||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 70- (إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) -4 نقد الهرمنيوطيقا ونسبية المعرفة هل المعرفة ظنية فقط؟- (إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) -4 نقد الهرمنيوطيقا ونسبية المعرفة هل المعرفة ظنية فقط؟

 320- فائدة لغوية: الاحتمالات في معنى (قول الزور)

 4- فائدة ادبية صرفية: صيغ المبالغة قد تورد لافادة الشدة دون الكثرة

 337- من فقه الحديث: وجوه لاعتبار روايات الكافي

 142- من فقه الحديث: محتملات معنى الحقيقة في قوله(عليه السلام): ((إنّ لكل حقٍ حقيقةً))

 208- مباحث الاصول -الفوائد الأصولية (الدليل العقلي) (1)

 264- مباحث الأصول: بحث الحجج (حجية الظنون) (1)

 196- ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) ـ7 الابتلاء في الموقف الشرعي من الاديان والابدان ومع السلطان

 حجية مراسيل الثقات المعتمدة - الصدوق و الطوسي نموذجاً -

 404- فائدة فقهية: استفادة جواز تصرفات الصبي بإذن الولي من تقييد الروايات



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23711028

  • التاريخ : 29/03/2024 - 12:58

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 155- الإشكال الصغروي والكبروي على اشتراط القصد في الصدق والكذب رابعاً : ليس الكذب هزلاً عرفاً بكذب ، ووجهه وتقسيم الكذب إلى كذب الحاكي وكذب الحكاية .

155- الإشكال الصغروي والكبروي على اشتراط القصد في الصدق والكذب رابعاً : ليس الكذب هزلاً عرفاً بكذب ، ووجهه وتقسيم الكذب إلى كذب الحاكي وكذب الحكاية
الاحد 27 محرم 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
تلخيص لما سبق لإيضاح ربط النتائج بالمباحث المتقدمة: 
 
ذكرنا ان الكذب مزاحا او هزلا او استهزاءا قد وقع مورد بحث بين الأعلام وانه هل هو جائز او محرم؟ وبينا وجوها ثلاثا لإخراج الكذب هزلا او مزاحا او استهزاءا عن دائرة الكذب موضوعا وحقيقة؛ وان هذه التسمية هي من باب المجاز فلا تشمله الأدلة تخصصا، وكان ثاني الأدلة هو إن القصد معتبر في ثبوت وتحقق ملاك الكذب والصدق، وأما ثالث الأدلة فهو إن الكذب هزلا إنشاء وليس بكذب حقيقة، والإنشاء قسيم للخبر والذي هو المقسم للصدق والكذب 
 
ثم وصلنا إلى التحقيق حول القضية وقلنا ان في كل قضية توجد مجموعة أمور: 
 
الأمر الأول: هو الدلالة بأقسامها من طبعية ووضعية([1]) 
 
الأمر الثاني: فهو الإرادة 
 
أما الإرادة فقد ذكرنا انه توجد إرادات متعددة: إرادة إيجاد المعنى بأركانه الثلاث موضوعا ومحمولا ونسبةً في ذهن السامع، وإرادة إيجاد التصديق بالنسبة الخبرية في ذهنه وصقع النفس، وكذلك إرادة إيجاد تصديقه بتصديق المخبر بالنسبة الحكمية. 
 
الأمر الثالث: هو الحكاية فانه في الخبر توجد جهة الحكاية, والحال نفسه في الإنشاء إلا إن المصب في الخبر هو الحاكي وليس كذلك في الإنشاء وإنما في الإنشاء الحكاية هي لازم المصب او ملزوم له وما ابتنى عليه 
 
وذكرنا كذلك ان الكذب هزلا - كقول احدهم للآخر (أنت بطل ضرغام وأسد آجام) أو (أنت ذكي وعبقري) - فان الحكاية موجودة أيضا, بل توجد حكايتان متعاكستان: الأولى ظاهرية والثانية واقعية، ففي المثال الأول اللفظ بظاهره يحكي بطولة الشخص ولكنه بباطنه وواقعه – مع القرينة – ينفي البطولة عنه وهنا مكمن اللطافة البلاغية 
 
دفع الإشكال الثاني السابق: - صغرى وكبرى - 
 
ذكرنا في الإشكال الثاني السابق أن القصد له مدخلية في صدق الكذب ولكن ما ذكر مندفع صغرى وكبرى 
 
المناقشة الصغروية: القصد موجود عند الهازل 
 
أما صغرى دفع ما ذكر في الإشكال الثاني ففيه ان القصد موجود، ففي الإشكال الثاني كان المآل انه لا قصد في قوله (انت بطل) وانه كتمثيل المعلم ولكن نقول: 
 
ان هناك قصدين متعارضين: قصداً ظاهريا وقصداً واقعياً، فقصد الحكاية متحقق، وبهذا يختلف عن الكذب الجاد إذ فيه يقصد المتكلم الحكاية الواقعية ويعمل على اقحامها في ذهن الطرف الآخر وأما في الكاذب الهازل فانه يقصد الحكاية الظاهرية بحسب ظاهر كلامه وفي نفس الوقت يقصد نفي ذلك بحسب استهزائه بالطرف الآخر 
 
اذن: محصل ما ذكر هنا ان القصد موجود فلم ينتف ركن الحكاية ومقومها – حتى على فرض قبول مقوميته - 
 
الإشكال الكبروي: القصد لا يشترط في (كذب الحكاية)([2]) 
 
وأما الإشكال كبرويا فهو: 
 
سلمنا ان القصد ليس بموجود ولكن نقول انه ليس بمشترط بالجملة وان قيل بانه يشترط في الجملة أي انه ليس شرطاً إلا في إحدى صورتين. توضيح ذلك: هاهنا اطلاقان للكذب([3]) وهما مختلفان: الأول هو كذب الحاكي، والثاني هو كذب الحكاية وهذان نوعان مختلفان. 
 
وبتعبير آخر: الحكاية تارة يقصد بها (حكاية اللفظ) وتارة أخرى يقصد بها (حكاية اللافظ)([4]) والفرق بينهما كبير، هذا من جهة الموضوع، واما من جهة الحكم والمحمول فان الإمام (عليه السلام) عندما يقول (اتقوا الكذب) فعن أي كذب يتكلم؟ فهل النهي عن كذب الحكاية او كذب الحاكي؟ ويوضحه ان النائم لو تكلم بكلام غير مطابق للواقع فهو ليس بحاك فلا يصح ان ينسب إليه الكذب؛ إذ لا قصد لديه، أي لا قصد له للحكاية فلا توجد (حكاية اللافظ) ولا يوجد بتبعها (كذب الحاكي) بل الموجود (حكاية اللفظ) وبتبعها (كذب اللفظ) فقط، وكذلك المعلم فهو عندما يقول (زيد قائم) فانه لا يقصد الحكاية عن الواقع نعم لو قصد ذلك لكانت الإفادة من جهتين كما بيناه سابقاً, وكذا الحال في الغالط فيما غلط فيه. 
 
وبعبارة أخرى: تارة يلاحظ الكذب منسوبا لفاعله ولقائله أي مسندا الى لافظه كالنائم والغالط والمعلم فلا كذب هنا، إذ هذا اللافظ ليس حاكيا في مقامه، 
 
ولكن تارة أخرى يلاحظ اللفظ بما هو هو ومع قطع النظر عن لافظه وهنا يصح ان نصفه بالصدق او الكذب, أي انه مع قطع النظر عن حالات اللافظ المختلفة لو طرق ذهن شخص جملة (زيد في المدرسة) من غير معرفته باللافظ وحالاته أو مع قطع النظر عنها فانه لو كانت هذه الجملة الخبرية غير مطابقة للواقع فهي كذب. 
 
بعبارة ثالثة: تارة يوصف الخبر بانه يحكي وأخرى يوصف المخبر بانه حاكي 
 
وموجز القول: انه وفي ردنا على الاشكال الثاني قلنا – صغرى- انه في الكاذب الهازل القصد – قصد الحكاية - موجود في كلامه 
 
وفي الكبرى نقول: إن القصد ان كان دخيلا فهو دخيل في كذب الحاكي لا في كذب الحكاية فما قطع فيه النظر عن الحاكي بالجملة ومطلقا فانه لا مدخلية للقصد عندئذ فيه أي في هذا الصنف من الكذب، أي كذب الحكاية. 
 
ثم ان من ذلك كله يظهر حال دعوى الإنشاء في مثل (انت بطل) وانها لو صحت فانها تصح بلحاظ الفاعل – أي المنشئ – لا بلحاظ الفعل – أي المنشأ وهو نفس هذه الجملة بما هي هي - فتدبر 
 
الوجه الرابع: المدار هو العرف في صدق الكذب على الهزلي لا التدقيقات العقلية 
 
وأما الوجه الرابع للاستشكال على دعوى حرمة الكذب هزلا استنادا الى الروايات فهو: 
 
انه وان فرض انه تم ما ذكر من كل هذه التحقيقات والتشقيقات ولكن كل ذلك ليس بعرفي إذ ما ذكر كلها أمور دقية يحتاج حتى أهل الخبرة من الفضلاء فيها الى تجشم عناء وفكر لتصوره على حقيقته، وألفاظ الشرع([5]) انما او كلت الى العرف، هذا كبرى . 
 
وأما الصغرى فان الكذب هزلا عرفا لا يسمى كذبا؛ فان احدهم لو استهزأ بالآخر قائلا له أنت بطل ضرغام فهو ليس بكذب عرفا وان كان كذبا دقة 
 
تأكيد الإشكال: المدار على الظهور الثانوي والمراد الجدي 
 
ومما يؤكد الإشكال: 
 
انه وان صحّ بالدقة ان هناك حكايتين وظهورين إلا ان الظهور الأولي قد اعرض عنه عرفا ومعه فلا يكون هو محط الوصف بالصدق والكذب، بل المحط والمصب هو الظهور المستقر والكاذب هزلا صادق([6]) فيه فليس بحرام هزله وان كان ظاهره غير مطابق([7]) يوضح ذلك: انه لو قال شخص (رأيت أسدا يرمي) فالظهور الأولي وان كان للحيوان المفترس لكنه ليس بظهور مستقر واما الظهور الثانوي في الرجل الشجاع فهو المستقر فببركة القرينة المتصلة قد اعرض عن الأولي الى الثانوي([8])، بل حتى في القرينة المنفصلة لان المحط([9]) هو الإرادة الجدية لا الإرادة الاستعمالية. وللكلام تتمة 
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
([1]) والدلالة العقلية والطبعية مندرجتان تحت ما أسميناه بالطبعية وقصدنا منها ما اقتضاه طبع اللفظ لا ما اقتضاه طبع الإنسان. 
 
([2]) بل في (كذب الحاكي) فقط. 
 
([3]) وهذا البحث جدير بالتأمل وهو كلام دقيق ينفع في تحليل الإشكال الثالث بل وتحليل البحث كله بما في ذلك الإشكال الرابع والخامس الآتيان 
 
([4]) الإضافة للفاعل وليست للمفعول. 
 
([5]) أي التي أخذت موضوعاً لأحكامه. 
 
([6]) أي لو فرض كذلك وان الطرف لم يكن بطلاً. 
 
([7]) إذ الفرض انه قال له انت بطل ضرغام. 
 
([8]) بل لم ينعقد الظهور الأولي. 
 
([9]) أي محط الصدق والكذب.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 27 محرم 1435هـ  ||  القرّاء : 3579



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net