||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 كتاب اهدنا الصراط المستقيم

 200-احداث ( شارلي أپدو ) والموقف الشرعي ـ العقلي من الاستهزاء برسول الانسانية محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله)

 448- فائدة عقائدية: مناقشة ما يظهر من بعض الروايات في وجود خصام بين أمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام

 230- مباحث الاصول: (مقدمة الواجب) (2)

 250- دور مقاصد الشريعة في تحديد الاتجاه العام للتقنين والتوجيه: الرحمة واللين مثالاً

 346- ان الانسان لفي خسر (4) التبريرات المنطقية للانتهازية والمكيافيللية

 كتاب رسالة في التورية موضوعاً وحكماً

 390- فائدة أصولية: انقلاب النسبة

 تأملات و تدبرات في اية الاذان بالحج

 167- فائدة رجالية: دعوى الاجماع على صحة أحاديث كتاب من لا يحضره الفقيه من قبل علمين من اعلام الطائفة



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23946000

  • التاريخ : 18/04/2024 - 05:35

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 177- المسألة 5: هل الكذب والصدق نسبيان ؟ تفصيل : الحقائق على اقسام : مطلقة ، اضافية ، نسبية ، فلسفية ، انتسابية ، تشكيكية ، ونسبية هرمنيوطيقية بأقسامها ، وحكم كل منها من حيث كون ( الاخبار ) عنها صدقاً او كذباً أو بالاجماع ؟ .

177- المسألة 5: هل الكذب والصدق نسبيان ؟ تفصيل : الحقائق على اقسام : مطلقة ، اضافية ، نسبية ، فلسفية ، انتسابية ، تشكيكية ، ونسبية هرمنيوطيقية بأقسامها ، وحكم كل منها من حيث كون ( الاخبار ) عنها صدقاً او كذباً أو بالاجماع ؟
الثلاثاء 26 ربيع الاول 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
كان الكلام حول المبالغة، وذكرنا انها لو كانت مع القرينة ومنها عرفية فهم الكثرة مثلا فهي صادقة لانعقاد الظهور الثانوي، وإلا فيهي كاذبة. 
 
كلام الشيخ عن النسبية ومدخل جديد: 
 
مضى ان الشيخ قدس سره في نهاية كلامه طرح اشارة لبحث جديد وقد وجدنا من المناسب ان تعقد له مسألة خاصة؛ إذ ان ذيل كلامه هو مفتاح لمسألة هامة جدا في حقل المعرفة، ومن هنا فإننا نذكر عبارة الشيخ مرة اخرى، ثم نذكر المسألة مع تطويرها بعمومها وشقوقها واحكامها، 
 
قال الشيخ في مكاسبه (وربما تدخل المبالغة في الكذب اذا كانت في غير محلها كما لو مدح انسانا قبيح المنظر وشبهه وجه بالقمر، إلا – وهنا المسألة المفتاحية الجديدة – اذا بني على كونه كذلك في نظر المادح فان الانظار تختلف في التحسين والتقبيح كالذوائق في المطعومات)، وهذه هي المسألة الخامسة 
 
المسألة الخامسة: هل الكذب والصدق امران نسبيان ؟ 
 
وهذه المسألة هي مسألة مهمة وحيوية ولها بعد وبحث كلامي ولكن لا ندخل فيه ([1]), وانما نتحدث عنها من زاوية فقهية فقط وهي: هل يمكن ان يكون الكلام الواحد صادقا من الشخص الاول ولكن يكون نفس الكلام وبمحتفاته كذبا لو صدر من شخص ثانٍ ؟ 
 
وهنا يدخل مبحث النسبية في الصدق والكذب، بمعنى هل ان اختلاف الشخصين القائلين ينتج اختلاف الاتصافين بان يتصف الكلام الواحد بالصدق والكذب بحسب نسبته إلى الاشخاص فلو نسب للأول فصدق وإلا فكذب وهذه المسألة هي مورد ابتلاء بشدة وسنذكر لها بعض المصاديق. 
 
والحال كذلك في اختلاف الازمنة مع حفظ المكتنِفات بما هي هي، فهل يكن ان يتصف الكلام الواحد بلحاظ المتعلق الواحد بالصدق والكذب نظراً لاختلاف الزمانين بان يكون بالأمس صدقا واليوم كذبا!([2])، فلو قال احدهم: ذهب زيد الى المدرسة في الساعة السابعة صباحا من يوم الاحد، فهل هذا القول منه في أمسه صدق ولكن لو قاله اليوم فهو كذب؟ 
 
توضيح ذلك بمثالين: ونذكر صنفين جوهريين من الأمثلة لتوضيح ما هو محل الابتلاء: 
 
الصنف الاول: اختلاف الأنظار في الذوقيات 
 
وهو ما ذكره الشيخ الانصاري، وهو اختلاف الانظار في التحسين والتقبيح، فان الطفل جميل بنظر امه، إلا انه قبيح بنظر الاخر، ومعه فهل كلا النظرين صادق؟ والنسبية تجيب بقول نعم، وكذا الشيخ بحسب ظاهر كلامه. 
 
اذن: هذا ما طرحه الشيخ في ذيل كلامه في مسألة التحسين والتقبيح([3])، وهو بحاجة الى تحليل ونظر.
 
المثال الثاني: اختلاف المجتهدين في آراءهم 
 
واما المثال الثاني فهو اختلاف المجتهدين في آرائهم - وهو موردٌ شديد الابتلاء – فلو كان احد الفقهاء يرى ان المحرِّم من الرضعات هو الـ 15 رضعة، واما الاخر فيرى الـ 10 رضعات هي المحرمة، وكل منهما يفتي برأيه، فهل كلاهما صادق بقوله ان 15 محرمة و10 محرمة؟ ام كلاهما كاذب؟ ام احدهما صادق والاخر كاذب؟ 
 
انه وبحسب النسبية الهرمينوطيقية: كل منهما صادق؛ حيث ذكرا ما أدى اليه رأيهما، وهنا نجد انهما لو عكسا القول في مثالنا لكان كاذبين، فلو قال الثاني برأي الآخر او العكس فهو كاذب، 
 
وعليه: فان البحث في الاختلاف الاجتهادي يجري بقوة ([4]) ايضا. 
 
تحقيق الامر: اقسام الحقائق 
 
ولتحقيق ما ذكر لابد ان نلاحظ الحقائق واقسامها وكم نوعا هي ؟ وعلى ضوء ذلك ستتبين المواضيع بحدودها وتتضح الصورة. 
 
اقسام الحقائق: مطلقة، نسبية فلسفية، تشكيكية، نسبية هرمينوطيقية و... 
 
ان الحقائق على اقسام متعددة منها حقائق مطلقة ومنها حقائق نسبية بالمعنى الفلسفي، ومنها حقائق نسبية بالمعنى الهرمينوطيقي، وكذلك لدينا حقائق اطلقنا عليها مصطلحا جديدا مخترعا وهي: الانتسابية، وهذا مصطلح تقودنا ضرورة تصنيف وفرز المفاهيم بعضها عن البعض؛ ذلك ان الخلط قد حصل لان قسما من الهرمنيوطيقيين لم يميزوا بين انواع النسبية حتى عندهم اذ توجد نسبية وتوجد انتسابية، كما سيتضح.
 
والشيخ يتكلم واقعا عن الانتسابية، وتصنيف كلامه هو ضمن هذه الدائرة كما سيتجلى ذلك، وكذلك عندنا من الحقائق: الاضافية والتشككية وهذه عناوين ستة ذكرناها بإيجاز، واما تفصيلها فهي: 
 
1) الحقائق المطلقة: 
 
كما هو الحال في المحالات كاجتماع النقيضين وجمع الضدين وارتفاع النقيضين فكلها من المحالات، وكذا الحال في المسائل الرياضية كما في حاصل ضرب 4في 4 يساوي 16، فان كل هذه عبارة عن حقائق مطلقة غير خاضعة لظروف الزمان والمكان ولا لظروف المتكلم أو السامع أو غير ذلك وهي اما ان تكون كذبا او صدقا ولا نسبية فيها. 
 
2) الحقائق النسبية الفلسفية : 
 
واما القسم الثاني فهي الحقائق النسبية الفلسفية المنطقية والمراد منها ما أخذت النسبة في ذاتها، وهذه هي المقولات السبعة من العشرة؛ فان الجوهر والكم والكيف خارجة عنها أي ليست نسبية، والنسبية هنا بمعنى ان النسبة إلى الشيء موجودة في ذاته، وهي مقولات الوضع والاين والملكية([5]) والمتى والفعل والانفعال والإضافة، فكل هذه مقولات نسبية، واما مقولة الكم والكيف فليست بمقولات نسبية فالمتر هو المتر ولم تلاحظ في كونه متراً نسبته لشيء وهذا حقيقة ثابتة وكذلك الحال في الكيف. 
 
بيانه: ولبيان النسبية بهذا المعنى نذكر: 
 
1- مقولة الجده والملك وهي: 
 
هيئة ما يحيط بالشيء جِدَه 
 
 
 
 
بنقله لنقله مقيدة 
 
 
ومثاله التعمم فان الاعتمام هي عرض وهيئة تعرض على الانسان وبانتقال الشخص تنتقل العمه والهيئة معه، ففي جوهر الاعتمام اخذت نسبة الشخص إلى العمامة فالجده هي (هيئة الإحاطة لا هيئة المحيط) فالعمامة الموجودة على الرأس توجد هيئة له وبانتقاله تنتقل. 
 
2- وكذلك الحال في مقولة الاين، ولا نعني بمقولة الاين المكان بل المقصود: 
 
هيئة كون الشيء في المكان 
 
 
 
 
أينٌ، متى الهيئة في الزمان 
 
 
فمقولة الاين تعني الهيئة الحاصلة من وجودك في هذا المكان، فان للشخص هيئة حاصلة من نسبة وجوده بجنب البحر تختلف عمّا لو كان وجوده في الغابة او الشارع او غيره. 
 
والشاهد ان النسبية هنا هي نسبية مطلقة لا انها نسبية هرمنيوطيقية، فلو وجدت النسبة فصدق وإلا فكذب، كما فيمن هو موجود عند البحر فقال احدهم انه عنده فهو صدق وإلا فكذب. 
 
اذن: الصدق والكذب غير منوطين وغير نسبيين وإن كان الإخبار عن هذا المعنى النسبي وان النسبية هنا هي بالمعنى الفلسفي فلو كانت المطابقة فصدق وإلا فكذب 
 
3) النسبية الهرمنيوطيقية: 
 
وقد ذكروا لها معان عديدة: منها الصحة في زمان دون اخر، ومنها صوابية الآراء المتعاكسة، ومنها الشيء في ذاته غير ما هو ظاهر لنا – وهو ما ذهب اليه كانط – ومنها ان العلم والمعرفة هو ملاك الحقيقة والواقع لا ان الحقيقة والواقع هو ملاك العلم([6]) 
 
4) الانتسابية: 
 
وهذا المعنى قد ذهب اليه بعض النسبيين ويقصد بها ان الكلام عندما يقاس وينسب الى هذا الشخص يكون صدقا واما لو نسب الى الاخر فهو كذب وهذا هو مورد كلام الشيخ. 
 
5) الاضافية: وهو مصطلح فلسفي، ونعني به مقولة الاضافة وهو: 
 
ان المضاف نسبة تكرر 
 
 
 
 
منه الحقيقي وما يشتهر 
 
 
ذلك ان الاضافة هي النسبة المتكررة، وفرق هذه عن المقولات النسبية الأخرى انه في المقولات الأخرى تكون النسبة من طرف واحد وليست متكررة اذ الاين هيئة حاصلة من وجودك في مكان ما فمن نسبتك الى المكان تولّد الاين، 
 
واما في المضاف فهو ما كانت النسبة متكررة من طرفين كما في الاخوة والابوة والموازاة، وهذه الامثلة بعضها مختلفة الاطراف والبعض الاخر متفقة الاطراف فلاحظ 
 
وهنا نقول: ان الصدق والكذب في (المضاف) أيضاً مطلقان ولا مجال للنسبية فلو قلت انه اخ وكان فعلا اخاً فصدق وإلا فلا. 
 
6) التشكيكية: 
 
وذلك مثل العلم والحلاوة والحموضة والمرارة وغيرها فكلها حقائق تشكيكية، كما في زيد عالم وليس بعالم، فلو قصدت درجة معينة فالصدق يدور مدارها دون الدرجة الاخرى، وكما في نور الشمس ايضا والنور العادي فنور الشمعة نوراني بلحاظ مرتبته الدانية وليس كذلك بلحاظ المرتبة العليا (وهي نور الشمس) 
 
والصدق والكذب في الحقائق التشكيكية مطلق لا نسبية فيه لو لوحظت الدرجة والمرتبة نفسها وبعبارة أخرى: يشترط وحدة الرتبة ليتوارد النفي والإثبات والصدق والكذب على موضوع واحد. وللكلام تتمة وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
([1]) حيث تطرقنا لذلك في كتاب نقد الهرمنيو طيقا وبحثناها مفصلا 
 
([2]) اي ان الظرف قد اختلف وليس المظروف بخصوصياته المختلفة 
 
([3]) ونضيف الى كلامه قيدا هو مقصوده حتما وهو ان مراده من التحسين والتقبيح أي الذوقيين لا العقليين وإلا كان كلام الشيخ واضح البطلان بل لانهدمت به كل مبانيه وما أسسه الاصوليون والكلاميون. 
 
([4]) وهنا نكتة لطيفة في كلام الشيخ حيث ذكر (الانظار) وقصد منها حاسة النظر لا الافكار ولكنا أضفنا الأنظار بمعنى الافكار، فتدبر 
 
([5]) أي الجِده. 
 
([6]) حيث ادعى كانط انه احدث بهذا الرأي في المنظومة المعرفية انقلابا نظير انقلاب كوبرنيك ذلك انهم كانوا يعتقدون ان الشمس تدور حول الارض المركز فجاء كوبر نيك واثبت العكس, فقال كانط: انني احدثت في حقل المعرفة انقلابا كذلك إذ اثبتّ ان الواقع – أو الحقيقة، مع تفصيل في الفرق بينهما – يدور مدار المعرفة لا العكس.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 26 ربيع الاول 1435هـ  ||  القرّاء : 3713



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net