||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 268- (وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) 6 الحلول المفتاحية لظاهرة الشك والتشكيك حسب المنهج العقلي للامام علي ع

 317- (خلق لكم ما في الأرض جميعاً) 5 معجزة الاسعار في ادارة الاسواق وتوازنها

 373- فائدة فقهية: حكمة عدم تقدم المرأة إمامًا على النساء في صلاة الجماعة

 370- (هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (19) التفسير العلمي للقرآن الكريم

 416- فائدة فقهية: حجية الأدلة الفوقانية على مشروعية معاملات الصبي الراشد

 203- محاكمة اسلحة الفرق الضالة : الايحاء المغناطيسي والخدع العلمية ومغالطة الكبرى والصغرى

 96- من فقه الحديث: الوجوه المحتملة في قوله عليه السلام عن الوسوسة (لا شيء فيها)

 36- فائدة اصولية: اخبار الترجيح منها ما ترتبط بباب الفتوى ، ومنها ما ترتبط بباب الروايات

 شرعية وقدسية ومحورية النهضة الحسينية

 279- فائدة أصولية: توسعة دائرة متعلّق الحكم بسعة دائرة الحكم



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23710418

  • التاريخ : 29/03/2024 - 11:56

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 183- تتمة مناقشتنا للشيخ التفريق بين الخبر والاخبار ــ كلام فقه الصادق(عليه السلام ) حول تنقيح موضوع الكذب وتوضيحنا له ومناقشته .

183- تتمة مناقشتنا للشيخ التفريق بين الخبر والاخبار ــ كلام فقه الصادق(عليه السلام ) حول تنقيح موضوع الكذب وتوضيحنا له ومناقشته
الاثنين 10 ربيع الثاني 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
تتمة مناقشة كلام الشيخ: لابد من التفريق بين الخبر والإخبار 
 
كان البحث حول رأي الشيخ – ومن تبعه – في الصدق والكذب ملاكا ومناطا ومدارا، فقد ذكرنا ان المشهور رأوا ان المدار هو على ظاهر القول فلو طابق الواقع فصدق وقيل: لو طابق الاعتقاد او كليهما فصدق وإلا فكذب، واما الشيخ فقد نقل المحور من (ظاهر القول) الى (المراد الجدي)، وان المراد لو طابق الواقع فصدق وإلا فكذب. وقد مضى في نقاش الشق الاول من كلامه وذكرنا ان الشيخ نقل كلام الفاضل القمي صاحب القوانين واستشكل عليه، هذا ما مضى. 
 
ولتوضيح وتحقيق وجه الاشكال على كلام الشيخ نقول([1]): 
 
الحق في المقام هو ان هناك أمران: الخبر والإخبار، والفرق بينهما كبير؛ فان المصدر شيء وباب الافعال شيء آخر، فالفرق بين (عَلِم) و(أَعْلِم) ان الاول يتحدث عن حالته وصفته بينما الثاني – أي أَعِلم – يتعلق باطلاع الغير على شيء وإعلامه به, وكذا الحال لو قلت: "إِعلَم" و"أَعلِم"، فالأول هو خطاب موجه لنفس الشخص والثاني يتعلق بإعلامه للاخر أمراً، وكذلك الحال في (أُخبُر) و(أَخبِر) فالأول معناه حصِّل بنفسك خبرا دون الثاني. 
 
اذن: لدينا الخبر او المصدر والفعل المجرد منه ولدينا باب الافعال، ولا ينبغي الخلط ينهما، والظاهر ان الشيخ وغيره قد خلطوا بين المعنين. 
 
مزيد توضيح وبرهان: المدار على المخبر عنه والمتعلَق 
 
ان ما يهم السامع عادة هو المخبر عنه والمتعلق، فلو قال احدهم السوق مفتحة مثلاً فان السامع يبحث عن كون السوق مفتوحا او مغلقا كيما يحقق غرضه بالتسوق منه والذهاب اليه – وهذا هو الغالب في مطلوب السامع –، ولكن احيانا اخرى يكون الذي يهم السامع من الخبر هو شخصية المخبر وخصوصياته – وهذا منشأ الخطأ والتوهم – وليس المهم عندئذٍ هو المؤدى. 
 
والحاصل: انه تارة يكون نفس الخبر وحكايته عن الواقع هو المهم وتارة اخرى يكون المهم (المخبر) وشخصيته وخصوصياته، وعادة الناس عندما يسألون عن الاخبار فان همهم ومرماهم هو المحكي والمتعلَّق والمخبر عنه، واما ما يتعلق بشخصية المخبر فهذه لها مقامات خاصة وقرائن خاصة ايضا. 
 
وفي صغرى بحثنا وكلامنا في الكذب والتورية وغيرها فان المدار هو تعريف الكذب (المصدر) وليس المدار هو الكاذب وانه عادل او فاسق وغيره. 
 
وذلك كنظائره من السب والربا والغيبة فهي – مثلاً - امر قبيح بنفسها، والمبحوث في مسألة الغيبة هو نفسها وحقيقتها، ولكن هل انها تكشف عن فسق القائل([2]) او لا؟ فهذا بحث آخر. 
 
ولو تبين ما ذكرناه يظهر ان ملاك الصدق والكذب هو مطابقة القول وعدمه للواقع، وهذا ما لا علاقة له بمراد المتكلم؛ لان مراده يرتبط بشخصيته وخصوصيته أي بالفاعل لا بالفعل. 
 
والمتحصل: ان كلام الشيخ ظاهرا ليس بتام وان كلام الفاضل القمي في قوانينه هو الدقيق حيث ذكر (ان المعتبر في اتصاف الخبر بالصدق والكذب هو ما يفهم من ظاهر الكلام) لا المراد... وبكلمة فيكون المدار في (الخبر) على ظاهر الكلام وفي (الاخبار) على المراد وفي كلام الشيخ خلط بينهما، 
 
هذا هو بعض النقاش مع الشيخ في الشق الاول من كلامه. 
 
بيان الشق الثاني من كلام الشيخ ونقاشه: 
 
واما الشق الثاني من كلام الشيخ فيقول فيه – ببيان منا -: واما لو اراد الفاضل صاحب القوانين من الاتصاف([3]) الاتصاف لدى السامع والواصف، كما لو كان المراد الجدي للمتكلم غير الاستعمالي ولم ينصب قرينة على ذلك فلم يعرف السامع به فانه، أي: السامع سيصف هذا الكلام بالكذب فيكون المدار والملاك ظاهر الكلام لأنه الذي يسمعه السامع. 
 
ويبين الشيخ: ان هذا الكلام صحيح ووصف السامع لذلك بالكذب حق ولكن سرّ هذا الوصف بانه كذب هو ان السامع يرى ظاهر الفظ طريقا الى كشف مراد المتكلم فيرجع المدار والملاك إلى المراد لا الظاهر. 
 
وبتعبير اخر: ان ظاهر اللفظ وان وصف بانه كذب إلا ان ذلك ليس بنحو الموضوعية وانما لطريقيته نظراً لكشف اللفظ بظاهره عن مراد المتكلم الجدي وكأن السامع يقول: لِمَ تقول الكذب فان ظاهر لفظك يكشف عن ارادتك الجدية وهي تخالف الواقع؟! 
 
ونص عبارة الشيخ (وان أراد اتصافه عند الواصف فهو حقّ مع فرض جهله بإرادة خلاف الظاهر، لكن توصيفه حينئذ باعتقاد انّ هذا هو مراد المخبر ومقصوده فيرجع الأمر إلى اناطة الاتصاف بمراد المتكلم، وان كان الطريق إليه اعتقاد المخاطب). 
 
ردّ كلام الشيخ: 
 
والجواب عن كلام الشيخ بشقه الثاني هو: 
 
انه قدس سره أرجع الخبر للإخبار ثم قال ما قال ولكن الكلام ليس عن الاخبار بل عن الخبر، نعم لو كان الكلام عنه لصح كون الظاهر جسرا وطريقا وكاشفا عن المراد الجدي وانه هو المدار. 
 
ومما يقرب ما ذكرناه: ما لو افترضنا ان جهاز الحاسوب حصل فيه خطأ فني فبدأ من نفسه يكتب جملا خبرية – لا إنشائية - فان هذه الجمل هي جمل خبرية وهي خبر دون شك ولكنها ليست إخبارا وذلك لأن هذا الوصف متوقف على وجدان العقل والارادة والقصد فان الأصل في باب الافعال، كمطلق الافعال، هو كونها عن قصد واختيار. والحاصل انه يصح ان نصف هذا الخبر بالصدق ان طابق والكذب ان لم يطابق إلا انه لا يصح ان نصف الحاسوب بالصادق او الكاذب([4])؛ وكذلك الأمر في الطفل غير الواعي والمجنون لو كتب جملة غير مطابقة للواقع، فانها كجملة خبرية توصف بالكذب ولا يوصف الطفل بالكاذب إذ لا وعي له ولا قصد فالكلام هو الكلام 
 
والنتيجة: انه لو كلام الشيخ حول الخبر لكان ينبغي ان تكون عبارته: ". ...لكن توصيفه أي بالكذب حينئذ بلحاظ ان هذا ظاهر اللفظ فهو خبر كاذب([5])" واما كلامه (توصيفه حينئذٍ فهو باعتقاد...) فهو صحيح عن (الاخبار) فتدبر 
 
كلام فقه الصادق ( عليه السلام ): تنقيح موضوع الكذب مع توضيح ومناقشة ذلك([6]) 
 
ذكرنا كلام الشيخ حول الصدق والكذب مع دليله المختصر، إلا ان من جاء بعده حاول الاستدلال على رأيه وكلامه بوجه آخر ادق, و نذكر هنا ما اورده صاحب فقه الصادق ( عليه السلام )، حيث انه اخذ كلام من سبقه ولخصه وطوره فكان كلامه خلاصة من سبقه في ذكر من تبنى راي الشيخ، وسنذكر توضيحات لكلامه من جهة وقيوداً احترازيه على كلامه من جهة أخرى ثم نناقشه في صلب المسألة بعد ذلك. 
 
قال صاحب فقه الصادق ( عليه السلام ): 
 
"في انه هل التورية من الكذب او لا؟ قبل بيان ذلك لابد من تنقيح الكذب موضوعا فانه وقع الخلاف من جهتين بعد الاتفاق على ان الكذب عدم المطابقة"([7]). 
 
ملاك الكذب مخالفة الواقع أو عدم مطابقته له؟ 
 
وهنا نقول: ظاهره ان الجامع بين الأقوال هو ان الكذب ملاكه عدم المطابقة ولكن الظاهر عدم تمامية ذلك إذ يوجد راي اخر وهو ان الكذب هو مخالفه الكلام للواقع، والمخالفة شيء وعدم المطابقة شيء اخر، إذ قد لا يطابقه لكن لا يخالفه أيضاً – أي لا يخالف الواقع -. 
 
وتوضيحه يظهر في ضمن المثال الآتي: 
 
فلو انتظر جمع مجيئ طبيب وقالوا لولدهم: لو جاء الطبيب فاخبرنا بذلك، فلو جاء بعد ذلك الطبيب فقال الولد: الماء بارد وكان الماء كذلك، فان كلامه ليس بكذب قطعا لأنه ليس بمخالف للواقع – وهو الملاك الذي ذهب إليه البعض - لكنه ليس مطابقا أيضاً؛ فان الماء البارد ليس بمطابق لمجيء الطبيب، لكن لو قلنا بان المدار في الصدق والكذب هو عدم مطابقة الواقع فان قوله (الماء بارد) يجب ان يكون كذباً لأنه ليس مطابقاً لـ(جاء الطبيب)([8]). 
 
ثم: يقول صاحب فقه الصادق ( عليه السلام ) :"جهة البحث الاولى في المطابق بالكسر وان العبرة بعدم مطابقه المراد([9]) او بعدم مطابقه ظهور الكلام([10]) 
 
توضيح وتقييد: 
 
ونذكر هنا توضيحا لكلامه وتقييدا ايضا، فقوله عدم مطابقه المراد لابد من أضافة الجدي له، أي عدم مطابقه المراد الجدي وهذا توضيح للعبارة المذكورة. 
 
التقييد للمراد بالمبرَز: 
 
واما التقييد للعبارة المذكورة - وهو المغفول عنه - فانه ينبغي ان يقال: 
 
ان العبرة (بعدم مطابقه المراد المبرز بالكلام) للواقع لا (المراد) من دون قيد (المبرز)، وهذا قيد اساسي ؛ اذ ليس محور الصدق والكذب حتى على راي الشيخ وغيره هو مجرد كون المراد الثبوتي غير مطابق للواقع؛ إذ لو أراد ان يكذب لكنه لم يكذب لا يقال له انه كاذب، فهو نظير الاعتقاد غير المطابق كمن اعتقد في نهاره انه ليل ولم يبرز ذلك، فهذا ليس بكذب، بل هو اعتقاد خاطئ كذلك لو أراد ما لا يطابق الواقع فانها رذيلة لكن لا يطلق عليها كذب ما لم يبرزه بلفظ 
 
والحاصل: انه لو ابرز الاعتقاد بمَظهر ومُظهر فانه يقال له عندئذ كذب او صدق. 
 
وكذلك الإرادة لو ابرزت لكانت مما تتصف بالصدق والكذب.([11]) وللكلام تتمه وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
([1]) وهذا يعتبر اجابة مسبقة على ما سنذكره من الشق الثاني من كلام الشيخ كما هو أجابه على الشق الأول أيضاً. 
 
([2]) أي اتصاف الخبر بالصدق والكذب. 
 
([3]) لأنها كبيرة أو لأصراره عليها أو لا لاجراء أصالة الصحة في عمل الغير (أي قوله في غيره) أولا... 
 
([4]) إلا مجازاً. 
 
([5]) هذا بعض النقاش لكلام الشيخ وستأتي تتمة اخرى اكثر عمقا ودقة فانتظر 
 
([6]) فقه الصادق ( عليه السلام ) , السيد الروحاني مجلد 21ص 331- 332 
 
([7]) فقه الصادق ( عليه السلام ) , السيد الروحاني مجلد 21 ص 301-302. 
 
([8]) وما ذكرناه من مثال فيه وجه للمناقشة , فتدبر 
 
([9]) وهذا رأي الشيخ ومن تبعه. 
 
([10]) وهو رأي المشهور. 
 
([11]) فانه توجد دوائر ثلاث علم العقائد والاخلاق والفقه ومحور علم الاخلاق – أي أحد محوريه - هو الاراده وعدمها بان يريد الفضيلة أو الرذيلة ويعزم عليها ومحور علم العقائد الاعتقاد وعدمه واما محور علم الفقه فهي المبرِزات والأقوال والأفعال -–وهذا بشكل عام وله استثناءات أو لواحق كما أشرنا إليه سابقاً.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 10 ربيع الثاني 1435هـ  ||  القرّاء : 4197



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net