||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 481- فائدة فقهية: ((النهي عن الرأي والقياس)).

 471- فائدة فقهية: مصادر أبي حنيفة

 227- منهجية المشاهد التصويرية والادب التصويري في الدعوة الى الله تعالى

 144- بحث اصولي: لا اطلاق لقبح تخصيص الأكثر، وذكر موارد لعدم قبح تخصيص الاكثر

 283- فائدة تفسيرية: الفرق بين: (فَاسْتَمِعُوا لَهُ) و(وَأَنْصِتُوا)

 464- فائدة رجالية: ضابطة ترجيح الروايات عند تعارض الكثرة مع الاعتبار السندي

 191- اسباب ظهور ( داعش ) وسبل الحل والمواجهة

 391- فائدة أصولية: ظاهرة نقل الإجماع والشهرة عند بعض الفقهاء

 105- فائدة ادبية نحوية: الاحتمالان في (ال) الذهني او الذكري او الحضوري

 350- الفوائد الاصولية: بجث الترتب (1)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23709883

  • التاريخ : 29/03/2024 - 11:09

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 198- المناقشة السادسة : ظهور القرينة الحالية اقوى من القرينة النوعية / المناقشة السابعة : لا جهة لها... .

198- المناقشة السادسة : ظهور القرينة الحالية اقوى من القرينة النوعية / المناقشة السابعة : لا جهة لها...
الاحد 7 جمادى الاولى 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
كان البحث حول الاستدلال بالآيات الشريفة على جواز التورية , وهو بحث ذو جهتين وفائدتين فانه بالإضافة الى كونه من صميم البحث الفقهي, فانه ايضاً يلقي الضوء على آيات الاحكام فهو – اذن - بحث فقهي تفسيري , ومعه ينبغي ان تضاف ايتنا المبحوثة الى آيات الاحكام. 
 
 
 
وقد مضى الكلام حول ما ورد في الآية الشريفة ( ايتها العير انكم لسارقون ) وان الآية لعله يمكن ان يستدل بها على جواز التورية , ذلك ان اخوة يوسف ( عليه السلام ) لم يكونوا سارقين ( عليه السلام ) للصواع , وقد مضى ايضا نقاش ذلك فانه: 
 
بعض مناقشات الاستدلال بـ(إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ[1]) 
 
ذكرنا سابقا خمس مناقشات للآية المباركة , منها وجود القرينة النوعية على التورية وهي لفظ ( انكم ) وعليه تكون دليلاً على صحة بعض انواع التورية. واما الاشكال الاخر فهو ان (لسارقون) مجمل ؛ لان المتعلق محذوف, ورأي المشهور ان التورية ليست المجملات من ضمن دائرتها, بل هي خاصة بالظواهر التي اريد بها خلاف ظاهرها فقط . 
 
اجابة الاشكال : القرينة الحالية المقامية اقوى ظهورا من القرينة النوعية 
 
ويمكن الجواب على الاشكال المزبور بالقول : انه من الصحيح ان تكون (انكم) قرينة نوعية تفيد - لغير الغافل والقاصر - ان السرقة المرادة في هذه الآية ليس ما هو الظاهر البدوي منها, أي: سرقة الصواع, بل هي سرقة قد صدرت من جميع اخوة يوسف( عليه السلام ) وهي ليست الا سرقة نفس يوسف ( عليه السلام ) في الزمن الماضي, ولكن ظهور هذه القرينة مضمحلّ ومحكوم بوجود قرينة حالية مقامية اقوى منها تفيدان المراد من السرقة ليست هي السابقة وانما السرقة الحالية, أي: سرقة الصواع , والحاصل: ان جوَّ الحادثة ومحتفاتها تكشف عن ان كل الاطراف قد فهموا من مقتضى الحال السرقة الفعلية الانية لا السابقة . 
 
اذن: القرينة الحالية المقامية اقوى ظهورا من القرينة النوعية، وبناء على ذلك ينعقد ظهور لها , فيكون المورد تورية , فعليه يمكن ان يستدل بالآية على جواز التورية والعمل بها . 
 
الاشكال السابع: الفعل لا جهة له 
 
ولكن يشكل على ما ذكر: انه وان قبلنا ان هذا الشطر من الآية هو من مصاديق التورية الا ان غاية الامر هو ان الآية تدل على ان هذا الفعل كان جائزا , لكنها لا تدل على ان جوازه هو بسبب ان طبيعيَّ التورية جائز ؛ اذ لعل الضرورة في المقام هي التي سوغت التورية فيكون وجه الجواز الضرورة لاصِرف كونها تورية فلا تدل على حلية التورية بما هي هي. 
 
والحاصل : ان الجواز ثابت لكن وجه الجواز غير واضح . 
 
ويوضحه : انه حتى لو كان (لسارقون) كذبا فانه بقرينة صدوره من يوسف( عليه السلام ) او تقريره مع عصمته ( عليه السلام ) فستدلّ على كون هذا الكذب جائزا , الا ان هذا الجواز لا يدل على جواز نفس طبيعي الكذب كما لا يخفى ومعه لا يتم الاستدلال بالية على المراد لثبوت الايراد[2]. 
 
اجوبة ستة على قول ان (لسارقون) هو اتهام و ايذاء : 
 
ولكن يبقى في المقام اشكال لابد من جوابه وهو : هل ان اتهام المقابل البريء جائز او لا؟ فان المنادي نادى : (ايتها العير انكم لسارقون) مع ان اخوة يوسف( عليه السلام )لم يكونوا سراقاً ، فهذه تهمة و اذية لهم , نعم قد يستثنى من ذلك[3] بنيامين لوجود اتفاق بينه وبين يوسف( عليه السلام ) فإنه قد رضي بذلك , الا ان بقية اخوة يوسف ( عليه السلام ) لم يكونوا راضين. 
 
اذن : المقام وان كان تورية الا انه من جهة اخرى اتهام بالسرقة وايذاء للغير فكيف المخرج؟ 
 
هناك عدة اجوبة لدفع شبهة التهمة والايذاء, نذكرها بإيجاز: 
 
الجواب الاول: ان اخوة يوسف ( عليه السلام ) كانوا سارقين بالفعل فلم يكن اتهاما 
 
اما الجواب الاول فهو : ان اخوة يوسف( عليه السلام ) كانوا سارقين بالفعل اذ سرقوا يوسف( عليه السلام ) من قبل , فلا يكون ( انكم لسارقون ) تهمة ؛ وذلك ان الوصف صادق عليهم واطلاقه عليهم صحيح , انما خطؤهم في التمصدق فلو ان شخصا قتل رجلا اسمه زيد فيصح ان يطلق عليه بانه قاتل ويا قاتل وان تصور السامع او المتهم بان المراد بانه قاتل بكر , فان من الصحيح اتصافه بالصفة حقيقة , وان كان هناك توهم فهو بالانطباق, 
 
وعليه : يكون اطلاق (لسارقون) هو اطلاقاً صحيحاً وليس بتهمه اذ هو الواقع . 
 
الجواب الثاني: انه من باب القصاص[4] 
 
واما الجواب الثاني فهو: ان اخوة يوسف( عليه السلام ) كانوا قد اتهموا يوسف( عليه السلام ) قديما بالسرقة في احدى ثلاث قضايا[5] : 
 
اولا: انه قد جاء سائل فأعطاه يوسف( عليه السلام ) عناقاً او دجاجة ثم اتهمه اخوته بعد ذلك بسرقة الدجاجة . 
 
ثانيا: ان جدة يوسف ( عليه السلام ) من طرف الام كان لها صنم وقد اخذه يوسف( عليه السلام ) فكسره والقاه بين الجيف في الطريق بعد ذلك فاتهمه اخوته بسرقة[6] الصنم. 
 
ثالثا : ان يوسف ( عليه السلام ) قد ذهب الى معبد ( كنيسة ) فاخذ صنماً من ذهب كانوا يعبدونه فدسه في التراب فاتهم من قبل اخوته سرقته. 
 
وعليه : فلو ثبت ذلك فان ما ذكره المؤذن يكون قصاصاً من باب المقابلة بالمثل فهم كما اتهموه بالسرقة فقد اتهمهم بذلك[7]. 
 
الجواب الثالث : انه كان من باب التعزير 
 
الجواب الثالث: ان المقام كان من باب التعزير , وللحاكم الشرعي ان يعزر على الجريمة ؛ وذلك ان اخوة يوسف( عليه السلام ) بعد سرقته من ابيه والقائه في الجب لم يأدبوا وعليه: فتكون عقوبة التهمة هي تعزيرا وتأديبا لهم , وهذه عقوبة مخففة وبسيطة بالنظر الى ما فعلوه[8]. 
 
الجواب الرابع : ان ما جرى هو امتحان الهي مقرر 
 
وهذا وجه كلامي : ان كل ما جرى من احداث مندرج في دائرة الامتحان الالهي من بداية الامر الى اخره فان قضية يوسف( عليه السلام ) من اولها الى آخرها من الجب ثم العبودية ثم السجن ... الخ شاهد على ذلك , ومما يؤكد ذلك ان يوسف( عليه السلام ) كان بإمكانه ان يعرِّف بنفسه لأخوته من بداية الامر ويبعث لأبيه ( عليه السلام ) وتنتهي المشكلة , ولكن جرى قلم الامتحان والبلاء الالهي على ما شاء من بلوغ الامور الى غاياتها المقررة من قبله تعالى. 
 
الجواب الخامس: انه من باب الاهم والمهم بغرض التربية 
 
انه قد يكون ما ذكر هو من باب دائرة الاهم والمهم , والغرض هو تربية اخوة يوسف( عليه السلام ) لكي يدركوا فداحة ما جنوا ويذوقوا طعم ما اجترحوا في حق يوسف وابيهم يعقوب وذلك عبر توجيه صدمة قوية من هذا القبيل لهم . 
 
الجواب السادس: المورد من باب الاذن الالهي الخاص 
 
واما الجواب السادس فهو: ان المقام هو من باب الاذن الالهي الخاص فيخرج عن دائرة القضايا الحقيقية المطروحة في البحوث الفقهية , ويدخل في اطار القضية الخارجية بالاذن الالهي الخاص ويدل على ذلك قوله تعالى(كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ[9]) فكل ما جرى هو كيد من الله تعالى وهو مالك الملك والمتصرف في خلقه, فلا مجال لتقليده , كما هو الحال في ايجاده الزلازل وقبض الارواح وغيرها من الامور والمعادلات المختصة به تعالى فإنه لا يصح القول انه تعالى حيث فعل ذلك جاز لنا نظير ذلك لو قدرنا عليه. 
 
فهذه اجوبة ستة لدفع ما ذكر من التهمه والايذاء والبحث له تفصيل اكثر ولكن نكتفي بما ذكرناه. 
 
الآية الثالثة : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ) 
 
واما الآية الثالثة التي يمكن ان يستدل بها على جواز التورية فهي قول ابراهيم ( عليه السلام ): (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ)[10] ؛ فان ابراهيم ( عليه السلام ) قد دعاه القوم لكي يشارك في احتفال سنوي لأجل تعظيم الأصنام وهو( عليه السلام ) , لكنه تفصى من ذلك فقال : اني سقيم أي مريض و لم يكن ظاهراً كذلك , فيكون قوله- وهو نبي معصوم- دالاً على جواز التورية . 
 
الاحتمالات في الآية : 
 
ونقول توجد عدة احتمالات في هذه الآية ولعلها تصل الى سبعة احتمالات[11] : 
 
الاحتمال الاول : 
 
وهذه الاحتمال قد ذكره بعض ألمفسرين وهو ان المقصود من سقيم أي : سأسقم بالموت فان كل انسان سيموت , فالمراد سأكون سقيما بالموت فيكون المورد مجازا بالأوْل والمجاز ليس بحرام[12], و قول ابراهيم ( عليه السلام ) هذا تورية ؛ لان ظاهر قوله ( اني سقيم ) هو فعلية ذلك وآنيته لا انه مستقبلا سيكون كذلك . 
 
الاحتمال الثاني : 
 
المراد من سقيم أي سأسقم بمرض من الامراض , فتوهموا انه مريض بالفعل فيكون المورد تورية . 
 
الاحتمال الثالث : 
 
ان ابراهيم ( عليه السلام ) كان مريضا بالفعل وقوله هذا مطابق للخارج فلا يكون المورد من التورية 
 
وللكلام تتمة . 
 
وصلى الله على محمد وال محمد 
 
 
 
 
[1] - سورة يوسف: اية 70 
 
[2] - وهذا اشكال عام سيال على الاستدلال بجميع الآيات ومعه لا يمكن التمسك بالايات لإثبات جواز التورية الا من خلال تتميم الاستدلال الروايات 
 
[3] - الاتهام والايذاء 
 
[4] - وهنا ننوه ان بعض هذا الاجوبة هي احتمالات لا انها متبناة من قبلنا بالضرورة 
 
[5] - ان صح هذا النقل , وهذا يحتاج الى تتبع وتحقيق 
 
[6] - فان اتلاف الصنم وما شابة واجب شرعي 
 
[7] - نعم يوجد بحث فقهي وهو هل انه في شريعتنا القصاص برد التهمة بالتهمة جائز ام لا 
 
[8] - نعم يبقى ان التعزير في شريعتنا خاص بالجلد وشبهه ام منوط بنظر الحاكم الشرعي مطلقاً؟ يترك لمحله 
 
[9] - سورة يوسف : اية 76 
 
[10] - سورة الصافات : اية 88 - 89 
 
[11] وعلى بعضها لو ثبت الاستدلال تام وعلى الاخر ليس كذلك 
 
[12] المجاز بالأول : يذكر لبعده والمجاز بالمشارفة: يذكر لقربه

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 7 جمادى الاولى 1435هـ  ||  القرّاء : 5449



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net