||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 369- (هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (18) التفسير الاجتماعي النهضوي للقرآن الكريم

 259- فقه الغايات والمآلات وهندسة القيادة الاسلامية لإتجاهات الغنى والفقر

 91- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-4 مسؤولية الدولة تجاه الناس ومؤسسات المجتمع المدني والمسؤولين

 127- من فقه الآيات في قوله: (لا تحنث) في قوله تعالى: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب

 كتاب لماذا لا تستجاب أدعية بعض الناس؟

 51- (فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا) -يوم التاسع من ربيع الأول يوم عيد أهل البيت عليهم السلام ويوم عيد للبشرية أجمع - ملامح من عصر ظهور الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف

 289- قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه ِ(5) تأثير الشاكلة الشخصية في عملية الاجتهاد والفهم والتفكير

 185- ( وأمضى لكل يوم عمله... ) حقيقة ( الزمن ) وتحديد الاولويات حسب العوائد

 231- خصائص الامة في الامة: العالمية ، الكفاءة ، الكفاية ، التخصص ، التماسك ، والاخلاق

 216- مباحث الاصول: الفوائد الأصولية (الدليل العقلي) (9)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23712860

  • التاريخ : 29/03/2024 - 15:46

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 169- تتمة الصورة الثالثة وهل المقياس في صدق العناوين العلة المحدثة او المبقية ؟ التحقيق ابتناء على ثلاثة عناوين 1ـ كذب الحكاية او الحاكي؟ 2ـ ظهور النية او الفعل 3ـ مطابقة القول للمعتقد او للواقع ؟ ــ كلام آخر للشيخ وتقييده اطلاق الرواية؟ .

169- تتمة الصورة الثالثة وهل المقياس في صدق العناوين العلة المحدثة او المبقية ؟ التحقيق ابتناء على ثلاثة عناوين 1ـ كذب الحكاية او الحاكي؟ 2ـ ظهور النية او الفعل 3ـ مطابقة القول للمعتقد او للواقع ؟ ــ كلام آخر للشيخ وتقييده اطلاق الرواية؟
الاحد 10 ربيع الاول 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, 
 
وصلنا في مبحث الكذب إلى المسالة الثالثة وهي الكذب في الوعد , وقلنا إن خلف الوعد أمر والكذب في الوعد أمر آخر , وكلامنا في الثاني لا الأول. 
 
هل يجوز جعل الوعد مخالفاً للواقع ؟ 
 
وقد مرت بنا صور عديدة ووصلنا إلى الصورة الثالثة منها , وهذه الصورة هي صورة دقيقة تحتاج إلى تأمل كيما يتبين الحكم فيها وهي: أن يقلب الإنسان ما لم يكن كذبا إلى كذب فهل هو حرام أو لا ؟ كما لو قال : سأكرمك غدا وكان عازما على ذلك من بدايته ، جاداً وصادقاً في عزمه, ثم حدث له بعد ذلك البداء فلم يكرمه, فهل هذا جائز أو لا ؟ كما نقلنا عبارة الشيخ في المكاسب حول ذلك , هذا ما مضى . 
 
تعليقنا على كلام الشيخ : نقطتان مهمتان 
 
النقطة الأولى : ما ذكره الشيخ هو بحث سيال ذو فائدة مهمة 
 
أما النقطة الأولى فهي فائدة هامة وهي : إن هذا المبحث الذي طرحه الشيخ هو بحث سيال جدا , وليس على ما هو في ظاهره من انه خاص بالكذب بل اعم وأوسع من ذلك , ونذكر بعض الموارد والتطبيقات على ذلك : 
 
أمثلة أربعة تماثل ما ذكره الشيخ : 
 
المثال الأول : انقلاب الهدية إلى رشوة 
 
أما المثال الأول فهو: لو ان شخصا دفع مالا لشخص بقصد الهدية كما لو كان جارا له وولد له ولد فأعطاه هذه الهدية , ثم بعد ذلك غيّر نيته فقال له : إني دفعت ذلك المال لا على نحو الهدية, بل من اجل تمشية معاملة ما فهل ينقلب عنوان الهدية في الماضي إلى رشوة ؟ المحتملات ثلاثة : 1ـ ان الإعطاء كان في ظرفه حلالاً وجائزاً ثم ينقلب حراماً ؟ 2ــ او انه يكشف عن وقوعه رشوة ؟ 3ــ او لا هذا ولا ذاك ؟ 
 
المثال الثاني : انقلاب الامانة الى سرقة وخيانة 
 
المثال الثاني : انه لو اخذ مالا من صاحبه من بيته او غيره بإذنه ناوياً ان يرده اليه فيما بعد فهو أمين لكنه لو تغير رأيه بعد ذلك وعزم على عدم إعادة المال , فهل انقلبت اليد الأمينة إلى يد عاديّة وكان الفعل حراما وسرقة منذ وقوعه او انه يتحول الى سرقة ؟ في الوقت الذي فكر وعزم على عدم اخذ المال ؟ او ماذا ؟ 
 
المثال الثالث : عمل أصحاب السبت 
 
المثال الثالث : لو أن شخصا صنع ما صنع أصحاب السبت بان جعل حظيرة بالطريقة المعروفة قبل يوم السبت[1], إلا أن ذلك لا بنية ان يحجز السمك يوم السبت ومعه فهو فعل محرما ؟ , فلو بدا له في سبته الصيد فهل انقلب فعله الماضي حراماً؟ فعله حرام او لا ؟ 
 
المثال الرابع : الحمامي وأجرة الغُسل لو عدل بنيته 
 
وهذه مسألة طرحها العلماء وهي : لو أن شخصا ذهب الى الحمامي ونوى منذ البداية ان لا يدفع له المال فأغتسل غسلا واجبا فغسله باطل وحرام[2], ولكن لو كان ناويا بدوا ان يدفع له المال فاغتسل ثم بعد انتهاء الغسل بدا له أن لا يدفع فهل غسله باطل او لا ؟ 
 
وعليه : فان البحث الذي طرحه الشيخ هو بحث سيال ومهم وما ذكره ليس حالةً جزئية , بل هو مسألة كلية ذات تطبيقات حيوية متعددة 
 
تأطير البحث بتعبير دقيق 
 
ونستطيع أن نؤطر البحث بتعبير دقيق وهو : 
 
هل إن الملاك في صدق العناوين هو العلة المحدثة فقط؟ او العلة المبقية كذلك ؟ فان الشيء لو كان على حال بنحو العلة المحدثة ثم أصبح بحال آخر بنحو العلة المبقية , فأيهما ملاك صدق العنوان ؟ 
 
النقطة الثانية : التحقيق التفصيل حسب مباحث ومحاور ثلاثة 
 
واما النقطة الثانية وفي مقام الجواب والتحقيق نقول : إن الحق هو التفصيل حسب اطرْ ثلاثة : 
 
العنوان الأول : ظهور القصد وظهور الفعل 
 
وقد ذكرنا هذا العنوان سابقا بتفصيل وهو : ان القضايا المختلفة لا تساق بعصا واحدة ,وإنما ينبغي ان تلحظ الضوابط التي ذكرناها , ومنها مدى ظهور القصد ودرجة ظهور الفعل , وقد سبق أن القصد[3] أحيانا يكون أقوى من ظهور الفعل فيكون المدار على القصد , وأحيانا أخرى يكون الفعل أقوى ظهوراً من ظهور القصد فيكون المدار والملاك للفعل[4] , وقد فصلنا ذلك فلا نطيل . 
 
العنوان الثاني : كذب الحاكي و كذب الحكاية 
 
وذلك أيضا فصلناه : من أن الكذب على قسمين :كذب الحاكي وكذب الحكاية ,فلو كان المقياس هو كذب الحاكي فالشخص في ظرفه لم يكن كاذبا وان تغير رأيه فيما بعد في الأمثلة التي سقناها , وأما اذا كان المقياس هو كذب الحكاية, فانه متحقق على كل حال ؛ لان كذب الحكاية هو أمر ثبوتي ولا ربط له بالفاعل وقصده , وحيث ان الشخص قد فعل ما سبب عدم مطابقة الخبر للواقع في ظرفه فقد كشف عن كذب الحكاية في ظرفه. 
 
العنوان الثالث : هل المدار في صدق الخبر او كذبه هو مطابقة القول للواقع او للاعتقاد ؟ 
 
وهذا العنوان ذكره القوم في مباحث البلاغة , و الحكم في بحثنا مبني عليه , وقد غفل عنه بعض القوم في تحقيق حكم هذه الصورة من الكذب كما يبدو، وهو : 
 
انه لابد من بيان تعريف الخبر الصادق وهل انه المطابق للواقع او للمعتقد ؟ فإننا لو قلنا ان مدار صدق القول او كذبه - وكذا الفعل الحاكي - هو المطابقة للواقع, فان ما ذكرناه في أمثلتنا لم يكن مطابقة للواقع وان لم يعلم به في ظرفه , وعليه فهو كذب , ولا يضرّ به اننا عالم الإثبات لم نكن نعرف انه كذلك , 
 
وأما لو كان الرأي في مدار الصدق والكذب انه الاعتقاد والنية فهنا سيكون الحكم بعدم كونه كاذباً صحيحاً ؛ ذلك ان القول قد طابق المعتقد , ففي مثالنا إن الشخص الذي قال سأكرم ذلك غدا قد قالها وهو عازم على إكرامه ثم بدا له ان يغيِّر رأيه فلم يطابق . 
 
إذن : لدينا ثلاثة مقاييس وملاحظتها معا تفيدنا ناتج التحقيق والمحصلة النهائية 
 
بقية كلام الشيخ : 
 
ثم يذكر الشيخ ( .. والكذب بهذا المعنى ليس محرما على المشهور ).. ويبدو ان الشيخ قد بنى على ذلك وان أوكله إلى المشهور , ثم يبين الشيخ بعد ذلك ان بعض الأخبار تدل على حرمة الكذب بنحو العلة المبقية[5] . 
 
بعض الروايات الدالة على الحرمة بنحو العلة المبقية: 
 
واحدى هذه الروايات هي خبر هشام بن سالم عنه ( عليه السلام ) حيث يقول : " عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له , فمن أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض " , والرواية مطلقة ولسانها ظاهر في الحرمة ، وسيأتي الكلام عنها بإذن الله تعالى 
 
تتمة كلام الشيخ : 
 
وقد بدأ الشيخ بنقل رواية أخرى وهي ( لا يعدن أحدكم صبيه ثم لا يفي به ) 
 
ثم ان الشيخ فسّر هذه الرواية بالمعنى الأضيق حيث يقول انه لابد أن يراد بها النهي عن الوعد مع إضمار عدم الوفاء- إلا أن الرواية كما هو واضح مطلقة من هذه الجهة , وعلى حسب تقييد الشيخ فانه لو وعد واضمر الوفاء ثم بدا غير ذلك فلا باس وسيأتي تمامه وتحقيقه بإذن الله 
 
وللكلام تتمة 
 
وصلى الله على محمد وال محمد 
 
 
 
 
[1] - اذ كانوا يصنعون حواجز منخفضة داخل البحر قرب الساحل ثم انه مع المدّ تأتي الأسماك ثم في وقت الجزْر ينحسر فيبقى السمك داخل الحظيرة والحاجز فيصطاد السمك 
 
[2] - قال في العروة ( م 16 ) اذا كان من قصده عدم اعطاء الاجرة للحمامي فغسله باطل وكذا اذا كان بناؤه على النسيئة من غير احراز رضا الحمامي بذلك وان استرضاه بعد الغسل ) وقد تأمل البعض في كلامه فراجع 
 
[3] - أي القصد المبرز 
 
[4] -كما مثلنا في الركوع للحاكم وهكذا 
 
[5] - وبتعبير آخر هل الحرام صدور الكذب ام إيجاد الكذب فان صدوره حرام كما هو واضح والكلام في إيجاده

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 10 ربيع الاول 1435هـ  ||  القرّاء : 3714



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net