||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 190- مباحث الاصول : (مبحث العام) (3)

 140- مفتاح الفلاح : بناء الحياة على (الاحسن) دون (الحسن)

 93- فائدة قرآنية تفسيرية :كيف كانت نظرة إبراهيم (عليه السلام) إلى النجوم؟

 الحجة معانيها ومصاديقها

 176- مباحث الأصول: (مبحث الأمر والنهي) (5)

 314- (خلق لكم ما في الأرض جميعاً) 2 الأرض للناس لا للحكومات

 دوائر الحكم بالعدل، ومساحات حقوق الشعب (4)

 99- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-12 جسور التعاون بين مؤسسات المجتمع المدني

 463- فائدة فقهية: دلالة السيرة على إمضاء معاملة الصبي الراشد

 241- حاكمية عالم الاشياء على الامم المتخلفة ومحورية الرسول (صلى الله عليه وآله) والآل (عليهم السلام) لعوالم الافكار والقيم



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23704283

  • التاريخ : 29/03/2024 - 02:25

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 170- تحليل ومناقشة كلام الشيخ في تقييده ( لا يعدن احدكم صبيه ثم لا يفي به ) بالوعد مع إضمار الخلق . والصور أربعة تحليل المحتملات في آية ( كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) وبيان ان المرجع 1ـ بعض القواعد الأصولية ، كعدم صحة السبب 2ـ وهو العهدة : بعض صحاح الروايات .

170- تحليل ومناقشة كلام الشيخ في تقييده ( لا يعدن احدكم صبيه ثم لا يفي به ) بالوعد مع إضمار الخلق . والصور أربعة تحليل المحتملات في آية ( كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) وبيان ان المرجع 1ـ بعض القواعد الأصولية ، كعدم صحة السبب 2ـ وهو العهدة : بعض صحاح الروايات
الاثنين 11 ربيع الاول 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
كان البحث حول مستثنيات الكذب وانه هل منها الكذب في الوعد او لا؟ او ان هناك صورا متعددة في المقام؟ ذكرنا بعض عبارات الشيخ وناقشناها بعض المناقشة 
 
إكمال مناقشة عبارة الشيخ الأنصاري: 
 
بينا أن الشيخ الأنصاري قد ذكر ان المراد من الرواية بعض حصصها أي المعنى الأخص وهو النهي عن الوعد مع إضمار عدم الوفاء، ولكن الشيخ لم يبين وجه تقييده للرواية ولعله لدعوى الانصراف وسيأتي نقاشه. 
 
صور أخرى في المقام: 
 
وتوجد صور أخرى لم يذكرها الشيخ الأنصاري وهي: 
 
2- لو وعد مع علمه بعدم الوفاء 
 
الصورة الثانية: وهذه الصورة قد ذكرها المحقق الايرواني وهي صورة مهمة فلو انه وعد مُضمِراً الوفاء لكن مع علمه بعدم قدرته على الوفاء، كان يقول لابنه سأذهب بك إلى البلد الفلاني غدا وهو عازم على ذلك لو اقدره الله تعالى لكنه يعلم انه لا يتمكن، فـالعزم موجود لكن يعاكسه العلم بعدم القدرة , 
 
الصورة الثالثة: 
 
3- لو وعد مع شكِّه في الوفاء 
 
وهذه الصورة لم يذكرها المحق الايرواني، وهي صورة الشك، كأن يقول الأب لابنه سأذهب بك غدا الى المكان الفلاني وهو شاك انه قادر او ليس بقادر, شكا عقلائيا، فهل هو كاذب او لا وهل هو حرام لو لم يفعل؟ 
 
الصورة الرابعة: وهي فيما لو وعد ولكنه لم يضمر شيئاً([1]) البتة أو ما كان متزلزلاً في عزمه 
 
إذن العزم تارة يكون موجودا وتارة لا يكون كذلك ، والعلم بالوفاء وبالقدرة تارة يكون موجودا وتارة أخرى ليس كذلك . 
 
والمتحصل: إن الشيخ خصص الرواية بصورة اضمار عدم الوفاء ولكن توجد صور ثلاث أخرى لابد من تحقيق القول فيها. 
 
استدلال الشيخ بالآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ) 
 
ثم يستدل الشيخ بالآية الكريمة حيث يقول وهو المراد ظاهرا بقوله تعالى (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) انتهى فلو وعد احدهم ابنه بشيء وهو مضمر على عدم فعله فهو المقصود بالآية الشريفة فقط ظاهراً لديه. 
 
اذن: الشيخ حمل هذه الآية أيضا على الأخص؛ إ ذ حملها على المستقبل لا الحاضر، هذا أولا، ثم خصصها فيما لو اضمر عدم الوفاء في المستقبل فقط، وهذا ثانيا 
 
رأي السيد الوالد: 
 
وفي قبال رأي الشيخ يقع رأي السيد الوالد؛ فانه يستظهر عكس ما استظهره الشيخ تماما فيقول ان ظاهر الآية هو الحال لا الاستقبال([2])، فلو أن شخصا أمر الناس بالبر ونسي نفسه فالآية تتحدث عن هكذا حالة 
 
وعبارة الوالد: (أن يقول الإنسان الخير ولا يعمل به كأن يأمر بالصلاة ولا يصلي او ينهى عن الكذب وهو يكذب)، وفي الفقه يقول: (المنصرف منه أمر الناس بالمعروف الواجب و تركه) انتهى. 
 
إذن: على رأي الشيخ فالآية ترتبط بالمقام (الوعد وخلفه)، وأما على رأي السيد الوالد فلا. 
 
 
 
كلام الشيخ الطوسي في التبيان.. تحليل المحتملات في الاية المباركة 
 
وأما الشيخ الطوسي فلعله قد تحير في المعنى المراد, ولذا فقد ذكر عدة احتمالات في الآية الشريفة ولم يرجح صريحا بينها حيث يذكر خمسة احتمالات: 
 
الاحتمالات الخمسة في الآية: 
 
الاحتمال الاول: انها نزلت في المنافقين حيث إنهم كانوا يقولون إنهم مؤمنون وليسوا كذلك, فجاء الخطاب لهم (لم تقولون أي بألسنتكم ما لا تفعلونه). 
 
اقول: فتكون الآية أجنبية عن بحث الكذب في الوعد 
 
الاحتمال الثاني: إن الآية قد نزلت في قوم كانوا يقولون إذا لقينا العدو لن نفر, ثم بعد ذلك لم يفوا, فهم وعدوا ثم فروا. 
 
أقول: فالآية تتحدث عن المستقبل لا الحاضر. 
 
الاحتمال الثالث: وهو إن الآية نزلت بقوم قالوا لو علمنا ما هو أحب الأعمال الى الله لسارعنا إليها فلما نزل فرض الجهاد تثاقلوا او لم يسارعوا. 
 
اقول: وهذا الاحتمال في جوهره يعود الى الاحتمال الذي قبله وان تعدد المصداق 
 
الاحتمال الرابع: إن الآية نزلت في قوم قالوا جاهدنا وأبلينا ولم يفعلوا. 
 
اقول: فيكون المراد من الآية هو الحديث عن المضي فيكون الفعل المضارع على هذا مجرداً عن الدلالة عن الزمان([3]). 
 
الاحتمال الخامس: وهو إن الآية جارية مجرى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) 
 
أقول: وعلى هذا الاحتمال فان الآية سترتبط بالمقام وتقترب من كلام الشيخ الأنصاري فيكون مفادها هو (ان وعدتم بشيء فافعلوا) 
 
المرجعية المتعينة لتحديد المراد من الاية الكريمة 
 
وتوجد مرجعيتان يمكن الاستناد إليها لتحديد المراد من الاحتمالات: 
 
المرجعية الأولى: القواعد الأصولية 
 
وهي القواعد الأصولية ومنها صحة الحمل وعدم صحة السلب ؛ذلك أن الظاهر من الآية وبالحمل الشايع الصناعي انه لا يصح سلبها عن كل تلك الاحتمالات والمعاني التي اشرنا إليها([4])، والتي أشار اليها الشيخ الطوسي الا الرابع، وهو الماضي، فإنه مجاز لا يصار اليه إلا بالقرينة, فنحن نرى ان الإطلاق في الآية محكّم بدليل صحة الحمل وعدم صحة السلب، فلو وعد شخص ولده بان يأخذه إلى المسجد ثم لم يلتزم بذلك فانه يصح ان يقال له لم تقول ما لا تفعل سواء أكان مضمرا الوفاء او ليس بمضمر له او مضمراً العدم، وسواء أكان عالما بوفائه وقدرته عليه او ليس بعالم بالإيفاء ؛ فان الصدق بالحمل الشايع الصناعي حقيقي في كل هذه الصور ,هذا بالنسبة لزمن المستقبل بكل أقسامه, وأما بالنسبة للزمن الحاضر فالأمر كذلك اذ يصح اطلاق لم تقول ما لا تفعل على من يقول انا مِضياف وليس به او يقول انا ارعى الايتام وهو لا يرعاهم او انا مؤمن ولكنه ليس بمؤمن 
 
والنتيجة: انه يمكن التمسك ظاهرا بصحة الحمل وبعدم صحة السلب عن كل المعاني المذكورة في الأزمان المتعددة والإطلاق يشملها ,إلا المضي 
 
المرجعية الثانية: الروايات 
 
وذلك ان هناك رواية معتبرة وصحيحة قد غفل عنها بعض اولئك الاعاظم([5]) والى زماننا وهي مذكورة في الكافي الشريف، فعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سمعت ابا عبد الله يقول: عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له فمن أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرَّض وذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)([6]) وسيأتي فقه الحديث بإذنه تعالى. 
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
([1]) لا الوفاء ولاعدمه 
 
([2]) ذكر ذلك في شرحه على المكاسب وكذلك في الفقه : كتاب المكاسب المحرمة 
 
([3]) فهو مجاز اذاً 
 
([4]) مما ذكره الشيخ والسيد الوالد 
 
([5]) إذ ذكر الشيخ الطوسي احتمالات خمسة ولم يشر إلى أن هناك رواية صحيحة تحدد المراد من تلك الاحتمالات، كما ان السيد الوالد استفاد الانصراف، اذ لم يلاحظ هذه الرواية التي تفيد عدم الانصراف فلاحظ 
 
([6]) سورة الصف آية 2-3.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 11 ربيع الاول 1435هـ  ||  القرّاء : 3734



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net