||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 200-احداث ( شارلي أپدو ) والموقف الشرعي ـ العقلي من الاستهزاء برسول الانسانية محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله)

 252- مباحث الاصول: (الحجج والأمارات) (10)

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (7)

 13- فائدة فقهية اصطلاحية: الفرق بين مصطلح (لا خلاف) و مصطلح (الاجماع)

 11- فائدة عقائدية اصولية: الاقوال في الملازمة بين حكم العقل والشرع

 414- فائدة فقهية: هل يصح عمل بعض المستحبات في رأس السنة الميلادية بعنوانها

 134- فلسفة التفاضل التكويني: 5- علم الله تعالى بالاصلح بحال عباده

 كتاب قُل كلٌّ يعملْ علَى شاكلتِه

 223- مباحث الأصول: (القطع) (4)

 160- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (7): الفلسفة- مقاصد الشريعة ومبادئ التشريع



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23957678

  • التاريخ : 19/04/2024 - 04:03

 
 
  • القسم : (1436-1435هـ) .

        • الموضوع : 27- تقييم كلام لوك عن (العوائق المنهجية) .

27- تقييم كلام لوك عن (العوائق المنهجية)
الثلاثاء 2 ذو القعدة 1436هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين، سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.
(27)
تقييم كلام لوك عن (العوائق المنهجية)
 
حسب ما استخلصه بعض الباحثين من كتاب (مقالة في الفهم البشري) فقد ارتأى لوك: (وأما العوائق المنهجية فبعضها يقوم في الاعتقاد بأن في العقل قواعد أو مبادئ أساسية فطرية قبلية يمكن أن تستخلص منها المعرفة كلها، وبعضها يقوم في اعتبار القياس المنطقي الطريقة الصحيحة والوحيدة لاكتساب المعرفة. وكما أنكر لوك وجود الأفكار والمبادئ الفطرية فرفض أنواع الحجج إلى القياس مما كان سبباً من أسباب تأخر العلم، وقد تُشل قوة الإنسان – في رأي لوك – على اكتساب المعرفة إذا اقتصرت طريقة البحث على القياس)([1]).
المناقشات:
وههنا ملاحظات:
الأولى:  لم أر مفكراً أو متكلماً أو فيلسوفاً إسلامياً على الأقل، يعتقد بأن (المعرفة كلها) يمكن ان تستخلص من المبادئ الأساسية الفطرية العقلية الموجودة في العقل.
وعلى أية حال فان هذه الدعوى مما لا يمكن ان يلتزم بها عاقل، إنما الصحيح هو: ان مجموعة القواعد الأساسية الأولى الموجودة في العقل هي التي تبتني عليها المعارف اللاحقة: العقلية التأملية الحاصلة بالتفكير والتأمل والملاحظة، والتجريبية الحسية، فتلك القواعد هي البنية الأساسية التحتية لكل معرفة وليس انها خلاصة كل المعارف أو عصارتها ولا هي المولّد لكل المعارف، فهي تماماً كأساس البناء الذي يُشيَّد تحت الأرض فانه الأساس وليس الخلاصة ولا المصدر للبناء الفوقي والأبواب والنوافذ والمصابيح التي ستجعل فيه.
فمثلاً إذا لم نعتقد باستحالة التناقض، وهي معرفة عقلية فطرية قبلية، فكيف يمكن أن نلتزم بان الحديد يتمدد بالحرارة إذ يمكن بناء على امكان التناقض بان لا يكون مما يتمدد بالحرارة مع انه مما يتمدد بها في الوقت نفسه!
الثانية: كما لم أر منطقياً أو مفكراً إسلامياً على الأقل يعتقد بان القياس المنطقي هو الطريقة الصحيحة والوحيدة لاكتساب المعرفة.
وعلى أية حال فانه لو وجد من يقول بذلك فانه واضح البطلان، ومن الواضح ان المناطقة قد قسموا طرق المعرفة إلى ثلاثة هي:
أ- القياس المنطقي
ب- الاستقراء والذي يعني تتبع الموارد والمصاديق حالةً حالةً وفرداً فرداً – وهذه هي التي تعتمدها الطريقة التجريبية وقد تعتمدها البحثية التأملية.
ج- التمثيل.
كما انهم يرون طرقاً أخرى للمعرفة مثل: الحدس الذي يطرح كواحد من الأقسام الستة للبديهيات تحت عنوان الحدسيات، وأيضاً العكس المستوي، وعكس النقيض بل ويرى الكثير من المتكلمين والفلاسفة طرقاً من نوع آخر موصلة للمعرفة، ومنها: الوحي، ومنها الإلهام.
كما ان من الواضح ان من طرق المعرفة التعلم عبر الاستماع أو القراءة بدون استخدام المتعلم لأية طريقة من الطرق السابقة بل يأخذ النتائج فقط، وقبل ذلك فان الكثير يرون (العلم الحضوري) أبرز طرق المعرفة.
وقد سبقت بعض الآيات والروايات الدالة على الطرق المتعددة للوصول إلى المعرفة.
كما اننا تطرقنا في كتاب (المبادئ والضوابط الكلية لضمان الاصابة في الأحكام العقلية)([2]) وكتاب (مبادئ الاستنباط)([3]) إلى الكثير من (العوائق المنهجية) الحقيقية التي تقع في طريق المعرفة.
 
لوك: الروح لا تفكر إلا بعد تزويد الحواس لها بالأفكار
 
وبذلك كله ظهر أيضاً خطأ النتيجة التي توصل إليها لوك وهي (وإذا كان العقل يتأمل في الأفكار التي تأتيه عن طريق الإحساس فلا يمكن أن يفكر الإنسان قبل أن يحصل على الأفكار، ولا معنى للقول "أن الروح تفكر دائماً"([4]) فلا تفكر الروح قبل أن تزودها الحواس بالأفكار التي تفكر فيها. وكلما ازدادت الأفكار في العقل وتشعبت وتعقدت كلما ازدادت قدرته على التفكير)([5]).
 
المناقشات:
 
وذلك للاسباب التالية:
1- يمكن للعقل أن يتأمل في الأفكار التي تأتيه عن طريق العلم الحضوري، فحيث علم بذاته وقواه وصوره المخترعة الذهنية، حضورياً أمكنه – بل يحصل له – علم حصولي أيضاً عنها مع ان الحواس لم تكن هي المصدر لذلك.
2- ان الله تعالى([6]) فكرة لا تأتي عن طريق الحواس – كما اعترف به([7]) – ومع ذلك نجد ان الإنسان يفكر فيه بل ويعترف به.
3- انه يمكن للعقل ان يفكر ويتأمل في الأفكار التي لا يمكن ان تأتي عبر الحواس أبداً كفكر اللانهاية وفكرة التناقض والدور والتسلسل واستحالتها.. الخ وقد أوضحنا ذلك في مكان آخر.
4- ان أفكار التأمل تعتمد على الأحكام العقلية الفطرية أي ان العقل في تأمله وملاحظاته لا يستغني عن الفطرة بل انه لا يمكنه التأمل والوصول إلى نتائج إلا بعد البناء – ولو في ارتكازه وعمقه - على أحكام فطرية مسبقة.
 
إذا كنا لا نعرف حقيقة الروح فكيف نحكم عليها بحكم كهذا؟
 
5- وجوهر الإشكال على كلامه انه لا أحد هو – ولا غيره – يعرف حقيقة الروح وحسب فلسفته فاننا لا نعرف حقيقة الجواهر أصلاً، أقول: فكيف بالروح وهي من أشدها تعقيداً وبعداً عن الأفهام؟ فكيف يحكم عليها بانها (لا تفكر قبل أن تزودها الحواس بالأفكار التي نفكر فيها)؟ فلاحظ كلامه:
قال: (ثالثاً: أما أفكارنا المركبة عن الجواهر فليست حقيقية تماماً، لأنها تتألف من أفكار بسيطة استمدت من أشياء في الخارج لا نعرف تركيبها ولذلك فلا نعرف إن كانت هذه الأفكار تطابق هذه الأشياء أو لا تطابقها تماماً. وعليه فمعرفتنا عن الجوهر ليست حقيقية تماماً.
ويتصل بأفكارنا عن الجواهر فكرة الماهية Essence. ويميز لوك نوعين من الماهية هما: الماهية الحقيقية Real Essence والماهية الإسمية Nominal Essence فأما الماهية الحقيقية فهي: التركيب الداخلي غير المعروف (في الجواهر) عامة للأشياء والذي عليه تعتمد الصفات المشاهدة. فهي تركيب أجزاء المادة.
وأما الماهية الإسمية فهي الجنس أو النوع الذي يعود إليه الشيء الذي نبحث عن ماهيته. فهي ليست إلا تلك الفكرة المجردة التي يدل عليها الإسم الكلي أو النوعي. ولنأخذ الذهب كمثال يوضح ما نقصده بالماهية الحقيقية والإسمية. إن الماهية الحقيقية للذهب هي ذلك التركيب الحقيقي غير المعروف لأجزائه غير المحسوسة، وهي واحدة في الأجسام الطبيعية كلها ومنها تصدر الصفات المحسوسة التي تساعدنا على أن نميز الأشياء أحدها عن الآخر، فنصنفها إلى أنواع ونطلق عليها أسماء عامة. أما ماهية الذهب الإسمية فهي: لونه ووزنه، وصلابته وقابليته على الامتداد... لأنه لا يمكن أن نسمي شيئاً ذهباً إلا حين تطابق صفاته تلك الفكرة المجردة المركبة التي ندعوها بالذهب)([8]).
ولقد لخص الله تعالى الكلام عن الروح بقوله: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)([9])
كما لخص الكلام عن كمية علومنا وحدودها بقوله: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) وقال: (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) فالعلم – حسب الآية – أربعة أقسام: علم الدنيا وعلم الآخرة ولكل منهما ظاهر وباطن ونحن لا نعرف إلا بعض علوم الضلع الأول فقط (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فان (من) هي للتبعيض كما لا يخفى.
وقال (فأفكارنا من حيث مصدرها نوعان: أفكار الإحساس Ideas of Sensation وأفكار التأمل Ideas of Reflection فأما أفكار الإحساس فتأتي إلى العقل من الأجسام الخارجية عن طريق الحواس مثل أفكار الأصفر والأبيض والحرارة والبرودة واللين والصلب، والمر والحلو وكل ما نطلق عليه اسم الصفات المحسوسة. وأما أفكار التأمل فتأتي إلى العقل من إدراك العقل ذاته لعملياته الخاصة فحين يتأمل العقل عملياته، فإنه يزود الفهم بمجموعة من الأفكار لا يمكن أن يحصل عليها من الأجسام الخارجية، مثل أفكار الإدراك والتفكير والشك والاعتقاد والاستدلال والمعرفة والإرادة وكل أعمال العقل المختلفة. يقول لوك "إن الأشياء المادية الخارجية باعتبارها موضوعات الإحساس، وعمليات العقل في الداخل من حيث هي موضوعات التأمل هي الأصول الوحيدة التي تنشأ منها أفكارنا)([10]).
وفيه: إضافة إلى ما سبق: انه كيف يعقل، لولا وجود الأحكام الفطرية في الناسن ان يصلوا إلى نتائج متطابقة في مساحات الملاحظة والتأمل (كاستحالة التناقض والدور وكمبدأ الذاتية وغيرها) مع ان خلفيات الناس الفكرية والمعرفية والنفسية مختلفة أشد الاختلاف فكيف قادهم التأمل جميعاً إلى نتيجة موحدة في أسس المعارف ومبادئها الأولية؟
لا حلَّ إلا بالاذعان بأنها أحكام فطرية يحسونها بوجدانهم جميعاً ويرون مُنكِرها سوفسطائياً متجنّياً، واما التأمل فانه يزيدها وضوحاً أو يدفع عنها شبهة أو يقيم عليها أيضاً صورة برهان([11]).
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
====================
 
([7]) قال ("د" الوجود الحقيقي Real Existence والنوع الأخير من التوافق أو عدم التوافق بين الأفكار هو "الوجود الحقيقي" مثل "الله موجود" وهذا يختلف عن الأنواع الثلاثة المتقدمة في أنه لا يعبر عن علاقة بين فكرتين. فإذا قلنا "الله موجود" فإن القضية لا تعبر عن علاقة بين فكرة الله وفكرة الوجود، ذلك لأن الوجود ليس صفة يمكن أن تحمل على موضوع) وقال (وأما معرفتنا بالعالم الخارجي فتعتمد على الإحساس، لأنه إذا لم يكن هناك ارتباط ضروري بين الوجود الحقيقي وأية فكرة في الذاكرة ولا أي شيء آخر ما عدا وجود الله، ووجود الذات، فلا يستطيع إنسان ما أن يعرف وجود أي شيء (ما عدا وجود الله ووجود الذات) إلا من خلال تأثير ذلك الشيء فيه. ذلك لأن الحصول على فكرة عن أي شيء في العقل لا يبرهن على وجود ذلك الشيء فيه... أكثر مما تدل صورة رجل على أنه موجود في العالم).

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 2 ذو القعدة 1436هـ  ||  القرّاء : 8186



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net