||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 336- من فقه الحديث تحقيق في الخبر المختلق (لو أن فاطمة سرقت لقطعت يدها)

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (19)

 الأمانة وموقعها في العلاقة بين الدولة والشعب (1)

 أدعياء السفارة المهدوية في عصر الغيبة التامة (2)

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (13)

 كونوا مع الصادقين

 361- الفوائد الاصولية: الصحيح والأعم (4)

 170- (العزة) في معادلة ازدهار الحضارات وانحطاطها ( سامراء والبقيع مثالاً )

 56- (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)2 معادلة (الإخلاص) و(الشرك) في دعوة رب الأرباب

 315- (خلق لكم ما في الأرض جميعاً) 3 القضاء على الفقر والتضخم والبطالة عبر قانون (الأرض والثروات للناس لا للحكومات)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 161- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (8): علم الاديان الفقهي والاصولي المقارن



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23594751

  • التاريخ : 19/03/2024 - 11:37

 
 
  • القسم : الفوائد والبحوث .

        • الموضوع : 127- من فقه الآيات في قوله: (لا تحنث) في قوله تعالى: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب .

127- من فقه الآيات في قوله: (لا تحنث) في قوله تعالى: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب
29 ربيع الثاني 1438هـ

من فقه الآيات في قوله: (لا تحنث) في قوله تعالى: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب*
إن أيوب (عليه السلام) كان قد حلف أو نذر على أن يضرب أو يجلد-بحسب الرواية- زوجته مئة ضربة أو جلدة متى عوفي وشفي، ثم ندم على ذلك، فتحكي الآية المباركة عن يمينه ذلك
وهنا مطالب:
 
المطلب الأول: انعقاد يمين أيوب (عليه السلام) دليل على أن متعلقه ليس بمرجوح
ان يمين أيوب (عليه السلام) قد انعقد حسب ظاهر الآية بل نصها[1]، وهذا دال على أنه لم يكن متعلقه مرجوحاً؛ فان الحلف يشترط في انعقاده أن يكون متعلَّقة غير مرجوح ديناً أو دنياً، فإن كان المتعلق مرجوحاً فالحلف باطل اجماعاً كما ادعاه صاحب الجواهر، وفي اشتراط كونه راجحاً خلاف بين من رأى ذلك وبين من يرى كفاية كونه مباحاً؛ فالبعض ذهب إلى اشتراط الرجحان فهو كالنذر من جهة لزوم رجحان المتعلق، وعلى فرض كون الحكم كذلك في شريعته، فإنه يدل انعقاد القسم على رجحان متعلقه، وعلى ذلك يكتشف من قوله تعالى[2]: (لا تحنث) إن الله تعالى اعتبر قسم أيوب (عليه السلام) نافذاً صحيحاً في حد ذاته؛ إذ اعتبر مخالفة قسمه حنثاً، لذلك نهاه عن الحنث بقوله: (لا تحنث) وذلك يكشف عن أن متعلق حلف أيوب (عليه السلام) لم يكن بمرجوح.
إذاً فما دام الحلف قد انعقد شرعاً بنص القران الكريم وامضي، فان ذلك يكشف عن كونه غير مكروه ان لم يكشف عن كونه راجحاً. فتأمل[3]
وعلى أي فان الاستدلال لا يتوقف على ذلك بل يكفي انعقاد النذر أو القسم، بل لا توقف على هذا أيضاً؛ إذ الكلام في ان كلامه كان من التورية أو لا؟ وانه على تقدير كونه منها، محلل.
 
المطلب الثاني: فتوى بعض العلماء على ذلك
إن الشيخ الطوسي في تفسيره (التبيان)[4] قد أفتى في ذيل تفسيره للآية المباركة، وكذلك فعل الفيض الكاشاني في الصافي[5]، على انه لو حلف شخص على أن يضرب آخر مئة جلدة أو ضربة فان اليمين تُبرّ بان يضربه ضربة واحدة بشمراخ فيه مئة من المخاريط[6] فكأنّ الواحدة نُزلّت – بتنزيل الشارع – منزلة المائة.
 
المطلب الثالث: وجوه حلف أيوب (عليه السلام) على ضوء الروايات
والكلام في هذا المطلب طويل، وموجزه: إن وجه حلف أيوب (عليه السلام) على أن يضرب زوجته مئة جلدة على حسب بعض الروايات-وبحسب استقراء ناقص- هو احد وجوه ثلاثة:
 
الوجه الأول: إن زوجة أيوب (عليه السلام) وهي بنت رافائيل ابن يوسف (عليه السلام) واسمها رحمة –وكانت من الصالحات- ذهبت كي تأخذ شيئا من الطعام من قوم أو أهل بيت فاعجبت امرأة منهن بذوائب رحمة فقالت لها:لا أعطيك ما تريدين إلا بذوائبك بان تقصيها وتعطينيها كي أجمل بها ابنتي عند زواجها، فأجابتها رحمة إلى ذلك بسبب حاجتها فقصتها وأعطتها المرأة، ثم انها بعد رجوعها إلى البيت رآها أيوب (عليه السلام) فغضب عليها واقسم على أن يضربها مئة جلدة على هذا العمل.
وهذه الرواية- لو صحت - فإنها تدل على كون فعل رحمة حراماً، وانه لم يكن من الجائز في دينها أن تقص ذوائبها، أو يدل على عدم جواز ذلك بدون اذن زوجها.

الوجه الثاني: ما جاء في رواية أخرى[7] من ان أيوب (عليه السلام) حيث ابتلي ومرض لسبع سنوات أو أكثر مرّ فيها آل أيوب (عليه السلام) بضيق شديد، فخرجت زوجته من البيت فمر بها الشيطان وكان متجسدا بشكل طبيب وحكيم فقال لها: إن علاج مرض أيوب (عليه السلام) هو أن يذبح عصفورا من غير أن يذكر اسم الله تعالى ويأكله ثم يشرب عليه الخمر ويلطخ بدنه من دم العصفور فعند ذلك سيشفى, فجاءت رحمة إلى زوجها النبي (عليه السلام) فقالت له ذلك فغضب منها وقال لها: ألا تعلمين إن هذا الذي رأيتهِ هو الشيطان وانه أراد أن يغويك ويغويني، فنهاها( عليه السلام) على أن تعود الى مثل ذلك. ثم إن ذلك الخبيث (الشيطان) عرض نفسه مرة أخرى عليها وهو بهيئة إنسان بهي الطلعة على حصان احمر فقال لها: مالي أراكم آل أيوب قد تغيرت أحوالكم وزالت نعمكم الكثيرة من الغلمان والقصور والمواشي؟ فقالت رحمة لان الله أراد ان يجرب صبرنا على بلائه, فقال الشيطان: ليس ذلك لذلك بل السبب هو إنكم تعبدون اله السماء دون اله الأرض وأنا اله الأرض وقد نزعت منكم النعم المختلفة لعبادتكم غيري فنقمت عليكم وعاقبتكم، ودليل ذلك إنني سأريك ما فقد منكم وفي الرواية (فبقيت متحيرة وهي متعجبة) ثم أخذها إلى شفير الوادي وسحر عينها واراها أولادها و قصورها وغيرها من النعم وقال لها (أنا الآن صادق عندكِ أم كاذب؟) فقالت له: لا ادري ما أقول لك حتى ارجع إلى أيوب ع, وعندما جاءت إلى أيوب( عليه السلام) و أخبرته بذلك غضب وقال لها: ألم أنهك عن أن تكلمي الشيطان وهذه هي المرة الثانية؟ فحلف عندئذٍ على عقوبتها (( فرجعت إلى أيوب، فأخبرتهُ بما رأته جميعه. فقال أيوب( عليه السلام ): إنا لله وإنا إليه راجعون، ويحك – يا رحمة – اما تعلمين أن ليس مع الله اله آخر، وأن الذي أماته الله فلا يقدر احد أن يحييه! قالت نعم. قال أيوب( عليه السلام ): فلو كنت عاقلة ما أصغيت إلى كلامه، ولا اتبعته حتى سحر عينيك. فقالت رحمة: يا نبي الله، اغفر لي هذه الخطيئة، فإني لا أعود إلى مثلها أبدا. فقال لها أيوب( عليه السلام ): قد نهيتك عن هذا اللعين مرة، وهذه ثانية، فلله عليّ نذر لئن عافاني الله مما أنا فيه لاجلدنك مئة جلدة على ما كان من مكالمتك لإبليس لعنه الله. وكانت رحمة تقول: ليته قام من بلائه وجلدني مئة ومئة)).
وهذا الوجه على مقتضى القاعدة؛ لان زوجة أيوب( عليه السلام) - حسب هذه الرواية - وصلت إلى حافة التشكيك او التحير في الوحدانية أو الرازقية فاستحقت العقوبة, إلا إن رحمة الله تعالى قد وسعتها بعد ذلك فخفف الحكم  عنها، ولعل عملها كان مزيج قصور وتقصير، ويحتاج ذلك إلى بحث كلامي خاص.
 
الوجه الثالث: واما الوجه الثالث المذكور في بعض الروايات فهو إن أيوب( عليه السلام) كان قد نهاها عن أن تأخذ صدقه من الناس؛ إذ ان الأنبياء لا يأكلون الصدقة فخالفته وأخذتها[8] ولم تخبره[9] فغضب عليها وحلف أن يعاقبها.
 
لا مانعة جمع بين الروايات ووجوهها الثلاثة :
وانه لا مانعة جمع بين كل هذه الوجوه المذكورة, فلعلها صدرت جميعاً من زوجة أيوب( عليه السلام) فحلف على أن يعاقبها.
وليس الكلام الآن في تحقيق سند هذه الروايات، إذ المقصود ليس إلا بيان وجه قسمه بضربها بحسب المحتملات المذكورة في بعض مراسيل الثقاة، فتأمل.
إنما بيت القصيد في البحث هو انه لا دليل على أن أيوب (عليه السلام) كان مورّيا, بل الظاهر انه كان جادا وقاصدا عقوبة زوجته، ثم ان الله تعالى بعد ذلك جعل له مخرجا وخفف الأمر عنها وعنه.
والمتحصل: إن الآية أجنبية عن التورية فلا يصح الاستدلال بها على جواز التورية ظاهرا.
----------------------------------------------
 

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : 29 ربيع الثاني 1438هـ  ||  القرّاء : 9698



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net