||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 150- العودة الى منهج رسول الله واهل بيته (عليهم السلام) في الحياة ـ3 الاصار والضرائب ، وباء الامم والشعوب

 163- فقه المستقبل والمقاييس الواضحة لا كتشاف مستقبلنا الاخروي: اما الى جنة ، اما الى نار

 125- مسؤوليات الدولة وفقه المسائل المستحدثة

 273- (هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) 11 أعمدة اليقين: الفطنة والحكمة والعبرة وسنة الاولين

 25- فائدة فقهية: اذا كان تكرار الفعل موجبا للحرمان من الجنة فأصله حرام

 346- فائدة أصولية فقهية النسبة بين الاحتياط الأصولي والفقهي

 316- (خلق لكم ما في الأرض جميعاً) 4 كيف يقضي قانون (الارض للناس) على البطالة والفقر والتضخم

 3- الحسين وإقامة الصلاة

 المبادئ التصورية و التصديقية لعلم الفقه و الاصول

 358- الفوائد الاصولية: الصحيح والأعم (1)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23959133

  • التاريخ : 19/04/2024 - 06:44

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 199- 4ـ سقيم في المستقبل ، بنحو المشتق بلحاظ حال التلبس 5ـ سقيم غماً 6ـ سقيم عندكم ــ وجوه نظر ابراهيم في النجوم ــ هل المتشابهات والمأولات من التورية؟ .

199- 4ـ سقيم في المستقبل ، بنحو المشتق بلحاظ حال التلبس 5ـ سقيم غماً 6ـ سقيم عندكم ــ وجوه نظر ابراهيم في النجوم ــ هل المتشابهات والمأولات من التورية؟
الاثنين 8 جمادى الاولى 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
كان البحث حول الاستدلال بالآيات الشريفة على جواز التورية , ووصلنا الى اية اخرى وهي ما حكاه القران الكريم عن ابراهيم( عليه السلام ) في قوله: (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ)[1], وذكرنا ان تمامية الاستدلال بهذه الآية يتوقف على معرفة معنى (سقيم) , فعلى بعض المعاني يتم الاستدلال على المراد , وعلى البعض الاخر لا يتم ذلك , وقد بينا احتمالات ثلاثة في ذلك . 
 
الاحتمال الرابع: (سقيم ) مشتق وهو حقيقي بلحاظ حال التلبس[2] 
 
ان كلام ابراهيم( عليه السلام ) هو مصداق من مصاديق بحث المشتق الاصولي , فان المشتق ليس حقيقة فيما انقضى عنه المبدأ , كما ليس حقيقة فيما سيتلبس بالمبدأ مستقبلا , 
 
الا انه يستثنى من ذلك صورة واحدة - وهي مورد الآية – وهي ما اذا كان الجري والاطلاق بلحاظ حال وزمان التلبس فيكون حقيقة سواء كان هذا التلبس في الماضي او المستقبل , وظاهر الآية لعله هو ذلك ؛ فان قول ابراهيم اني سقيم اراد به ( انني سقيم في ذلك الوقت) بلحاظ حال التلبس حينذاك ، ويوضح ذلك الرجوع الى الوجدان والعرف في كل مشتق بلحاظ حال التلبس فإنه لو قال شخص انني اتيت الى هذه المدينة قبل خمسين عاما وهي خربة او في مثال اخر: وزيد واقف عند الباب فان (خربة و واقف) مشتق وجرْيُ المشتق هنا واطلاقه ليس مجازياً بل هو حقيقة , فان قولك زيد واقف هو بلحاظ ذلك الزمن والتلبس في ذلك الظرف والاتصاف به حينذاك حقيقيا , نعم لو قلت زيد واقف قاصداً الان لمجرد انه كان واقفا البارحة فهو مجاز . 
 
وهنا نقول: الظاهر ان كلام ابراهيم( عليه السلام ) هو من هذا القبيل، والآية لعلها تدل على ذلك فان الكفار عندما دعوا ابراهيم(عليه السلام ) كي يحضر مشهد تعظيم الاصنام في التاريخ المعين، نظر نظرة الى النجوم ثم ذكر لهم انه سقيم في ذلك التاريخ فلا يستطيع الحضور . 
 
اذن : سقيم مشتق واجري وصف السقم على ذاته بلحاظ المستقبل وفي ظرفه ولو كان الامر كذلك فسيكون الاطلاق حقيقيا ويخرج البحث عن التورية[3] فلا يثبت الاستدلال بالاية على المراد . 
 
الاحتمال الخامس : سقيم غماً 
 
وذكر بعض المفسرين[4] ان سقيم معناها اني سقيم غماً بضلالتكم . 
 
هل اطلاق ( السقم ) على السقم النفسي مجاز ام حقيقة؟ 
 
ولتحقيق هذا الوجه لابد من البحث عن انه هل الاستعمال في المقام مجازي ام حقيقي ؟ فان ابراهيم( عليه السلام ) اذا كان قد قصد انه سقيم بالغم والهم والحزن , فهل السقم يطلق على المرض النفسي كما يطلق على المرض الجسدي على حد سواء؟ او ان اطلاقه على المرض النفسي هو مجاز ؟ فلو استظهرنا الاحتمال الثاني وان التعبير مجازي فيكون المورد تورية[5] ؛ لان ابراهيم( عليه السلام ) قد اطلق سقيم وقصد منه انه سقيم نفسيا , وهم يتصورون انه سقيم جسديا . 
 
ولكن قد يقال : ( سقيم ) أعم – وضعاً - من المريض النفسي والجسدي, ولا يخل بالأعميّة كثرة وجود الأمراض الجسدية سابقاً وقلة النفسية فلو قيل هذا مريض وسقيم فينصرف الى المرض الجسدي وذلك[6] لكثرة الوجود لا لكثرة الاستعمال الموجب للأُنس الذهني فيبقى المعنى الحقيقي الاعم. فتأمل. 
 
وقد يقال بالوضع التعيني أي: انه بدوا وضع للمرض الجسدي ثم تُوُسِّع فيه بكثرة الاستعمال في المعنى الاعم من الجسدي والنفسي فصار حقيقة فيه, وهذا ما نجده الان , وعليه فإن استعمال سقيم في المرض النفسي حقيقي ولا يحتاج الى علقة مصححة ، فلم يُرَد باللفظ خلاف ظاهره. لكن اثبات الوضع التعيني في زمنهم بحاجة الى دليل. 
 
الاحتمال السادس: 
 
وهذا الاحتمال ذكره البعض وهو ان معنى سقيم هو انني سقيم عندكم, أي منحرف بنظركم، ولكن هذا الاحتمال هو خلاف الظاهر ولا يصار اليه الا بدليل 
 
النتيجة: 
 
اننا ان استظهرنا الاحتمال الثالث او الرابع[7] فالتورية منتفية, ولو استظهرنا بعض الاحتمالات الاخرى[8] فهو من التورية 
 
واما لو شككنا في المعنى المراد بـ(سقيم) وانه أي المعاني الستة فلا يصح الاستدلال بالاية على ثبوت التورية للشك في الموضوع[9] 
 
فائدة :كيف كانت نظرة ابراهيم( عليه السلام ) الى النجوم؟ 
 
وهنا نذكر فائدة هامة وهي: كيف كانت نظرة ابراهيم( عليه السلام ) الى النجوم ؟ والاحتمالات والوجه في المقام ثلاث : 
 
الوجه الاول : ان يكون المراد هو انه كان يرى علامية النجوم على حالات البشر فوزان النجوم واوضاعها كوزان علامات الطرق[10]. 
 
الوجه الثاني : ان يكون نظر ابراهيم( عليه السلام ) الى النجوم لا لكونها علامة بل لـمجرد تزامن بعض حركاتها مع ما قاله من انه سيكون سقيماً حينذاك ؛ اذ الاحداث تجري والكواكب تتحرك وهذه قد تتزامن مع تلك اتفاقا , فمقصود ابراهيم( عليه السلام ) من كلامه على هذا هو التزامن ولكنهم فهموا منه العلامية . 
 
الوجه الثالث : ان يكون نظره( عليه السلام ) الى النجوم نظرة تأملية وتفكرية ( ثم اعقبها قوله اني سقيم كترتيب خارجي لفعله فقوله، لا لارتباط او تزامن ) لكنهم توهموا ان نظره من اجل الاستدلال على احواله في المستقبل وهذا هو موطن التورية لو كان كذلك لكنها تورية من نوع آخر[11] 
 
بحث تمريني : 
 
ونطرح هنا بحثاً تمرينياً له الموضوعية في الآيات والطريقية في بحثنا وهو هل يمكن ان يُستدل على صحة التورية بالمتشابهات فتكون من مصاديقها؟ وكذلك هل يمكن الاستدلال بالتأويل والمأولات على صحة التورية ؟ 
 
وبعبارة اخرى هل المتشابهات والمأولات من مصاديق الكلام المورَّى به؟ ام ان هناك تفصيلاً؟ 
 
وللكلام تتمة . 
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
 
 
[1] - سورة الصافات : اية 88 - 89 
 
[2]- وهذا احتمال لطيف ودقيق ولعله المستظهر بدوا 
 
[3] - اذ قصد ظاهر الكلام بلحاظ قرينية ( فنظر نظرة في النجوم ) 
 
[4] - فقد ذكرة السيخ الطوسي في التبيان وكذلك ذكرة اخرون 
 
[5] - اذا كان من غير قرينة بيِّنة 
 
[6] - تعليل لـ( لايخلّ ) 
 
[7] - وهما انه كان مريضاً بالفعل او انه اجراه على حالته في المستقبل بلحاظ حال التلبس 
 
[8] - كـ: اني ساسقم بالموت او بمرض ما 
 
- [9] لأنه لا يجوز التمسك بالعام في الشبهة المصداقية 
 
- [10] وهذه مسالة خلافية في كون الاعتقاد بالعلامية حرام او لا الا انه على كل حال ليس بشرك والظاهر براءة ابراهيم( عليه السلام ) من ذلك لو قيل بالحرمة في شريعتهم. بل مطلقاً فتأمل. 
 
[11] - وهي التورية بالفعل ( نظره للنجوم ) عن المراد او المعتقد فتكون نظرته للنجوم من باب التعمية والاخفاء ليتوهموا انه منها استدل على حاله فلا يضغطوا عليه ليجئ معهم.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 8 جمادى الاولى 1435هـ  ||  القرّاء : 4466



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net