||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 26- فائدة ادبية بلاغية: نكات بلاغية في العدول عن صيغة المجرد الى صيغة المبالغة

 40- فائدة روائية: لعل تقطيع الروايات وتصنيفها سبب الاقتصار على بعض المرجحات، وذكر وجوه الحسن فيه

 380- فائدة قرآنية: عدد الآيات

 273- (هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) 11 أعمدة اليقين: الفطنة والحكمة والعبرة وسنة الاولين

 68- ورود مصطلح التعارض ونظائره في الروايات

 82- فائدة أصولية: المراد من اصالة ثبات اللغة

 المختار من كتاب شورى الفقهاء و القيادات الاسلامية

 13- (شعائر الله) في أبعادها التكوينية والتشريعية

 418- فائدة فقهية: بعض أدلة شورى الفقهاء

 97- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-10 موقع (الطفل) ومسؤوليته -موقع (القطاع الخاص) في مؤسسات المجتمع المدني



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23957229

  • التاريخ : 19/04/2024 - 03:06

 
 
  • القسم : دروس في التفسير والتدبر ( النجف الاشرف ) .

        • الموضوع : 157- الانذار الفاطمي للمتهاون في صلاته ، يرفع الله البركة من عمره ورزقه .

157- الانذار الفاطمي للمتهاون في صلاته ، يرفع الله البركة من عمره ورزقه
الأربعاء 6 جمادى الآخر 1434هـ





 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين، سيما خليفة الله في الارضين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم. 
يقول الله تعالى: : ( كَلاَّ وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لإٍحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِلْبَشَرِ)[1] 
الإنذار الفاطمي للعالم الإسلامي 
مخاطر واضرار التهاون بالصلاة 
سبق فيما مضى من الحديث ان (الضمير) في الاية الشريفة، حسب تفسير اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) ـ او ان شئت قلت حسب تأويلهم ـ يعود الى الصديقة الطاهرة (صلوات الله وسلامه عليها). 
ففاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها ) هي النذير للبشر، ومضى الحديث حول هذه الرواية وبعض وجوه حجيتها سندا ومضمونا، كما مضى الحديث حول ان مظاهر انذارها للبشر متعددة فمنها: ما هو مرتبط بالبعد العقدي ,ومنها: ماهو مرتبط بالبعد العبادي، ومنها: ما هو مرتبط بالأبعاد السياسية وغيرها. 
وقد اشرنا الى (الصلاة) كاسمى مظهر من مظاهر الاعمال التي تعد حلقة الربط بين العبد والبارئ سبحانه وتعالى، وأشرنا إلى مطلع رواية عنها (صلوات الله وسلامه عليها) في ما يتعلق بالصلاة، وهذه الرواية هي على ما نقله صاحب كتاب (عوالم العلوم والمعارف والاحوال من الايات والاخبار والاقول)[2] الشيخ عبد الله البحراني[3] عن كتاب فلاح السائل: 
مضاعفات التهاون في الصلاة 
عن سيدة النساء فاطمة ابنة سيد الانبياء (صلوات الله وسلامه عليه وعليها ) انها سألت أباها محمدا (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا أبتاه ما لمن تهاون بصلاته من الرجال والنساء؟ قال (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة!.. من تهاون بصلاته من الرجال والنساء، ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة: ستٌ منها في دار الدنيا، وثلاثٌ عند موته، وثلاثٌ في قبره، وثلاثٌ في القيامة إذا خرج من قبره: 
وأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا: فالأولى: يرفعُ الله البركة من عمره، ويرفعُ الله البركة من رزقه، ويمحو اللهُ عز وجل سيماء الصالحين من وجهه، وكل عمل يعمله لا يُؤجر عليه، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء، والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين. ..)[4] 
من يتهاون في صلاته يرفع الله البركة من عمره ورزقه 
ونتوقف عند جملة او جملتين من هذا الحديث النبوي عن الصديقة الطاهرة (صلوات الله وسلامه عليها) كي نكتشف فداحة البلِيّة الاولى والرزيّة الاولى التي ستصيب من يتهاون بصلاته وهي ان "يرفعُ الله البركة من عمره" 
ان البعض قد لايبادرولايسارع الى الصلاة فور سماع الاذان بل يتكاسل عنها وينشغل عنها وكأن في الكون ماهو اهم من المناجاة مع الرب!!, فما اتعس هؤلاء الذين يفضلون على الرب غيره!. 
فاذا علا صوت الله ونداؤه الى احباءه المؤمنين، فلماذا لا يسارع الانسان ويبادر الى الصلاة؟، بل الاولى ان يكون مستعدا قبل الصلاة بوقت وافٍ 
كما ان البعض منا قد يصلي أول الوقت ولكن بدون حضور للقلب وبدون انقطاع للرب، وتلك مأساة اخرى. 
وذلك على الرغم من ان الله تعالى جعل بوابة الارتباط به: (الصلاة)، وهي مفتاح كل خير، والانسان الذي اضاع حظه هو الذي اضاع المفتاح واضاع البوابة. 
ولتشبيه المعقول بالمحسوس، فلنمثل بالكهرباء: فان البيت سوف يخيم عليه الظلام لو لم يعرف الانسان زر ومفتاح الكهرباء والذي سيضئ البيت حالما يجده وتقع يده عليه، اما لو لم يعرف مكانه او لم يكن يعلم بوجوده أو علم لكنه أهمله فانه سيبقى غارقا في الظلام. 
ان مفتاح الارتباط بالله ومفتاح سعادة الدنيا والاخرة هو (الصلاة) ومن اضاعها فقد اضاع حظه حقاً.. 
وإلى ذلك يشير الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ يقول حسبما تنقل الزهراء عليها السلام عنه: ان من يتهاون بالصلاة فان الله "يرفعُ الله البركة من عمره" والتهاون يشمل التهاون بفكره ونيته وحضور قلبه حيث يُشرِّق ويغرّب وغير ذلك. 
معاني البركة: 
وهنا نتسائل ماذا تعني البركة؟ 
الجواب: للبركة عدة معاني، نقتصر في هذه العجالة على اربع منها، وفي تصورنا فان موضوع البركة لهو من المواضيع المفتاحية الاساسية المهملة ـ مع الاسف ـ في بحوثنا التنظيرية وفي تطبيقاتنا العملية، ولم اجد لحد الان من كتب كتابا متكاملاً شاملاً عن البركة، مع ان البركة هي مفتاح السعادة والفلاح، وهي مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة، فكان من الواجب أن تكتب مئات الكتب وألوف الدراسات عن البركة.. فمثلاً: ما هي عوامل البركة؟ وما الذي يسبب البركة في الرزق؟ وما الذي يسبب البركة في العمر؟ وهكذا وهلم جرى. 
ورغم ان الإجابات مذكورة في الايات و الروايات، وهي بالعشرات، الا ان المتتبع لا يجد حولها بحوثا او تحقيقات وافية 
وهنا نقول: ان من اهم سباب البركة والسعادة: الصلاة، كما هو صريح هذه الرواية الشريفة. 
وصفوة القول: ان البركة محور اساسي جوهري يستدعي بحوثا اخلاقية من جهة، كما يستدعي بحوثا اجتماعية واقتصادية من جهة اخرى... 
من معاني البركة: القدس والطهارة 
من معاني البركة: 
1- القدس: أي الطهر، ولعله أحد معاني الحديث "يرفعُ الله البركة من عمره" التي يشملها بإطلاقه: أي يرفع الله القدس والقداسة والطهر والنزاهة والصفاء من عمره ومن رزقه، أي ان رزقه سوف يكون معرّضاً لأن يكون رزقا ملوثا بالحرام، كما ان عمره سوف لايكون عمرا نقيا نزيهاً طاهراً ولا يعيش حياة الاتقياء 
والسبب في كل ذلك كله هو الصلاة، ولو اهتم الانسان بالصلاة فان الله سوف يوفّقه لكي يكون قطعة من الطهر والنقاء والصفاء والا فلا، وكل ذلك بنحو الاقتضاء. 
والحاصل: ان البركة من معانيها: القدس 
ومن صفات الله تعالى القدوس ـ وهي صيغة مبالغة[5] ـ أي شديد التنزه وشديد الطُهر عن النواقص وعن المثالب وعن المعايب، فالقدوس يعني الطاهر اشد الطهر والمنزه عن القبائح والمعائب والنواقص الامكانية وغيرها. 
وفي الرواية: (حظيرة القدس) ـ وهي من اسماء الجنة ـ أي حظيرة الطهر. 
كما ان: بيت المقدس[6] تعني بيت الطهر الذي يتطهر به من الذنوب. 
وهكذا منطقة القادسية[7] انما سميت بذلك لان ابراهيم خليل الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر عليها فدعا لها بالقدس أي طلب من الله ان يطهرها وان يجعلها طاهرة وان يجعلها محلا للحجيج، على حسب ما نقله مجمع البحرين وغيره. 
والاية الكريمة تقول (بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ )أي المطهر 
والقدس يعني الطهر وهو اسم مصدر. 
والحديث الشريف يشير الى هذا المعنى بحسب هذا التفسير، ويفيدنا ان الله تعالى يتدخل في رفع البركة أي القدس والطهر ممن يتهاون في صلاته إذ حيث لم يعتنِ العبد بمناجاة الرب ـ وهي دقائق قليلة فقط ـ ورجح عليها السوق او الصديق او الدرس او المطبخ او العمل والمال او المصنع او الولد او الاكل والشرب، فان الله سيجازيه ـ أي المتهاون ـ بان يرفع الطهر من حياته ومن أمواله ورزقه، سواء بعلم منه أو لا، وذلك ان الاموال التي بيد الانسان قد تكون ملوثة ومغصوبة وهو لا يعلم بذلك، فتلوث حياته وذريته باعتبار اثرها الوضعي التكويني. 
ومثلها في ذلك مثل النجس او المسكر فان الاثر الوضعي يترتب على شربه حتى لو لم يعلم به، فلو شرب الانسان الخمر وهو لايعلم بكونه مسكرا فانه سوف يسكر، وستترتب الاثار السلبية على ذلك، وان لم تكن عليه عقوبة اخروية، إن كان قاصراً. 
وكذلك الذي يتهاون في الصلاة فانه يُرفع الطهر من رزقه، إذ قد تأتيه اموال غصبية او غير مخمسة باعيانها او قد تكون من أموال السرقات او غير ذلك، وهذه تؤثر حتى على النسل إذ ان من يأكل من هذا المال المغصوب بعينه فقد تنعقد نطفة أولاده منه، وقد يخرج سفاحا او ارهابيا او ميالا الى المعصية، من حيث الاقتضاء لا القسر، كما لا يخفى 
2-3: الزيادة والديمومة 
2- الزيادة، فان من معاني البركة: الزيادة و الاتساع. 
2- الدوام، أي الاستمرار والامتداد في عمود الزمن. 
وقولنا (اللهم بارك على محمد وال محمد) تعني اللهم أدِم عليه وعليهم نعمك من شرف وكرامة وذكر حسن وكرامات ونِعَمٍ دنيوية واخروية، وزدها عليهم. 
والزيادة: هي بلحاظ الكم المنفصل، والدوام بلحاظ الكم المتصل، وهو الزمان. 
وعلى هذا المعنى سوف يكون معنى الحديث: ان الذي يتهاون في صلاته فان الله سوف ينزع البركة من عمره ومن ورزقه، فإذا كان المفترض ان يكون عمره مباركا أي متزايدةً بركاتُه كميا وممتدة زمنيا، الا ان الله تعالى يسلب البركة من عمره، بسبب تهاونه واستخفافه بصلاته. 
الشيخ عباس القمي والبركة في عمره وعمله 
المرحوم الشيخ عباس القمي (رحمه الله ) بارك الله في عمره حقاً حتى ان إحدى كتبه وهو كتاب (مفتاح الجنان ) طبع منه لحد الان عشرات الملايين ان لم يكن اكثر[8]، وما أعظم بركة هذا الكتاب إذ نشاهد في كل مشهد من المشاهد المقدسة وفي كل مسجد من مساجد المؤمنين وفي كل حسينية في العالم، بل وفي الكثير الكثير من البيوت، نشاهد الملايين من الناس من الاتقياء ومن المؤمنين الذين يطرقون باب الله سبحانه وتعالى، فان بوابة ادعيتهم وتوسلاتهم هو كتاب مفاتيح الجنان والشيخ عباس القمي. 
فما اعظم هذه البركة؟ ولماذا لا نسعى للحصول على نفس هذه البركة؟ اقول: ان إحدى أهم المفاتيح لذلك هي (الصلاة). 
ان الانسان اذا التزم بمجرد ان علا نداء الله الى الصلاة بالمبادرة الى الصلاة، ثم حاول ان يستجمع أفكاره وتوجهه ليتمحض في خطاب الرب سبحانه وتعالى، فان الله تعالى سيبارك عندئذٍ في حديثه وكلماته، وفي تنظيمه وفي عشيرته وفي اسرته، وفي كتبه وخطابته.. 
نحن نلاحظ ان بعض الخطباء توجد في خطابتهم البركة بينما البعض الاخر لا تجد فيهم البركة.. 
كما ان البعض تجد في درسه البركة، في الجامعة او الحوزة، والبعض الاخر ليس في درسه البركة، وهكذا في مختلف الأبعاد والحالات.. 
ومن ذلك كله يظهر ان علينا أن نجعل الصلاة هي المحور، وان نجعل اوقات الصلاة خطا احمرا لايمكن ان يتجاوز. 
4- النفّاعية 4- النفّاعية فقد فسرت الاية المباركة: (وجعلني مباركا اين ماكنت) في عدد من التفاسير: بـ: نفّاعا، والملاحَظ ان بعض الناس اين ما حلّ فانه نفاع: كل كلمة يتكلم بها فهي نفع وكل حركة وسكنة، تفكيره مبارك ونيته مباركة وسلوكه مبارك، بل حتى سيره في الشارع يكون مباركا، ونفس مِشيته تكون دعوة الى الله تعالى إذ تذكر الناس بالله سبحانه، وهكذا هديته وسمته وحديثه وحركته وسكنته واحتياطه. .. 
السيد الاخ وشدة احتياطه وورعه 
وقد عاشرت السيد الاخ (رحمه الله ) ما يقرب من (25) سنة عن قرب، فلم اجد معصية واحدة منه قط، ورايته شديد الاحتياط في كلماته، وهذا التاثير العجيب الذي تلاحظونه في محاضراته على الفضائيات، يكمن وراءه ذلك الخزين الروحي العميق, فقد كان شديد الاحتياط في كلماته وكل كلمة كان يَزِنها بميزان، هل انطق بهذه الكلمة او لا ؟ 
وقد شاهدته واستغربت حينما كان يجيب على المسائل الشرعية، وقد كان ضليعاً بالمسائل الشرعية والفقهية بشكل كبير لافت، بل كان من القلة القليلة جداً الذين وجدتهم مستحضرا لمختلف المسائل الشرعية، الا انه مع ذلك كان شديد الاحتياط في الاجابة على اسئلة الناس، وكان قد خصص ساعة من يومه للإجابة على الاسئلة تليفونيا فترة ما قبل الظهر، وكان يضع بجانبه كتاب العروة ذات التعاليق، وعندما كان يُسأل عن مسألة لعله كان قد اجاب عنها عشرات المرات، الا انه كثيراً ما كان لا يجيب السائل ارتجالا، بل يستخرج المسألة من العروة ويحاول ان يقرأها من الكتاب حتى لا يتحمل مسؤولية الفتوى أو النقل الشفوي. 
اننا قد نرى البعض ممن أسس مسجدا او حسينية او مكتبة او غير ذلك، فنجد البركة في عمله بينما تجد اخرين يؤسسون اكثر من ذلك الا انه لا بركة فيها او ان بركتها قليلة، ولعل (الصلاة) هي السر الأكبر وراء ذلك. 
كما ان البعض تجد منبره منبرا جيدا، ولكن الحضور قد يبدأ بالتناقص، وربما يكون تهاونه في صلاته وراء ذلك، وربما يكون هناك سبب اخر، فعلى الانسان ان يدرس ذلك ويتفكر مليا ليجد السبب ويشخّصه حتى يضع العلاج المناسب له 
وعلى العكس من ذلك تجد البعض يُبارك الله تعالى في منبره فيزداد الحضور أو يكون لكلامه تاثير كبير وإن لم يزدد الحضور. 
والحاصل: ان رواية الزهراء عن أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) تصرح بان من يتهاون في صلاته يرفع الله البركة من عمره فلا تكون اوقاته من حيث النفاعية ومن حيث الدوام ومن حيث الزيادة والإتساع ومن حيث الطهر، مباركة. 
الامام الرضا (عليه السلام) يستشهد بـ(قيس) الذي لم يلتفت للأفعى في ثيابه! 
وقد ورد عن الامام الرضا (عليه السلام) في رواية يرويها الكشي في رجاله: ان الامام الرضا عليه السلام ذكر هذه القصة وهي قصة رجل من اصحاب امير المؤمنيين ومولى الموحدين ص وهو قيس[9] إذ كان في حالة الصلاة واذا باسود سالخ أي حية سوداء، ياتي الى موضع سجوده فلم يعتن به لماذا؟ (لانه كان يخاطب الله سبحانه وتعالى فكيف يصرفه عنه ثعبان؟) وعندما سجد جاء ذلك الاسود ودخل في عنق قيس ثم انساب في ثيابه لكنه لم يلتفت إليه بالمرة! وما أعظم قيس! وما أعلى مرتبته! 
ان قيساً هذا وغيره من الاتقياء جعل الله تعالى حياتهم مباركة، حتى ان الامام الرضا عليه السلام وهو حجة الله على خلقه، يستشهد به ويسوقه مثلا للاجيال المتلاحقة الى يوم القيامة، ويرفعه علماً، فهلا يكون لنا قدوة في صلاتنا ومناجاتنا مع بارئنا وسيدنا ومولانا؟. 
نسال الله تعالى ان نكون واياكم ممن يتعظون بما وعظتنا به السيدة الزهراء عليها السلام عن لسان ابيها صلى لله عليه وآله 
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين صلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين 
 
 
[1] - سورة المدثر: الآيات: 32 إلى 36. 
[2] - (عوامل العلوم والمعارف والأحوال...) للشيخ عبد الله البحراني الاصفهاني (ومستدركاتها) للسيد محمد باقر الابطحي ج11/2 ص911 – 912. 
[3] - وهو كتاب قيّم, ويعد بعد كتاب بحار الانوار للعلامة المجلسي ومن اكثر الكتب موسوعية وتكاملا , الا انه يمتاز على البحار في افضلية تبويبه ومنهجيته , وان كان عيالا على البحار بلا ريب. 
[4] - تكملة الرواية الشريفة (... وأما اللواتي تصيبه عند موته: فأولاهن: أنه يموت ذليلا، والثانية: يموت جائعا، والثالثة: يموت عطشانا، فلو سقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه . 
وأما اللواتي تصيبه في قبره: فأولاهن: يوكّل الله به ملَكَا يزعجه في قبره ،والثانية: يُضيّق عليه قبره، والثالثة: تكون الظلمة في قبره . 
وأما اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره: فأولاهن: أن يوكل الله به ملَكا يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه، والثانية: يحاسب حسابا شديداً، والثالثة: لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم) ـ المقررـ 
[5] - صيغ المبالغة : 
فعّالٌ او مِفعالٌ او فَعولُ في كثرة عن فاعلٍ بديلُ 
ومن الاستثناءات في فَعَول كـ(اكول وضروب ) ان تاتي على (فُعُّول) مثل سبوح وقدوس. 
[6] - وهي تقرأ بوجهين بالتخفيف والتشديد (المقدِس, المقدّس )وكلاهما صحيح. 
[7] - وهي قريبة من مدينة النجف الاشرف في العراق . 
[8] - ولا زال طبع (المفاتيح) مستمراً جارياً الى ما لايعلمه الا الله , طبعات وقرونا .... ـ المقرر ـ 
[9] - الامام عليه السلام يذكر الاسم – اسم قيس – بدون ذكر لقبه, ولذا يقول الكشي: لا نعلم من هو مقصود الامام به, إذ يوجد اربعة بهذا الاسم أو أكثر من أصحاب الإمام: احدهم قيس بن قرة وهو قطعا ليس المقصود لانه هرب الى معاوية, وقيس بن سعد بن عبادة, وقيس بن عباد, وهما خليقان بان يكونا هما المشار اليهما بهذه الرواية, وقيس بن مهران وهو خليق أيضاً بذلك.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الأربعاء 6 جمادى الآخر 1434هـ  ||  القرّاء : 12357



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net