||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 145- بحث روائي فقهي: معاني الكفر الخمسة

 335-(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (10) العدل والإحسان كمنهج في الحياة

 حفظ كتب الضلال و مسببات الفساد

 189- مباحث الاصول : (مبحث العام) (2)

 228- (الامة الواحدة) على مستوى النشأة والذات والغاية والملّة والقيادة

 9- فائدة حَكَمية عقائدية: مناشئ حكم العقل بالقبح

 148- بحث فقهي: تلخيص بحث اللهو موضوعه وحكمه

 121- آفاق و ابعاد الرسالة الالهية في البراءة من اعداء الله

 195- مباحث الاصول - (الوضع) (2)

 117- بحث اصولي: تحديد مواطن مرجعية العرف في النصوص والفاظها



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23932499

  • التاريخ : 16/04/2024 - 22:50

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 220- مسألتان : هل الكذب للتحبيب ( من غير خصومة ) جائز ؟ وهل الكذب لجلب المنفعة جائز ؟ ــ وجه الجواز : دعوى انطباق الايات والروايات عليها ، والمناقشة . .

220- مسألتان : هل الكذب للتحبيب ( من غير خصومة ) جائز ؟ وهل الكذب لجلب المنفعة جائز ؟ ــ وجه الجواز : دعوى انطباق الايات والروايات عليها ، والمناقشة .
الاحد 4 رجب 1435هــ



بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
 
 
كان البحث حول المسألة الرابعة , ونضيف لها مسألة خامسة اخرى ؛ وذلك لكون الادلة بين المسألتين مشتركة , إلا دليلا واحدا نفرده بالذكر بعد ذلك. 
 
وكانت المسألة الرابعة هي : هل ان الكذب في التحبيب جائز ايضا ومستثنى من عموم الحرمة او لا ؟ اذ سبق ان الكذب في الاصلاح جائز , سواء أكان الاصلاح واجباً ام مستحبا , ولكن ماهو حكم الكذب لتحبيب شخصين غير متحابين وان لم يكن بينهما تباغض[1] ؟ 
 
وقد ذكرنا ايضا ان السيد الوالد رأى تعميم جواز الكذب لهذه الصورة ايضاً لدخولها موضوعاً في عنوان الاصلاح , وفي قباله ذهب السيد الروحاني الى ان هذه الصورة خارجة موضوعاً عن عنوان الاصلاح فليست بجائزة . 
 
المسألة الخامسة : الكذب من اجل جلب المنفعة 
 
واما المسألة الخامسة فهي الكذب لجلب المنفعة , كما هو الحال في شخص يريد ان يتوسط لتوظيف اخيه المؤمن , لكنه لم يتيسر إلا من خلال كذبة شرط ان لاتستلزم اضراراً على الاخرين , او سلب حق شخص اخرٍ ومع فرض كون المؤمن مؤهلاً للوظيفة تامّ الاقتضاء , غير ان المؤسسة اشترطت للتوظيف لديها شروطاً لا مدخلية لها في الاصابة والحرفية والخدمة ، فهل يجوز ان يكذب الاول لأجل توظيف للثاني ، جلباً للمنفعة له[2] ؟ 
 
مثال اخر : ان يكذب الشخص على اخر بغرض ان يصلي صلاة الجماعة حتى يحصل فوائدها المعنوية العظيمة , او ان يكذب الشخص كي يجلب الفائدة والربح لتجارة ما لصديقه من غير اجحاف بالاخرين او اخلال بشروط العقد , وفي كل ذلك فهل يجوز الكذب لجلب المنفعة للإخوان[3] او لا ؟ السيد الروحاني يرى التضييق وعدم جواز الكذب في هذه الصورة أي المسألة الخامسة , وفي قباله السيد الوالد يرى الجواز . 
 
دليل المسألتين : شمول مفهوم الاصلاح لهما وعدمه 
 
وعمدة الاستدلال في المسألة الرابعة والخامسة هو تحديد مفهوم الاصلاح مدى الحياة في الصورتين ؟ 
 
والمرجع في المقام هو العرف ونظره ؛ إذ لا حقيقة شرعية للإصلاح , فلو كان هناك اخوان لا نزاع بينهما ولا تباغض , ولكن كانت علاقتهما باردة وراتبة ولم يكونا متحابين - او كانا متحابين ولكن بدرجة ضعيفة دون المتوخّاه من مثلهما - فيأتي ثالث فيكذب كيما يحبب احدهما للآخر, فهل يصدق على هذا الشخص انه قد قام بالإصلاح فيما بين الاخوين ؟ وكذلك الحال في جلب المنفعة فهل ينطبق مفهوم الاصلاح على ذلك؟ 
 
عدة عناوين وادلة في مسألة جلب الفائدة وايجاد المحبة 
 
هناك عدة عناوين وادلة قد يستدل بها على جواز الكذب لجب المنفعة أو للتحبيب ولابد من ملاحظة كل دليل بحاله , ومن هذه الادلة : 
 
1) عنوان ( اصلاح ذات البين ) كما في قوله تعالى : " انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم " , ولكن هذا العنوان من الواضح انه لا ينطبق ولا يصدق على جلب المنفعة ؛ فان ذات البين لا تنطبق عليه – جلب المنفعة – بل لاتنطبق عرفاً على التحبيب ايضاً [4] على تأمل. 
 
2) عنوان ( اصلح ) المطلقة في قوله تعالى على لسان موسى لأخيه ( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )[5] , وقد سبق انه في كلمة ( اصلح ) توجد احتمالات ثلاث : 
 
1- المراد هو ( اصلح ذات البين ) وهذا لا ينطبق على جلب المنفعة ، ويتأمل في شموله للتحبيب . 
 
2- أي اصلح مافسد من امورهم , ولكن عدم الفائدة ليست بفساد كما ان صِرف عدم التحابب ليس بفساد فالظاهر ان هذا المعنى ايضا لا ينطبق على المسألتين . 
 
3- اي اصلح بفعل الطاعات , وهذا المعنى اعم شامل للواجبات والمستحبات ؛ فان قضاء حوائج الاخوان – كصلاة الليل – هي من المستحبات والطاعات العظيمة ايضا . 
 
ولعل هذا المعنى أي : الثالث ينطبق على جلب المنفعة للمؤمن لانه طاعة فيكون الكذب من اجل جلب المنفعة للأخ - كقيامه لصلاة الليل او غيرها - جائزاً. 
 
3) واما الدليل الاخر الذي يمكن ان يستدل به على ما ذهب اليه السيد الوالد والقائلون بالاستثناء فهو الرواية التي افادت تنقيح الموضوع أي قوله ( عليه السلام ) : ( المصلح ليس بكذاب ) فان المصلح في الرواية مطلق غير مقيد بذات البين فقد يدعى انه شامل لمن اصلح حال الغير بجلب النفع له او تحبيبه . وسيأتي بيانه . 
 
4) وهناك روايات اخرى يمكن ان يستدل بها وهي ماذكرناه تحت عنوان طوائف من الروايات دالة على جواز الكذب في الاصلاح المستحب , وايضا رواية ( ان الله احب اثنين وابغض اثنين .....) , وكذلك رواية ( الكلام ثلاث : صدق وكذب واصلاح بين الناس ) [6]. 
 
واما عبارة السيد الوالد فهي : [7] 
 
( ... كما يشمله[8] قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " اصلاح ذات البين افضل من عامة الصلاة والصيام ) 
 
وقال : ( اذا مشى في اصلاح بين رجل وامرأة في الزواج او نحو ذلك فانه يصدق عليه انه اصلح بينهما , وخاصة اذا لم يرد اهل الوالد او هو أو اهل البنت او هي الاقدام على الزواج ) 
 
ثم بعد ذلك استدلّ السيد الوالد بسيرة المتشرعة والمركوز في اذهانهم ولعل مقصوده ان السيرة جارية على الكذب في هذه الموارد او مقصوده صدق الاصلاح في مثل هذه الموارد . 
 
وقال : ( ويؤيده ما في الوسائل عن الامام الرضا ( عليه السلام ) قال :" ان الرجل ليصدق على اخيه فيناله عنت من صدقه فيكون عند الله كاذبا , وان الرجل ليكذب على اخيه يريد به نفعه فيكون عند الله صادقا [9] " , 
 
ثم يقول الوالد في عنوان ( تحبيب غير المتحابين ) : ( ومنه يعرف ان منه – أي من الكذب في الاصلاح – تحبيب غير المتحابين وجمع غير المجتمعين وذلك مثلا لأجل عمل خيري كبناء مسجد او ما أشبه ) انتهى , كما هو الحال في شخصين لو اجتمعا لتمّ انجاز مشروع خيري كبناء مسجد او غيره [10] والا لم يتمّ فيكذب ليجمع شملهما ليتعاونا على بنائه . 
 
البحث اللغوي العرفي في مادة كلمة الصلح : 
 
ولابد في المقام من الرجوع الى كتب اللغة ثم العرف حتى يتضح المراد من مادة ( صلُح ) ومن ثمَّ المراد بـ( اصلح ) , وننتخب هنا بعض الامثلة من كتاب مجمع البحرين كي نرى انه هل يمكن من خلال موارد الاستعمال ان نصل الى تطبيق بعض علامات الحقيقة والمجاز , اذ لا يصح الاستدلال بنفس الاستعمال فانه اعم من الحقيقة والمجاز . 
 
 
 
من موارد الاستعمال في الايات والروايات 
 
قال في مجمع البحرين : قوله تعالى : " ونبيا من الصالحين " : ( هو جمع صالح وهو الذي يؤدي فرائض الله وحقوق الناس ) وهنا لابد من التأمل في انه : هل يختص عنوان الصالح بمن يؤدي الفرائض ؟ او يشمل من يؤدي المستحبات ايضاً[11] فهو اشد صلاحاً ؟ 
 
واما الآية الاخرى فهي ( لا خير في كثير من نجواهم .... إلا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ) وفسرها الطريحي بـ( التأليف بينهم بالمودة ) ولو كان هذا التفسير ظاهراً عرفاً فان التأليف بالمودة اعم من سبق البغض . 
 
واما الآية الاخرى فقوله تعالى[12] : ( وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ )[13] 
 
وتوجد في المقام ثلاثة معان محتملة في الآية الكريمة , وهي : 
 
المعنى الاول : ( جعلناها صالحة لان تلد بعد ان كانت عاقراً ) , وهذا المعنى مستبطن لمعنى الفساد اذ كونها عاقراً نوع فساد , فهو اخص. 
 
المعنى الثاني : ( جعلناها حسنة الخلق بعد ان كانت سيئة ) وهذا ايضاً معنى خاص ؛ لان سوء الخلق مفسدة . 
 
المعنى الثالث : ( وقيل رددنا عليها شبابها ) بعد ان كانت عجوزاً لكن هذا المعنى اخص ايضاً اذ ان الشيخوخة وارذل العمر هي فساد للإنسان . 
 
واما الروايات والادعية فقد ذكر مجموعة منها ولعل بعضها يدل على المعنى الاعم كما في ( واصلح دنياي واخرتي ) قال أي ( اجعل الدنيا كفاية وحلالاً وكن لي معينا على الطاعة واصلاح المعاد باللطف والتوفيق لذلك ) 
 
ونضيف : اصلح دنياي واخرتي بكثرة الاولاد مثلا او كثرة الاموال وما اشبه وهذا معنى اعم ، فهل يصح الحمل دون عناية ؟ 
 
ومن الروايات الاخرى : ( من اصلح مابينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس )[14] , فهل يدل ذلك عرفاً على اصلاح ما بينه وبين الله بالواجبات فقط ؟ او ان المعنى أعم وشامل للمستحبات ايضاً والتي منها جلب للمنفعة للاخوان ؟ 
 
واما الدليل الاخر فهو : ( الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً احل حراما واحل حراما ) , فهل يشترط فيه سبق التباغض او لا ؟ الظاهر انه لا يشترط ذلك فلو صالحه ، من غير نزاع ولا تباغض ، على ان يبرأ ذمته من دين عليه بعوض او بلاعوض ، فهو صلح بالحمل الشائع الصناعي رغم انه لا بغض ولا نزاع . 
 
والمهم : ماذا يفهم العرف من المصطلح الشرعي للعرف ؟ 
 
والذي نريد ان نصل اليه من كل ذلك هو ان نرى : هل ان المعنى الاعم في هذه الموارد المتبادر ام لا ؟ فعلى الاول ومعه سيكون الكذب شاملا للمسألتين السابقتين أي الرابعة والخامسة , كما انه قد نستدل بعلامة صحة الحمل وعدم صحة السلب على المراد ايضاً[15] فتأمل . 
 
وللكلام تتمة .. 
 
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين 
 
 
- [1] ذلك ان الحب والبغض ضدان لهما ثالث حيث لا حب ولا بغض ، كمن لا يحمل في قلبه لشخص معين لاحباً ولابغضاً . 
 
[2] - مع فرض عدم الضرورة و الاضرار والا فالكذب معها جائز . 
 
- [3]سواء كانت المنفعة دنيوية او اخروية 
 
[4] - اذ لا يقال : انه اصلح ذات بينهما وان صدق انه اصلح شأنهما . فتدبر . 
 
[5] - سورة الاعراف : اية 142 
 
- [6] وهذه الرواية لعله يمكن ان يستدل بها لو فرض ان المراد من ( بين الناس ) هو ممارسة الاصلاح في الناس وللأفراد, لا ان بين هي قيد في الرواية للطرفين - المقرر 
 
- [7]الفقه – المكاسب المحرمة – مج 2 – ص35-54 
 
[8] - أي الاصلاح في المستحب . 
 
- [9] وسياتي البحث في خصوص هذه الرواية فانتظر 
 
- [10] والفرض انه لا ضرورة لبناء المسجد ، اذ الكلام في صِرف تزاحم – او تعارض ، على المبنيين – عنوان الكذب مع عنوان جلب المنفعة . 
 
[11] - ومنه جلب المنفعة للإخوان . 
 
- [12]وهنا نذكر ان كتاب مجمع البحرين من الكتب المهمة جدا فانه ليس كتاب لغة فقط بل هو كتاب تفسير وكتاب فقه الحديث حيث ان المصنف قد صب اللغة على الآيات والروايات وعليه فهو من اهم المراجع في هذا الحقل . 
 
[13] - سورة الانبياء : آية 90 
 
[14] - بحار الانوار : ج68 ص367 
 
[15] - اذ لايصح سلب الصلح عن مثل ذلك فتأمل 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 4 رجب 1435هــ  ||  القرّاء : 4447



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net