• الموقع : مؤسسة التقى الثقافية .
        • القسم : البيع (1438-1439هـ) .
              • الموضوع : 208- التركيب اما اتحادي او انضمامي او امتزاجي او اعتباري والثمرة الفقهية .

208- التركيب اما اتحادي او انضمامي او امتزاجي او اعتباري والثمرة الفقهية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(208)

 

انواع التركيب:

وتحقيق القول في مصبّ عقد الخلو، والعديد من العقود الأخرى المستحدثة بل والمتداولة، من حيث إنه العين أو المشخصات الفردية أو المالية أو الفائدة، يتم في ضمن بيان أنواع التركيب، فنقول:

إن التركيب على عدة أنواع، ذكروا بعضها ونضيف البعض الآخر:

 

التركيب الاتحادي العقلي

أ- التركيب الاتحادي العقلي، ومثّلوا له بالجنس والفصل كتركب الإنسان من الحيوان والناطق فإن تحليل النوع إليهما عقلي فكذا التركيب منهما، ولنا تأمل في أصل المبنى واجماله أنه لا يعقل الاتحاد بين شيئين حقيقية، نعم لا بأس به لو أريد به المجاز، وأن التعبير بالتركيب أيضاً لو أريد به الحقيقة فغير صحيح، بل الواقع هو وجود أمر واحد ينطبق عليه عنوانان أحدهما بلحاظ ما به الاشتراك والآخر بلحاظ ما به الامتياز، أو يقال بانتزاعهما عنه فلا اتحاد ولا تركيب، وتحقيقه في محله.

 

التركيب الاتحادي الخارجي

ب- التركيب الاتحادي الخارجي، ومثّلوا له بالمادة والصورة معتبربينهما نفس الجنس والفصل لكن بوجودهما الخارجي فالجنس وجوده الخارجي المادة والفصل وجوده الخارجي الصورة وهي ما به الشيء هو هو، وهو كذلك محل تأمل من الجهتين السابقتين اضافه لغيرهما، مما نوكله لمظانه.

 

التركيب الانضمامي

ج- التركيب الانضمامي، ومثل له البعض بتركيب الجيش من آحاد الجنود، لكن الأولى التمثيل له بتركيب الجسم من الجوهر والأعراض؛ فإن الجوهر ما كان في نفسه لنفسه والعرض ما كان في نفسه لغيره، أي ان الجوهر ما كان قائماً بنفسه والعرض ما كان قائماً بغيره فلا يعقل اتحادهما حقيقة بل هو تركيب انضمامي، أما الجيش فلا تركيب خارجي حقيقياً فيه نعم هو من التركيب الانضمامي مجازاً أو هو من التركيب الاعتباري الآتي، فتأمل.

 

التركيب الامتزاجي

د- التركيب الامتزاجي، وهو المتداول لدى العرف بل وفي العلوم كعلم الكيمياء وغيرها، وهو أعم من تفاعل المادتين لتكوِّنا مادة ثالثة أو تستحيلا إلى ثالث مغاير أو لا، فالأول امتزاج علمي كتركيب الماء من الأوكسيجين والهيدروجين أو مختلف العناصر لدى التفاعل وتكوين مادة أو عنصر آخر، والثاني كامتزاج ماء البرتقال بعصير التفاح أو الماء بالعسل أو ما أشبه، على أنه دقةً فإنه لدى كل امتزاج فإنه يوجد نوع تغيير إما في النوع أو الصنف أو غيرهما عكس مثل امتزاج ذرات الحديد بالرمل أو بالماء.

 

التركيب الاعتباري

هـ - التركيب الاعتباري، وذلك كشركة الوجوه في باب الشركة، بل كبعض وجوه الشركة الأخرى أيضاً، وتوضيحه أن الشركة على أربعة أنواع:

أنواع الشركة:

شركة العنان

 

الأول: شركة العنان، وهي الشركة بالأموال بأن يوقعا العقد على المعاملة بمال مشترك بينهما ليكون الربح والخسران عليهما، وتحصل بمثل الإرث، وبالامتزاج القهري، كما تحصل بصلح بينهما ونحوه على أن يكون نصف مال أحدهما للآخر[1] فيتاجران بمجموع المالين.

 

شركة الأبدان

الثاني: شركة الأبدان، كأن يوقعا العقد على أن تكون أجرة عمل كل منهما لهما جميعاً سواء اتحد صنفا العملين أو نوعهما أو اختلف ككونهما خياطين أو أحدهما خياطاً والآخر نجاراً أو خياطاً والآخر مزارعاً أو تاجراً، وهذه الشركة باطلة أي لا تتحقق بالعقد ولا يكون الا مجرد وعد.

 

شركة الوجوه

الثالث: شركة الوجوه، أي بلحاظ الاشتراك بالوجاهة، بأن يوقعا العقد على أن يشتري كل منهما في ذمته إلى أجل ويكون ما اشتراه لهما معاً ربحاً والخسارة عليهما، وهي باطلة أيضاً، ويمكن تخريجها بالتوكيل بأن يوكل كل منهما صاحبه في أن يشتري لهما أي في ذمتهما كما يمكن تخريج سابقتها بالصلح كما سيأتي.

 

شركة المفاوضة

الرابع: شركة التفويض أو المفاوضة، وهي أشمل من النوع الثالث، بأن يتعاقدا على أن يكون كل ما يحصل لأي منهما من إرث أو وصية أو حيازة أو تجارة أو صناعة ونجارة وخياطة مثلاً، لهما معاً، وهذه أيضاً باطلة كعقد ، نعم لا يعدو ــ نظير ما سبق ــ  كونه وعداً بأن يهب له مثلاً نصف كل ما يحصل له، وبالعكس.

كما يمكن تصحيح شركة الوجوه والأبدان بالوعد لكنه غير ملزم، كما يمكن تصحيحها بالصلح بأن يصالحه في شركة الأبدان مثلاً على أن له نصف منافعه إلى سنة مثلاً مقابل نصف منافع الآخر إلى سنة مثلاً.

وموطن الشاهد أن شركة الوجوه ليست إلا من التركيب الاعتباري (أي تركيب اعتباريهما وماء وجهيهما معاً) بل يمكن القول إن شركة الأبدان وشركة المفاوضة أيضاً هي شركة اعتبارية، نعم لا يحصل بها العقد لكنها اعتبارات عقلائية إذ يرون التركب بهما اعتباراً ولعله ملزم لديهم وإن لم يكن فهو تركيب من الوعد الطرفيني

وهناك سادس قسيم لتلك الخمسة سيأتي الكلام عنه بإذن الله تعالى

 

 كيفية تركّب العين مع المشخصات الفردية ومع المالية

إذا اتضح ذلك فيجب البحث عن أن تركيب العين مع المشخصات الفردية، من أي نوع من الأنواع الخمسة هو؟ وكذا العين مع المالية ؟ فهل تركيبها اتحادي بقسميه ؟ أو انضمامي ؟ أو امتزاجي بقسميه ؟ أو اعتباري ؟ أو لا تركيب؟

وعلى أي تقدير فمصبّ عقد الخلو على ماذا؟ وهل يصح التفكيك في المصب على كل التقادير أو على بعضها ؟

وللبحث صلة بإذن الله تعالى.

 

وصلى الله على محمد واله الطاهرين

 

 

قال أميرالمؤمنين عليه السلام : (أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع) [2]

[1] - غير مغروزين.

[2] - شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد: (ج ١٩ - ص ٤١) المكتبة الشيعية الرقمية.

 


  • المصدر : http://www.m-alshirazi.com/subject.php?id=2791
  • تاريخ إضافة الموضوع : الاثنين 19 ذي الحجة 1438هـ
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29