||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 135- من فقه الحديث: في قوله (عليه السلام): ((إنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان))

 7- فائدة ادبية لغوية: عُرفية التعبير بصيغة المبالغة وإرادة المجرد

 بعض العوامل الاقتصادية لإنتاج الثروة ومكافحة الفقر

 31- فائدة فقهية: ملاكات ووجوه لحكم الشارع بالرجوع للمفتي والقاضي والراوي

 ملامح العلاقة بين الدولة والشعب في ضوء بصائر قرآنية (4)

 136- كيف ننصر رسول الله (ص) ؟

 165- ضرورة التزام منهج التحقيق الموسع والتدقيق

 196- ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) ـ7 الابتلاء في الموقف الشرعي من الاديان والابدان ومع السلطان

 55- بحث اصولي: المراد من (مخالفة الكتاب) الواردة في لسان الروايات

 344- فائدة فقهية صور خلف الوعد وأحكامها



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 161- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (8): علم الاديان الفقهي والاصولي المقارن



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23591913

  • التاريخ : 19/03/2024 - 05:59

 
 
  • القسم : الفوائد والبحوث .

        • الموضوع : 277- بحث لغوي وتفسيري عن معنى الزور .

277- بحث لغوي وتفسيري عن معنى الزور
18 رمضان 1439هـ

بحث لغوي وتفسيري عن معنى الزور[1]:

اعداد السيد حسين الموسوي

نبدأ ببحث لغوي وتفسيري، ثم نرى ما الذي يمكن أن يستظهر من قول الزور، ومن كلمة (الزور).
أما اللغويون فقد ذكروا للزور معاني عديدة، منها: الكذب، ومنها: التهمة، ومنها: الباطل، كما ذكروا أنها بمعنى شهادة الزور، وكذلك التزوير، والتزوير هو: تزيين الكذب وإصلاح الشيء، ومنه شاهد الزور؛ لأنه يزوِّر الكلام[2].
كما ذكر بعض اللغويين[3] والمفسرين[4] أنّ المراد بآية: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}، أي: الشرك بالله، فيكون معنى آية {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} أي: اجتنبوا الشرك بالله تعالى, والمعنى الآخر الذي ذكروه للذين لا يشهدون الزور هو: الذين لا يشهدون مجالس اللهو والطرب، وقيل أيضاً: أعياد النصارى.
وقال في مجمع البيان: (اجتنبوا قول الزور، يعني: الكذب، وقيل: هو تلبية المشركين)[5]؛ فإنهم قد أضافوا إلى التلبية الحقيقية: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، جملة: (لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك)، فإنّ الشيطان قد سوّل لهم هذا التناقض لكي يوقعهم في الشرك، ولكن بلباس جديد، ويكون مفاد الآية هو اجتنبوا هذه التلبية.
ثم قال: (وروى أصحابنا أنه يدخل فيه الغناء وسائر الأقوال الملهية، وروى أيمن بن خريم عن رسول الله| أنه قام خطيباً فقال: أيها الناس، عدلت شهادة الزور الشرك بالله، ثم قرأ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور} يريد أنه قد جمع في النهي بين عبادة الوثن وشهادة الزور)[6].

وجود جامع لمعاني كلمة الزور:
والتحقيق: أنه عند ملاحظة المعاني المختلفة لكلمة الزور نجد أن لها جامعاً واحداً وهو إما الباطل[7]، وإما ما ذكره ابن الفارس في معجم مقاييس اللغة من أنّ: (زور: الزاء والواو والراء: أصل واحد يدل على الميل والعدول)[8]، أي: إنّ له جامعاً واحداً بحسب تعبيرنا وهو الميل والعدول.
بيان كلامه: أنه عند ملاحظة المعاني المذكورة للزور نجد أنّ هذا الجامع هو الرابط بين كل هذه المعاني، وهو ـ بنظره ـ جامع الميل والعدول، فإنّ الكذب هو ميل وعدول عن الحق، وعن الخبر الصحيح المطابق للواقع، وكذلك الصنم يسمى زوراً؛ لأنه[9] ميل عن طريق التوحيد والحق، كما أن الزائر سمي زائراً؛ لأنه عدل عن غيرك إليك فزارك.
وكذلك يقول ابن فارس: (الزَّور: الميل، يقال: ازوّر عن كذا أي مال عنه)[10].
ونضيف: أن الزوراء, وهي بغداد، سميت بذلك لمَيَلان قبلتها[11]؛ فإن البيوت فيها سابقاً[12] كانت مبنية بطريقة هندسية بحيث لا تواجه الكعبة، بل الاتجاه مائل فيها، وكذلك القوس فإنها سميت بـ (الزوراء) لتقوسها وعدم استقامتها، وكذلك فإن (الزَّور) يطلق على الصدر؛ لأنّ فيه ميلاً واعوجاجاً في الأضلاع، وكذلك (التهمة) سميت زوراً لأنّ فيها انحرافاً وميلاً عن طريق الصلاح والإصلاح[13].
والحاصل: إننا نجد هذه المعاني المختلفة يجمعها جامع واحد، وأصل فارد، وهو الميل والعدول.

الزور (الباطل أو الميل والعدول):
والنتيجة[14]: هي أن المستظهر إلى الآن أن الزور موضوع إما للباطل ـ والذي صرح اللغويون بذكره ـ وإما للميل والعدول ـ كما استنبطه ابن فارس ـ وذلك بلحاظ أننا لو وجدنا لفظاً قد استعمل لغة وعرفاً في معانٍ متعددة[15] بعضها كلي وباقيها أصناف له، فإن الظاهر ـ عرفاً ـ من ذلك: أن الكلي هو الموضوع له لذلك اللفظ، وهذه الأصناف قد استعمل فيها ذلك اللفظ؛ لأنها مصاديق لذلك الكلي، لا لوضعه لكل منها بوضع على حده.
وفي المقام: المستظهر أن الباطل هو الموضوع له، أو المعنى الآخر، وهو الميل والعدول، وهو وإن كان اجتهاداً من ابن الفارس، فإنه لا بأس به، وقد ذكره بعض اللغويون أيضاً.

اللفظ المستعمل في الكلي وأصنافه:
وبعبارة أخرى: المستظهر أن اللفظ لو فُسِّر أو استعمل في الكلي وأصنافه، فإنه حقيقة في الكلي، وقد أطلق على الأصناف لأنها مصاديقه، لا لأنه مشترك لفظاً بينها[16] وليس ذلك من باب الأصل، وأنه كلما دار الأمر بين الحقيقة والمجاز وبين الاشتراك اللفظي وبين الحقيقة والمصاديق فالأصل ـ مثلاً ـ هو الأخير، بل للظهور العرفي في الأخير، فإن الظاهر أنّ إطلاق اللفظ على المصاديق هو إطلاق حقيقي[17]، وإن تردد الأمر في بادئ النظر بين كون هذه المصاديق هي الموضوع له اللفظ بنحو الاشتراك اللفظي، وبين كون الكلي هو الموضوع له اللفظ، وقد أطلق على المصداق واستعمل فيه؛ لأنه مصداقه الظاهر عرفاً الأخير.

 

------------------------

[1] من مباحث سماحة السيد المرتضى الشيرازي (دام ظله) في كتابه حفظ كتب الضلال ومسببات الفساد: ص146ـ150.
[2] انظر: العين7: 380، الصحاح2: 672، معجم مقاييس اللغة3: 36، لسان العرب4: 335، و337، مجمع البحرين3: 319.
[3] كابن منظور في لسان العرب4: 319.
[4] انظر: مجمع البيان في تفسير القرآن7: 315.
[5] مجمع البيان 7: 148.
[6] مجمع البيان 7: 148.
[7] وهذه نقطة أساسية في البحث سنتوقف عندها لاحقاً إن شاء الله تعالى.
[8] معجم مقاييس اللغة3: 36.
[9] أي: لأن عبادته، بل لأنه هو هو بنفسه ما دام يحمل عنوان الصنم.
[10] معجم مقاييس اللغة3: 36.
[11] انظر: لسان العرب4: 338.
[12] ولعل كثيراً منها الآن كذلك.
[13] انظر: لسان العرب4: 334، مادة (زور).
[14] الدليل: الظهور العرفي في الكلي والأصناف.
[15] لأن كتب اللغة تذكر موارد الاستعمال من غير تمييز بين الحقيقة والمجاز، كما قالوا، وإن أشكلنا عليه.
[16] أي: بين الكلي والأصناف.
[17] لا مجازاً أو بوضع مستقل.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : 18 رمضان 1439هـ  ||  القرّاء : 9210



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net