه، فتأمل 
 
([10]) وسيأتي. 
 
([11]) أو قلنا بالتوقف عليه. 
 
([12]) وهو تحصيل حاصل مطلقاً. 
 
([13]) مصباح الفقاهة ج5 ص402-403.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الأحد 22 محرم الحرام 1436هـ  ||  القرّاء : 3656



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net