||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 461- فائدة أصولية: عدم بناء الشارع منظومته التشريعية على الاحتياط

 350- ان الانسان لفي خسر (8) طبيعة الطغيان والاستبداد

 136- من فقه الحديث: في قوله (عليه السلام): ((أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا))

 كتاب مناشئ الضلال ومباعث الانحراف

 380- فائدة قرآنية: عدد الآيات

 157- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (4) : علم الهيئة- علم الطب- علم الحساب

 452- فائدة أصولية: وجوه منشأ السيرة العقلائية

 337- من فقه الحديث: وجوه لاعتبار روايات الكافي

 كتاب رسالة في الكذب في الإصلاح

 156- الانذار الفاطمي للعالم البشري والدليل القرآني على عصمة الصديقة الزهراء(عليها افضل السلام)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23711379

  • التاريخ : 29/03/2024 - 13:27

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 202- تتمات هامة للاشكال الثاني ــ الفرق بين روايتي عبد الله بن بكير وسويد بن حنظلة 3ــ القرينة النوعية موجودة لدينا على التورية في كلام حنظلة .

202- تتمات هامة للاشكال الثاني ــ الفرق بين روايتي عبد الله بن بكير وسويد بن حنظلة 3ــ القرينة النوعية موجودة لدينا على التورية في كلام حنظلة
الاثنين 21 جمادى الاولى 1435هـ



بسم الله الرحمن الرحيم 
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
كان البحث حول الرواية الثانية من الروايات التي ( لعلّه ) يمكن الاستدلال بها على كون التورية صدقا، موضوعا , وذكرنا ان هذا الاستدلال يستشكل عليه بوجوه ثلاثة الاول: هو ان الاستعمال اعم الحقيقة , والثاني هو ان المحتملات في الرواية – ثبوتا – ثلاثة : 
 
الاحتمال الاول: ان المتكلم يحتمل كونه قد قصد الاخوة النسبية وعليه فهو كاذب إلا انه حيث كان كذباً اضطرارياً فهو جائز , و الرواية على هذا الاحتمال ستكون خارجة موضوعا عن بحثنا في التورية . 
 
الاحتمال الثاني: هو ان يكون المتكلم قد قصد الاخوة الدينية , ولو كان الامر كذلك فسيكون المورد مصداقا للتورية, ومعه ستكون الرواية دليلا عليها – مع قطع النظر عن الاشكال الاول وان الاستعمال اعم من الحقيقة – 
 
الاحتمال الثالث: هو ان المتكلم قد قصد الجامع بين الاخوة الدينية والنسبية, أي قصد مفهوم الاخوة وهذا الجامع يتمصدق في كل من الصنفين ,وعلى هذا الاحتمال هناك قولان: الاول انه تورية على المنصور والاخر ليس بتورية على المشهور[1] – كما أوضحنا – ويوضحه انه لو سئل احدهم فقيل له: هل رأيت اسدا ؟ فقال رأيت حيوانا , فانه في جوابه حيث عدل عن الاسد الاخص الى الحيوان الاعم قد يفهم بعض السامعين من كلامه انه قد رأى حيوانا غير الاسد وهذا القول ليس بتورية على مبنى المشهور[2], اذن : الاحتمالات ثلاثة, فلو رُجِّح بالدليل احدها فالمورد بحسبه وإلا فهو مجمل . كما سبق 
 
تتمة للإشكال الثاني : هل الظهور العرفي لقول النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) (صدقت ) دال على المراد؟ 
 
قد يتشبث بان قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( صدقت ) المفهوم منه عرفا هو ان ( سويداً ) في الرواية الثانية ليس بكاذب, فتكون التورية صدقاً موضوعاً بنص كلام الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم ), واما انه قصد الجامع او الاخوة الدينية ، فلايهم . 
 
ردّ ذلك : الاحتمالان الاخيران يفيان بافادة الاجمال 
 
ولكن ذلك ليس بمجدٍ ايضاً ؛ لان كلمة (صدقت) من النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) يبقى فيها الاحتمالان الاخيران: كون المتكلم قد قصد الاخوة الدينية فيكون صادقا والمورد تورية , او انه قد قصد الجامع فيكون صادقا ايضا إلا ان المورد ليس بتورية - على المشهور – فتخرج الرواية عن مورد البحث. 
 
وعليه : - و بهذين الاحتمالين - تبقى الرواية مجملة حتى مع التشبث بظهور ( صدقت) – فرضاً - وان المتكلم لم يكن كاذبا . 
 
هل البرهان اللمّي او الإني مفيد لتحصيل المراد او لا ؟ [3] 
 
يبقى انه قد يتوهم باننا نستطيع ان نعتمد على البرهان اللِّمي او البرهان الإنِّي للوصول الى المطلوب ؛ ( والبرهان اللمي هو الانتقال من العلة الى المعلول والاني بعكسه ). 
 
وتطبيق ذلك على روايتنا هو: ان النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما يقول : ( صدقت ) فمن طريق (الان) ومن كلامه( صلى الله عليه وآله وسلم ) (( صدقت )) ننتقل الى كشف قصد المتكلم ( سويد ), واما البرهان اللمي فهو اننا نستكشف قصده من القرائن الخارجية ثم من ذلك نفهم معنى كلام الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومراده ( صدقت ) هو حقيقة او مجاز, ولكن هل يمكن الاعتماد على احد البرهانين في ذلك؟ 
 
والجواب كلا ؛ اذ الظاهر ان كلا الطريقين مسدود , اما القصد فمن اين لنا ان نعرف ما هو ؟ اذ انه - أي القصد - ليس بمنحصر وبمتعين بامر واحد, بل توجد احتمالات ثلاث كما سبق , نعم توجد بعض المرجحات والمؤيدات لكنها لا ترقى الى مستوى الدليل . 
 
واما كلام النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) فانه حتى لو فرض نفي الاحتمال الاول في كلامه – وليس كذلك[4] - فانه يبقى الاحتمالات الاخيران في قوله ص ( صدقت), ولا معيِّن لاحدهما . 
 
والنتيجة : ان البرهان الاني او اللمي غير جاريين في المقام , ومعه ستكون الرواية مجملة ولا يمكن الاستفادة منها هنا. 
 
فرق دقيق بين الرواية الاولى والثانية [5] : 
 
ذكرنا سابقا رواية السرائر عن عبد الله بن بكير, وكذلك رواية سويد بن حنظلة , وهنا لابد من التنبيه على انه يوجد فرق دقيق بينهما : 
 
فالرواية الاولى قد قال فيها الامام ( عليه السلام ) : (لا بئس ليس بكذب) , واما الثانية فقد قال فيها الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) :(صدقت المسلم اخو المسلم), وهنا فرق دقيق وهو: 
 
ان الرواية الاولى قد يقال بان الامام ( عليه السلام ) لما قال : (لا بأس ليس بكذب) فان كلامه هذا كاشف عن الملاك والضابط[6] وظاهره انه لا يتحدث عن القضية المصداقية بشكل خاص فيكون المعنى المراد هو ان هذا واشباهه ليس بكذب فتفيد الرواية تحديداً مفهومياً وبعض تعريف الكذب فتكون التورية صدقا والموضوع مطروح في هذه الرواية بنحو القضية الحقيقية . 
 
وبتعبير اخر : ان الكلام فيها ( ليس بكذب ) ليس هو من باب الاستعمال وانما من باب الملاك والتفريق والظابط. 
 
واما رواية سويد فقد يقال ان الظاهر فيها هو القضية الخارجية والحديث (صدقت ) هو عن المصداق وانه صرف نوع من الاستعمال لايفيد الضابط والتعريف 
 
الفرق بين صب النفي والاثبات على الفرد او على النوع 
 
وهذا الفرق بين الروايتين تحقيقه يعود الى بحث مبنائي نذكره بنحو الاشارة وهو ان النفي والاثبات لو انصبا على الشخص فانه يختلف عما لو انصبا على الصنف او النوع , وذلك انهما لو انصبا عليهما فالظاهر هو الاشارة للتعريف والملاك والضابط , واما لو انصبا على الشخص فالظاهر انه استعمال ولا ربط له بالتعريف والملاك , 
 
ويوضح ذلك انه لو قال احدهم: الرجل الشجاع ليس بأسد فظاهر الكلام هنا هو التعريف لا مجرد الاستعمال، والمراد هو بيان ان حقيقة الرجل الشجاع غير حقيقة الاسد , ولكن لو شاهد احدهم شبحا فشك في انه اسد او ذئب فقال شخص ذو قوة بصرية أو خبير: ليس ما نراه شبحا من بعيد بأسد فإن ظاهر الكلام هنا هو ان المتكلم في مقام بيان المصداق لا التعريف وبيان ما هو داخل مفهوماً وحقيقة في ( الاسد ) عما هو خارج. 
 
وهذا البحث المبنائي ينطبق على الروايتين المذكورتين فان ظاهر كلام النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قوله : (صدقت) هو المصداق والقضية الخارجية ولا ربط له بالتعريف والمفهوم , واما الصادق( عليه السلام ) في قوله ( ليس بكذب ) فظاهر كلامه هو اعطاء الضابطة العامة. 
 
مقتضى التحقيق : التفريق بين الاثبات فلا يدل على الحقيقة والنفي فيدل على نفيها 
 
ولكن مقتضى التحقيق هو غير ما ذكر , بل الاصح هو التفريق بين الاثبات والنفي في الموردين[7] , اي : لا بد من التفريق بين الحمل و بين السلب فنقول : 
 
ان الحمل والاثبات هو اعم من الحقيقة وهذا ما يعبر عنه بان الاستعمال اعم من الحقيقة فلا يصلح الاستعمال شاهداًعلى التعريف, ومبيناً للمفهوم وحدوده 
 
واما النفي والسلب فظاهره هو نفي الحقيقة, ويوضحه اننا نفرق بين قولنا : زيد اسد فهذا حمل وهو اعم من الحقيقة[8] ولكن لو قيل : ليس الرجل بأسد فان الظاهر منه هو نفي الحقيقة فتأمل ، وتفصيل ذلك موكول الى مباحث الالفاظ. وللكلام تتمة 
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
 
 
[1] - لان الجامع هو ( من الظاهر ) وليس بخلاف الظاهر 
 
[2] - أي في كلِّيّه لافي خصوص هذه المسألة 
 
[3] - ويسمى البرهان اللِّمي لان السؤال بـ( لِمَ ) هو عن العلة , واما الإني فلان ( ان ) تفيد تحقق الشيء وانه موجود حتماً فننتقل منه الى البحث عن علته 
 
[4] - لما سبق من ان الاستعمال اعم من الحقيقة 
 
[5] - وهذه نقطة دقيقة تشير الى مبحث مبنائي مهم 
 
[6] - أي فيما هو كذب او ليس به ، في الجملة ( أي في كلي هذا المصداق ) 
 
[7]- فإن مفاد ما سبق التسوية بين النفي والاثبات وانهما في مورد الحديث عن الصنف والنوع اشارة الى التعريف واما لو كان الكلام حول الشخص والمصداق فهما اشارة للاستعمال 
 
[8] - نعم صحة الحمل بلا عناية هي علامة الحقيقة

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 21 جمادى الاولى 1435هـ  ||  القرّاء : 4100



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net