||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 322- فائدة بلاغية لغوية: المدار في الصدق، وتطبيقه على خلف الوعد

 356-(هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (5) معنى التأويل وضوابطه

 موجز من كتاب نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقه

 117- المصوِّبة الجدد ونسبية المعرفة

 155- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (2): علم الدراية- علم الرجال- مواقع الاجماع- علم الاصول

 221- مباحث الأصول: (القطع) (2)

 307- (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ) 1 القدس والبقيع قضيتان إسلاميتان – إنسانيتان

 3- بحوث في الولاية

 47- كيفية كتابة التقريرات

 معالم المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23961739

  • التاريخ : 19/04/2024 - 10:24

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 181- هل التورية كذب ؟ وان لم تكن كذباً فهل هي محرم كجهة اخرى ؟ واذا كانت كذباً فهل هي محلله بالادلة الخاصة ؟ ــ تعريف الشيخ الانصاري للتورية ومناقشاتها الثلاثة ــ تعريف المشهور للكذب .

181- هل التورية كذب ؟ وان لم تكن كذباً فهل هي محرم كجهة اخرى ؟ واذا كانت كذباً فهل هي محلله بالادلة الخاصة ؟ ــ تعريف الشيخ الانصاري للتورية ومناقشاتها الثلاثة ــ تعريف المشهور للكذب
الثلاثاء 4 ربيع الثاني 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
الكلام في مسألة جديدة وهي التورية، وفي هذا البحث والمسألة يقع الكلام في محاور ثلاث : 
 
المحور الاول : هل التورية كذب موضوعا او لا ؟ 
 
والمحور الاول هو مورد نقاش أساسي هام، فلو كانت التورية كذبا فان الاصل الاولي فيها هو الحرمة, ثم بعد ذلك نبحث عن دليل لإخراجها من دائرة الحرمة وهل هو موجود او لا ؟ اما لو قلنا انها ليست بكذب فان الاصل هو الحلية، فلو اريد اثبات حرمتها فلابد للطرف الاخر من اثبات الدليل. 
 
المحور الثاني: عنوان الاغراء والغش قد ينطبق على التورية 
 
وهذا المحور طرحه البعض كإشارة مختصرة وهو: 
 
لو فرض ان التورية ليست بكذب فانه قد يقال بحرمتها؛ لانطباق عنوانين اخرين عليها، الاول هو الاغراء بالجهل، والثاني هو الغش والتدليس؛ إذ التورية هي ستر المراد بما يُفهم منه غيره أي ان تريد خلاف ظاهر الكلام مع قصد ان يفهم السامع الظاهر([1]) وهذه فيها الخداع والتدليس والغش، وغش المؤمن حرام. 
 
المحور الثالث: الادلة المجوزة للكذب 
 
لو سلمنا بان التورية كذب موضوعاً فما هي الادلة على تجويزها وتحليلها بحسب مسلك المشهور حيث يرون ذلك؟، والروايات في المقام متعددة وسيأتي بحثها ان شاء الله تعالى والحاصل: ان الذي يقول بالحلية إما ان يستند إلى الخروج الموضوعي أو الحكمي. 
 
تفصيل الكلام في المباحث والمحاور الثلاثة: 
 
المبحث والمحور الاول : هل التورية كذب او لا؟ 
 
اما المبحث الاول فهو : ان التورية هل هي كذب او لا ؟ وجواب ذلك يعتمد على تعريف التورية وتعريف الكذب؛ فانه ومن خلال تعريفهما وبيان النسبة بينهما وان التورية هل هي اخص مطلقا من الكذب او انها مباينة له ستتبين العلاقة والنسبة وحقيقة التورية، وهنا مجال واسع للنقاش فان اللغويين ذكروا بعض التعريفات للتورية، وذلك هناك تعريف ذكره الشيخ الانصاري وهو ما سيكون محور بحثنا، والمناقشة ستكون على ضوئه بإذن الله تعالى. 
 
تعريف الشيخ للتورية 
 
يقول الشيخ في التورية : 
 
"ان يريد بلفظ معنى مطابقاً للواقع وقصد من القاءه ان يفهم المخاطب منه خلاف ذلك مما هو ظاهر فيه عند مطلق المخاطب أو المخاطب الخاص" انتهى. 
 
بيان التعريف بعبارة أخرى وإضافة: 
 
ان هناك تخالفاً في التورية بين الارادة الاستعمالية والتي تفيد إخطار المعنى وإيجاده بحسب الاستعمال وبين الارادة الجدية والتي تكشف عن المراد الجدي للمتكلم وراء الإرادة الاستعمالية، ومعه هل تندرج التورية – مع لحاظ ذلك - في الكذب او لا؟. 
 
ويمثل الشيخ للتورية بالرجل الذي يسأل الخادم عن سيده هل هو في المنزل او لا؟ فيجيب الخادم مورِّياً من خلال اشارته إلى مكان معين داخل الدار ليس فيه سيده فيقول: ليس هنا، فان المراد الجدي للخادم مطابق للواقع، إلا ان المراد الاستعمالي له، وهو ظاهر (هنا) بقرينة الحال والسؤال ان المراد به (المنزل) فانه غير مطابق للواقع. 
 
وكذلك يذكر الشيخ مثالا اخر فيمن سئل عن قول في نزاعه مع آخر هل قال ما قال او لا ؟ فيجيب علم الله ما قلته فيفهم السائل من(ما) النفي والمتكلم قصده من ذلك (ما) الموصولة أي علم الله الذي قلته. 
 
مناقشة تعريف الشيخ: عدم تمامية التعريف لوجوه ثلاث 
 
ولكن قد يقال ان تعريف الشيخ للتورية غير تام لقصوره عن شمول أصناف ثلاثة أخرى للتورية([2]): 
 
الصنف الاول: ما لو اجمل اللفظ فستر الواقع السامع 
 
واما الوجه الاول في الاشكال على تعريف الشيخ فهو : 
 
ان التورية شاملة لنوع آخر لا يندرج في تعريفه وهو فيما لو اجمل المتكلم اللفظ وهذا على قسمين فقد لا يكون قاصداً لمعنى بالمرة وقد يكون قاصداً أحد المعاني لكنه ستره بإجماله، وهنا لا يوجد ظاهر للفظ كي يقال انه أراد ان يُفهم ظاهره ليستر مراده الواقعي, كمن قال: رأيت عيناً إذا قصد ان يجمل ما رآه على الاخر الذي سأله هل رأيت البركة أو النبع فأجابه بذلك مع علمه بالتفات السامع إلى اشتراك العين بين معاني كثيرة واحتماله أو ظنه أو علمه بإرادته التهرب من الجواب بذلك. 
 
والحاصل: انه قد يلقي المجمل للسامع حتى لا يفهم الواقع فيستره عنه بالإجمال، وعبارة الشيخ لا تنطبق على هذه الصورة الاخيرة؛ فانه قد قيد ان يكون للفظ ظهور إما عند الشخص او العرف ويقصد غيره, ولا شك ان هذا نوع من التورية ولكن النوع الآخر الذي نضيفه هو ان لا يكون للفظ ظهور حيث الاجمال. 
 
وتقع في هذه الدائرة الكثير من المتشابهات من الآيات والروايات، ومن ذلك اوائل السور والاحرف المقطعة في القران الكريم فإنها مجملة بلا شك ولكنها ذات معنى بالضرورة والله قد اجملها وستر بإجمالها المعاني المرادة منها وذلك لحكم عديدة من أهمها([3]) إرجاع الناس إلى الوسائط بينه وبين خلقه وهم الرسول العظيم وأهل بيته في تبيين وتفهيم القرآن الكريم فان أهل البيت أدرى بالذي فيه وهم عدل وصنو القرآن الكريم. فتأمل 
 
الصنف الثاني: ما لو قصد الظاهر والباطن فستر بالظاهر الباطن 
 
واما الوجه الاخر في الاشكال على تعريف الشيخ فهو: 
 
ان تعريفه لا يشمل نوعا آخر من اقسام التورية وهو ما لو قصد المتكلم كلا المعنين أي : الظاهر والباطن، وفي ذلك يندرج بحث البطون بأكمله في القران الكرم؛ فان الله تعالى قد اراد الظاهر والباطن ولكنه – بحكمته- قد ستر الباطن بالظاهر([4]) 
 
اذن : البطون مرادة ايضا وقد سترت بالظواهر المرادة وهذا نوع اخر من انواع التورية ([5]) وهو لا يشمله تعريف الشيخ إذ ظاهر كلامه ان الظاهر غير مراد للمتكلم؛ والله بحكمته قد جعل الظاهر ساترا للباطن وذلك لتأكيد محورية دور النبي وآله في الامة وقد قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)([6]). 
 
الصنف الثالث: عكس الوجه الاول تماما: ما لو قصد الظاهر وستر به غيره 
 
واما الوجه الثالث من وجوه عدم تمامية تعريف الشيخ فهو عكس القسم الاول تماما، وهو: 
 
ان يريد المتكلم الظاهر ويقصد ان يفهم السامع منه خلافه، كما فيما نقل ونسب الى ابي ذر رض في انه حمل رسول الله ( صلى الله عليه وآلـــه وسلم ) في كيس كبير على ظهره حيث أراد الكفار قتل الرسول ومضى به ليخرج عن منطقة الخطر وعندما وصل الى نقطة حراسة لهم سألوه ماذا تحمل؟ فقال: احمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فوجدوا في جوابه انه في مقام الملاطفة والممازحة لهم، فقطعوا انه شيء آخر. 
 
وهنا : فقد ستر ابو ذر بالظاهر الباطن فكان مراده هو الظاهر ولكن اوهمهم بظاهر كلامه ان المراد غير الظاهر مع ان المراد هو الظاهر نفسه إذ كان صادقا في كلامه، والحاصل: ان مراده الاستعمالي والجدي وهو كونه حاملا رسول الله قد تطابقا وبهما ستر مراده. 
 
هذه وجوه ثلاث تضمنت بيان اقسام اخرى ثلاث للتورية ومع القسم الذي ذكره الشيخ فتكون اربعة والكلام جار فيها جميعاً هل هي كذب او لا؟ 
 
تعريف الكذب: 
 
ونختصر اليوم في مقام تعريف الكذب على الرأي المشهور، ثم نذكر تعريفاً الشيخ الانصاري حيث ابتكر معنى جديداً في قبال المشهور وتبعه عليه ثلة من الاعلام كالمحقق الايرواني والسيد الروحاني والسيد الخوئي وآخرون. 
 
تعريف المشهور: 
 
اما المشهور فقد عرفوا الصدق والكذب بانهما: 
 
"الصدق: مطابقة القول أي ظاهره للواقع وعدم مطابقته كذب"، والوالد وآخرون يدّعون عرفية هذا التعريف ووضوحه 
 
تعليق مهم :الواقع اعم من الخارج 
 
والملاحظ في هذا التعريف ان المدار في الصدق والكذب هو على الواقع لا الخارج؛ إذ ظرف الواقع اوسع فيشمل الخارج والذهن، فلو قال احدهم انني الان افكر في جبل من ذهب او ياقوت فان قوله لو طابق واقعه الذهني فصدق وإلا فكذب. وللكلام تتمة 
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
([1]) سيأتي التعريف الدقيق للتورية بإذن الله تعالى حسب ما نراه. 
 
([2]) وبتعبير اخر ان تعريف الشيخ هو للأخص وهو أحد الأصناف الأربعة للتورية لا لأنواع التورية كلها. 
 
([3]) أو أهمها على الإطلاق. 
 
([4]) فان الانشغال بالظاهر كثيراً ما يكون حجاباً عن فهم الباطن. 
 
([5]) ويوضحه ي نظير المقام ما قيل من: يا من هو اختفى لفرط نوره الظاهر الباطن في ظهوره , فان الشيء تارة يخفى عن الاعيان لضعفه ولكن تارة اخرى يختفي لشدة قوته ونورانيته وعظمته، وللتقريب للذهن نمثل بالشمس حيث انه لا يمكن التحديق بها لشدة نورانيتها وقوة ضوئها وأشعتها. 
 
([6]) والتبيين احد قسميه البطون والاخر الظاهر المبتلى بمعارض او مخصص منفصل او مقيد منفصل

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 4 ربيع الثاني 1435هـ  ||  القرّاء : 3699



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net