||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 401- فائدة فقهية: في شأنية الصبي لإيقاع العقد

 180- تجليات النصرة الإلهية للزهراء المرضية ( عليها السلام ) 1ـ النصرة بالآيات 2ـ النصرة بالمقامات

 22- من فقه الايات: معاني كلمة الفتنة في قوله تعالى والفتنة اكبر من القتل

 171- مباحث الاصول : (السيرة العقلائية)

 59- (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)2 فاطمة الزهراء (عليها سلام الله) في طليعة (آل إبراهيم) الذين اصطفاهم الله على العالمين

 130- من فقه الحديث: تحليل قوله صلى الله عليه وآله: (ورجلاً احتاج الناس اليه لفقهه فسألهم الرشوة)

 4- الحسين وأوقات الصلاة

 237- فائدة أصولية: نفي الخلاف كالإجماع

 260- المجاهدون والنهضويون في مرحلة بناء الأمة

 39- التبليغ مقام الأنباء ومسؤولية الجميع



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23944486

  • التاريخ : 18/04/2024 - 02:12

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 203- الاستدلال بقوله ( عليه السلام ) ( والله ما سرقوا وماكذب ) على عدم كون التورية كذبا او على جوازها والاشكال: المحتملات في الرواية خمسة ــ مشكلة مجهولية ( الحسن الصيقل ) .

203- الاستدلال بقوله ( عليه السلام ) ( والله ما سرقوا وماكذب ) على عدم كون التورية كذبا او على جوازها والاشكال: المحتملات في الرواية خمسة ــ مشكلة مجهولية ( الحسن الصيقل )
الاثنين 22 جمادى الاولى 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
كان الكلام حول التورية وهل هي صدق او كذب؟ وهل هي جائزة او لا؟ ووصلنا الى الروايات حيث ذكرنا روايتين في سياق البحث, 
 
الدليل الثالث : قوله ( عليه السلام ) ( والله ما سرقوا وما كذب ) 
 
ونذكر الان رواية اخرى وهي الثالثة في المقام وبها الخاتمة - وان كان يوجد بمضمونها روايات اخرى عديدة - وهذه الرواية ( لعلّها ) تفيد بظاهرها التنقيح الموضوعي للتورية وانها ليست بكذب موضوعا، فقد روى الكافي وكذلك الوافي وغيرهما عن الحسن الصيقل قال: 
 
"قلت لابي عبد الله( عليه السلام ) انا قد روينا عن ابي جعفر( عليه السلام ) في قول يوسف( عليه السلام ) (ايتها العير انكم لسارقون) قال( عليه السلام ) : والله ما سرقوا وما كذب " , 
 
فقد يقال: ان هذه الرواية واضحة الدلالة على ان التورية ليست بكذب ؛ فان المنادي قد ورَّى بقوله وستر المعنى الحقيقي المراد على خلاف ظاهر الكلام فلم يكن الظاهر مرادا, 
 
وكذلك الامر في تتمة الرواية : "وقال ابراهيم( عليه السلام ) :" (بل فعله كبيرهم هذا فأسالوهم ان كانوا ينطقون) فقال( عليه السلام ) : والله ما فعلوا وما كذب " , ؛ ومن وجوه نفي الكذب ان في الآية قضية شرطية وهي: ان كانوا ينطقون فقد فعله كبيرهم هذا و حيث انهم لا ينطقون فلم يفعله كبيرهم 
 
وهذا المقطع من الرواية ايضاً قد يقال انه يدل على ان التورية ليست بكذب موضوعا, الى ان قال ابو عبد الله( عليه السلام ) :" ان ابراهيم( عليه السلام ) انما قال " بل فعله كبيرهم هذا " ارادة للإصلاح ودلالة على انهم لا يفعلون " , ومعنى ذلك ان ابراهيم( عليه السلام ) اراد ان ينبههم ويفهمهم على ما به صلاح حال عقيدتهم و آخرتهم وان هذا الصنم ليس بالـٰه، وذلك من باب الاهم والمهم[1] ؟, و توجد بمضمون هذه الرواية روايات اخرى. 
 
فقه الحديث في رواية : " والله ما سرقوا وما كذب " 
 
ولابد ان نتوقف عند فقه الرواية وعند كلمة "والله ما سرقوا وما كذب" فهل يتم الاستدلال بها على ان التورية ليست بكذب؟ وجوابه الظاهر لا؛ اذ ان المحتملات في قول الامام( عليه السلام ) ( وما كذب ) هي خمسة ولا بد من تحليلها فإنه لا يتم الاستدلال على اكثرها: 
 
الاحتمالات الخمسة : 
 
الاحتمال الاول : الكذب بلحاظ حيثية التورية وعدمها هو حقيقة شرعية 
 
الاحتمال الاول : ان نفي الامام( عليه السلام ) الكذب بقوله ( وما كذب ) انما هو نظراً الى ان ان الكذب من حيث التورية وعدمها هو حقيقة شرعية , بدعوى ان الامام( عليه السلام ) لاينفي الكذب العرفي مطلقا وانما ينفي حصة خاصة منه أي ينفي الكذب عن شموله مفهوماً للتورية بنحو المصطلح الشرعي , وذلك كالعدالة فأنها حقيقة شرعية فلاتؤخذ من الناس والعرف؛ فمثلاً: كون منافيات المروة داخلة مفهوما في العدالة ومقومة لها او لا ليست داخلة في حريم العرف وساحته حتى تنالها يدهم اثباتاً او نفياً. 
 
وحاصل الدعوى : ان الكذب من حيث التورية هو حقيقة شرعية اي ان الشارع قد تصرف في الكذب فضيق دائرته وحكم بان التورية ليست بكذب شرعا وان كانت عرفا كذلك . 
 
الاحتمال الثاني : الامام( عليه السلام ) يكشف عن المبنى والملاك في حقيقة الصدق والكذب 
 
اما الاحتمال الثاني فهو: ان كلام الامام( عليه السلام ) يكشف عن المبنى الذي صدّقه في الصدق والكذب وحقيقتهما اذ سبق وجود خلاف في الملاك والمناط في الصدق والكذب وهل هو ( مطابقة ظاهر القول للواقع صدق وعدمه كذب ) وهو رأي المشهور, او هو ما ذهب اليه الشيخ الانصاري ومن تبعه وصولا الى السيد الروحاني من ان ملاك الصدق والكذب ليس هو مطابقة ظاهر القول للواقع وانما المدار فيهما هو مطابقة المراد والمقصود للواقع فان طابق فصدق والا فكذب . 
 
والحاصل: ان الامام( عليه السلام ) في قوله : "والله ما سرقوا وما كذب" كشف عن المبنى الصحيح في الصدق والكذب وانه يدور مدار القصد ؛ ذلك ان مقصود يوسف( عليه السلام ) او المنادي مطابق للواقع وهو ان اخوة يوسف( عليه السلام ) سرقوه من ابيه وليس سرقة صواع الملك وهذا المقصود مطابق لواقع الحال في ما مضى، فلذا قال الامام( عليه السلام ): ( وما كذب) 
 
وبكلمة : نفي الامام( عليه السلام ) الكذب انما هو لان التورية ليست بكذب لان مقياسه ( المقصود ) وليس ( ظاهر القول ). 
 
الاحتمال الثالث : وجود القرينة النوعية مغِّير للظهور 
 
الاحتمال الثالث : ان قول الامام( عليه السلام ) الكذب بقوله :"ما سرقوا وما كذب" انما هو لوجود قرينة نوعية محتفة بالظهور الاولي البدوي ومغيّرة له وعاقدة لظهور ثانوي , فانه قد سبق ان بينا انه ان وجدت قرينة متصلة نوعية فأنها تقلب الظهور فيكون الكلام مع هذه القرينة النوعية مطابقا للواقع كما فيمن يقول : رأيت اسد يرمي فقرينة يرمي تجعل الظهور ينعقد على الرجل الشجاع دون الحيوان المفترس . 
 
وفي ايتنا المباركة (ايتها العير انكم لسارقون) القرينة النوعية هي كلمة ( انكم ) , حيث توجد سرقتان : الاولى سرقة قد حدثت قديماً من قبل اخوة يوسف( عليه السلام ) و اتهام لاحدهم بسرقة اخرى وهي سرقة صواع الملك، وعندما قال المؤذن( انكم ) ولم يقل (ان احدكم) دل ذلك على ان التهمة منحصرة بتلك السرقة القديمة لا سرقة الصواع ، كما سبق بيانه وبعض النقاش حوله. 
 
واما الآية الاخرى فان النبي ابراهيم ( عليه السلام ) قد اقام كذلك قرينة نوعية فيها, وهي الجملة الشرطية حيث اضاف ( ان كانوا ينطقون) وهذه القرينة قلبت المعنى من الاخبار الى التعليق والانشاء , و المشروط منتف بانتفاء شرطه فصدق ابراهيم( عليه السلام ) في كلامه[2] . 
 
الاحتمال الرابع : المراد من ( وما كذب ) نفي الكذب المحرم 
 
اما الاحتمال الرابع : ان الامام( عليه السلام ) نفي بقوله (والله ما سرقوا وما كذب ) الكذب المحرم أي لم يكذب المنادي كذباً محرماً فيدخل الكلام في دائرة الحكم لا الموضوع أي ان الامام( عليه السلام ) بنى على ان المورد كذب موضوعاً ولكنه ليس بمحرم للاضطرار , وهذا المعنى والاحتمال كما هو واضح مجازي , ومعه فلا بد من البحث عن القرينة على ذلك وهي موجودة حيث ذكر الامام( عليه السلام ) ( ارادة الاصلاح ) في تتمة الرواية وظاهرها ان ابراهيم( عليه السلام ) حيث اراد الاصلاح فجاز الكذب منه بسبب التزاحم وتقديم الاهم , ولو لم يكن المورد كذبا موضوعا لم يحتج الى التعليل بالإصلاح[3]. 
 
الاحتمال الخامس : الكلام بلحاظ متعلَّقين فهو صادق 
 
الاحتمال الخامس: ان المراد من قول الامام( عليه السلام ) ( والله ماسرقوا وما كذب ) هو ( ماسرقوا وقد سرقوا ) ؛ ذلك ان اخوة يوسف( عليه السلام ) يصح ان نقول عنهم انهم سرقوا وما سرقوا ؛ اذ الكلام هو بلحاظ متعلقين فانهم قد سرقوا يوسف( عليه السلام ) من ابيه لكنهم لم يسرقوا الصواع , وكلاهما صحيح . 
 
اذن: بلحاظ المتعلق فقد اخرجنا الكلام والمورد عن الكذب موضوعا. 
 
وبعبارة اخرى: لانهم كانوا سرقوا يوسف( عليه السلام ) حقا فكلامه – أي المؤذن - صادق والخطأ في تطبيقهم، فصح ماسرقوا وقد سرقوا. 
 
وكذلك يقال في كلام ابراهيم( عليه السلام ) فانه اراد من قيامه بتكسير الاصنام ونسبة ذلك الى كبير الاصنام هو انه من شأنه ان يفعله لو كان ينطق لا انه قد فعله وكسر الاصنام بالفعل، والشأنية صادقة وان لم تكن الفعلية صادقة[4]. 
 
المشكلة السندية في الرواية : الحسن الصيقل مجهول 
 
ولكن تبقى المشكلة السندية في هذه الرواية لمجهولية احد الرواة وهو الحسن الصيقل[5], إلا انه يمكن بصورة مبسطة في المقام ان نذكر طريقين لرفع الاشكال والاعضال : 
 
الطريق الاول: هو ان يقال بان احد اصحاب الاجماع وهو عبد الله بن مسكان قد روى عنه، ولو قلنا بتصحيح العصابة مايصح عن الجماعة كما ذكر ذلك الكشي وقلنا ان معنى هذه الجملة هي تصحيح السند من الراوي المجمع عليه الى الامام( عليه السلام ) وإن التصحيح هو للرواة لا الرواية كما ذهب الى ذلك البعض فان جهالة الصيقل سترتفع بتوثيق ابن مسكان اجمالاً له وتكون الرواية معتبرة . 
 
الطريق الثاني: هو ان الحسن الصيقل له روايات في التهذيب والاستبصار والفقيه، فلو قلنا بان الصدوق في كتاب الفقيه قد وثق كل سلسلة السند كما ذهب الى ذلك جمع من الاعلام فان الصيقل سيكون موثقا بالتوثيق الاجمالي للصدوق فترتفع الجهالة وتكون الرواية محل الاعتماد والاستناد[6]. لكن الامر على مسلكنا من حجية مراسيل الثقاة سهل.وللكلام تتمة 
 
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين 
 
 
-[1] وهذا كلام دقيق في عبارة الامام ومفتاح لرد الشبهة بجواب هو اقوى من العديد من الاجوبة. 
 
-[2] وكل هذه الاحتمالات الثلاث تدور في دائرة الموضوع 
 
[3]- ولو تمت هذه القرينة لتعين هذا للوجه والا بقي احتمالا من الاحتمالات المطروحة 
 
[4]- والارجح من الاحتمالات هو الرابع، على ما اتضح من مبنانا سابقاً، ثم الثالث، واما الخامس فلعله يعود الى الثالث فتأمل 
 
[5]- و جاء في بعض الروايات بعنوان الحسن بن الصيقل 
 
[6]- وقد فصلنا الحديث عن هذين الامرين في مباحث حجية مراسيل الثقاة، فلاحظ

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 22 جمادى الاولى 1435هـ  ||  القرّاء : 4325



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net