||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 393- فائدة فقهية: حكم عمل المسلم في بعض المهن المشكلة

 25- (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه) ظاهرة التشكيك وأسبابها ونتائجها

 191- مباحث الاصول : (مبحث العام) (4)

 100- من فقه الآيات: الوجوه المحتملة في وجه الذم في قوله تعالى: (انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مقتدون)

 363- (هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (12) طرق استكشاف بعض بطون القرآن

 455- فائدة أصولية: الثمرة بين القول باحتياج السيرة إلى إمضاء المعصوم، وعدم احتياجها

 114- فلسفة قواعد التجويد - كيف يكون القرآن الكريم تبياناً لكل شيئ ؟ - (التوبة) حركة متواصلة متصاعدة الى الله تعالى

 271- مباحث الأصول: (الموضوعات المستنبطة) (1)

 15- علم فقه اللغة الأصولي

 143- بحث اصولي قانوني: عن المصالح العامة باعتبارها من مبادئ التشريع



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23698415

  • التاريخ : 28/03/2024 - 13:07

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1435-1436هـ) .

        • الموضوع : 459- 3ـ برهان اللطف بأبعاده الستة 4ـ برهان الغرض ـ وعليهما فلا تتوقف حجية السيرة على الامضاء أو الاتصال ـ حجية سيرة المتشرعة : 1ـ كاشفيتها إنياً عن نظر المعصوم فلاتحتاج لامضاء وتحتاج لاتصال. .

459- 3ـ برهان اللطف بأبعاده الستة 4ـ برهان الغرض ـ وعليهما فلا تتوقف حجية السيرة على الامضاء أو الاتصال ـ حجية سيرة المتشرعة : 1ـ كاشفيتها إنياً عن نظر المعصوم فلاتحتاج لامضاء وتحتاج لاتصال.
السبت 28 محرم 1436هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
التبعيض في التقليد
(30)
الوجه الثالث: قاعدة اللطف
واللطف يعني أموراً ثلاثة: المقرِّب للطاعة والممكِّن من الطاعة والمحصّل للطاعة طوعاً وبالاختيار، والأول مما يحصل بالأمر والنهي وشبههما والثاني بخلق القوى والآلات، والثالث بالايصال إلى المطلوب طوعاً، وهي واجبة عقلاً مطلقاً أو في الجملة على تفصيل([1]) اما المحصّل للطاعة قهراً فلا فانه الجبر وهو خلاف الهدف من الخلقة.
ثم ان اللطف قد يكون مقرباً([2]) للغرض من الخلقة أو للغرض من البعثة أو للغرض من التكاليف، كما سيجيء، وهو واجب على كل التقادير وإلا لزم نقض الغرض.
ومقتضى وجوب اللطف عقلاً على البارئ تعالى بالنظر إلى حكمته هو حجية سيرة العقلاء بما هم عقلاء فيما انطبق على دوائر الاطاعة والمعصية أي فيما كانت صغرى السيرة العقلائية؛ إذ كيف يعقل أن يجعل الله تعالى حجته الباطنة مما تضل جميع العقلاء؟
إضافة إلى أولوية القول بحجية السيرة العقلائية من القول بحجية الاجماع المحصّل سواءاً أقلنا بحجيته من باب الدخول أم التشرف أم اللطف أم الحدس، وذلك لما ذهب إليه صاحب الجواهر من ان السيرة المتشرعية هي أعظم من الاجماع فانها تضم العلماء وعامة الناس جميعاً وإذا امتنع بالنظر للّطف أو غيرِه إجماعُ العلماء على الخطأ فكيف يمكن القول بإمكان إجماع العلماء وعامة المتدينين بل والشيعة على خطأ؟
أقول: إذا كانت السيرة المتشرعية أعظم من الإجماع فان السيرة العقلائية أولى بالحجية لكونها أعظم من المتشرعية إذ انها تضم المتشرعة وسائر العقلاء جميعاً.
النتيجة: وعلى أي فان السيرة العقلائية لو كانت حجة من باب اللطف فانها لا يشترط فيها الإمضاء ولا الاتصال كما يظهر بادنى تدبر.
الوجه الرابع: برهان الغرض
والغرض على أنواع ثلاثة: الغرض من الخلقة، والغرض من البعثة، والغرض من التكاليف، وقد دلت عليها الآيات والروايات فمما دل على الأول قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)([3]) ومما دل على الثاني قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ)([4]) ومن الثالث قوله تعالى: (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)([5])
وإذا كان ذلك كذلك فانه لا يتصور ان تكون سيرة العقلاء بما هم عقلاء على خطأ؛ إذ كيف يقول تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) ثم يجعل حجته الباطنة – وهي العقل – بحيث تُضِل الجميع؟ وكيف يقول (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ) ثم يأذن لحجته الباطنة بان تنهض في جميع الخلق في مقابل حجته الظاهرة بحيث تضلهم جميعاً! وكيف يأمرهم تعالى بـ ( اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) ثم يجعل حجته الباطنة فيهم بحيث توقعهم جميعاً في الخطأ؛ إذ معنى سيرة العقلاء بما هم عقلاء هو استغراق السيرة للعقلاء ووقوعهم جميعاً في ذلك وكونهم يجدونها مقتضى عقولهم؟([6]).
والحاصل: ان العقل الفطري معصوم من الخطأ كعصمة النبي والإمام المعصوم ( عليه السلام ) وبنفس الأدلة.
وإذا كان ذلك كذلك، فان سيرة العقلاء بما هم عقلاء لا تحتاج إلى إمضاء ولا اتصال، إذ هو كأن يقال بان قول النبي وفعله وتقريره بحاجة إلى إمضاء!.
استلزام (وإمامتنا أماناً من الفرقة) لحجية سيرة العقلاء
كما تدل على برهان الغرض آيات وروايات كثيرة أخرى ونكتفي بذكر احد الروايات تيمناً وتبركاً إضافة إلى مدخليته في صميم البحث وفوائده الأخرى فقد قالت الصديقة الزهراء (عليها السلام) ((فجعل الله... إِمَامَتَنَا أَمَاناً مِنَ الْفُرْقَةِ...))([7]) وأماناً مفعول ثاني لجعل في صدر الرواية، والظاهر ان المراد من الامان الأمان التكويني ثم التشريعي وعليهما يتم الاستدلال أيضاً.
توضيحه: انه لا يصح الالتزام بظاهر الرواية إذ الخارج يشهد بانه رغم وجود إمامتهم فقد افترقت الأمة، والجواب بان القضية مشروطة أي إذا تمسكوا بها غير وافٍ إذ ظاهر الإمامة هو الإمامة المجعولة من الله تعالى لا القيادة الميدانية والخلافة الظاهرية، والإمامة مجعولة من الله نافذة منجزة غير تعليقية ومع ذلك نجد الفرقة متحققة، والتجوّز بحمل الإمامة على القيادة والخلافة خلاف الظاهر جداً خاصة مع سبق قولها (عليها السلام) (وطاعتنا نظاماً للملة).
والأولى في الجواب – مما ينفع المقام ولأجله تمّ التطرق للرواية الشريفة إضافة إلى موضوعيتها وفوائدها الأخرى – أحد أمرين([8]):
الأول: ان يراد ان إمامتهم بنفسها وهي المجعولة من الله تعالى، أمان تكويني من الفرقة أي من مفارقة المسلمين جميعاً([9]) للحق([10])، وذلك كذلك إذ ببركة إمامتهم توفرت الضمانة التي حالت دون انحراف جميع الأمة وافتراقها بقضها وقضيضها عن الحق ولولاهم لأجمع الناس على الباطل في أمور كثيرة.
والحاصل ان الفرقة غير الاختلاف إذ لم تقل (عليها السلام) (أماناً من الاختلاف) كيف والاختلاف سنة الله في الحياة قال تعالى: (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ[11]) (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)([12]) بل قالت ( عليها السلام ) (امانا من الفرقة) والمراد فرقة جميع الناس عن الحق لا فرقة بعضهم عنه.
وعلى هذا فان السيرة العقلائية تكون حجة دون شك من غير حاجة إلى إمضاء أو اتصال إذ لا يعقل مع كون إمامتهم امانا من الفرقة إجماع كافة العقلاء بما فيهم المسلمون على باطل.
والحاصل: ان كون إمامتهم امانا تكوينياً من الفرقة يعصم العقلاء عن ان يفارقوا الحق جميعاً فتدبر فإذا اتحدوا على أمر كشف ذلك عن كونه عن تسديد غيبي دون ريب.
الثاني: ان المراد امان تشريعي من الفرقة، أي بتشريعه تعالى وجوب اتباعهم، منع الأمة من ان يجمعوا على باطل أو انه جعل إمامتهم واجبة بحيث لو امتثلوا لأمرها، لما افترقوا عن الحق، والأمر فيه كسابقه([13]) فتأمل.
3- سيرة المتشرعة على التبعيض
ويمكن الاستدلال على صحة التبعيض في التقليد بسيرة المتشرعة لوضوح ان المتدينين زمن المعصومين لم يكونوا متقيدين بالرجوع فقط إلى زرارة في كل المسائل، أو إلى حمران أو جابر أو من أشبه، بل كان كل شيعي يأخذ من أي واحد منهم أية مسألة ابتلي بها.
بل ان هذا دليل على صحة التبعيض بين الأعلم وغيره لوضوح ان بعضهم كان أعلم ولم نجد تقييداً بالرجوع إليه كما لا نجد إرشاداً أو أمراً واضحاً من الأئمة (عليهم السلام) بمستوى السيرة المعاكسة بحيث تصلح رادعة([14])، على التقيّد بتقليد الأعلم. وسيأتي
مناشئ حجية سيرة المتشرعة:
ثم ان الاستدلال بالسيرة المتشرعية مبني على أحد وجوه:
الأول: القول بان سيرة المتشرعة كاشفة بنفسها عن إنشاء الشارع للحكم التي كانت على طبقه؛ إذ لا يعقل ان يلتزم المتشرعة جميعهم بما هم متشرعة – أي التزاماً ناشئاً عن تدينهم – بأمرٍ خاصة إذا كان على خلاف سيرة العقلاء، إلا إذا كان منشؤه الشارع.
وعلى هذا لا تتوقف حجية سيرة المتشرعة على الإمضاء لفرض كشفها بالكشف الأني عن جعل الشارع للحكم وكيف يتوهم احتياج ما جعله الشارع (حكماً كان أو حجة) إلى إمضائه؟
نعم تتوقف حجية هذه السيرة على الاتصال بزمنه إذ لا تكون كاشفة إلا حينئذٍ إذ كيف يتوهم كاشفيتها مع مسبوقيتها لفترةٍ بسيرةٍ معاكسة أو بسِيرَ متخالفة([15]) وللحديث صلة.                                  وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
 
([1]) راجع (فقه التعاون على البر والتقوى).
([2]) أو ممكناً أو محصِّلاً.
([3]) الذاريات: 56.
([4]) النساء: 64.
([5]) الانفال: 24.
([6]) حول الغرض من الخلقة والبعثة والتكليف يراجع فقه التعاون على البر والتقوى ص165 – 192.
([7]) روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه ج9 ص279، بحار الأنوار (ط – بيروت) ج29 ص223
([8]) من غير مانعة جمع بينهما.
([9]) لا من مفارقة بعضهم.
([10]) فان حذف المتعلق يفيد العموم والمتعلق هو المضاف إليه الذي عُوض بـ(ال) والحاصل ان (الفرقة) أي فرقة المسلمين جميعاً عن الحق.
([11]) يونس: 19.
([12]) البقرة: 213.
([13]) حول هذا المقطع من خطبة الصديقة الزهراء (سلام الله عليها) يراجع من فقه الزهراء للسيد الوالد ( قدس سره ) ج2 ص379-386 و(فقه التعاون على البر والتقوى) ص135 – 156.
([14]) والكلام كله في صورة عدم العلم بالاختلاف، واما في صورة العلم به فسيأتي.
([15]) كيف يتوهم انها لا منشأ لها إلا الشارع مع انقطاعها عن زمنه؟

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : السبت 28 محرم 1436هـ  ||  القرّاء : 3288



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net