||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 440- فائدة فقهية: في القول الشائع: (المأخوذ حياءً كالمأخوذ غصباً) فهل هو كذلك؟

 Reviewing Hermeneutic. Relativity of Truth, Knowledge & Texts – Part 3

 459- فائدة أصولية: تأثير الظن في داخل دائرة العلم الإجمالي

 93- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-6 من مهام مؤسسات المجتمع المدني: ج- أن تكون الموازي الإستراتيجي للدولة

 387- فائدة تفسيرية: وجوب الإحسان في القرآن

 412- فائدة قرآنية: سبق بعض القسم في الآيات الكريمة بأداة النفي

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (4)

 118- فائدة بلاغية اصولية: دلالة التنبيه وموارد استعمالها في الروايات

 232- مباحث الاصول: (مقدمة الواجب) (4)

  147- (الورع عن محارم الله) و (محاسن الاخلاق) من اعظم حقوق الامام صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23953518

  • التاريخ : 18/04/2024 - 19:35

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 149- المسائل : 1ـ المزاح والهزل إذا كان مؤذياً فمحرم وان كان مغرياً بالجهل فالضمان على تفصيل 2ـ العناوين الأربعة : المزاح والهزل واللطيفة والسخرية ، وأمثلتها ، وحكمها 3ـ الإنشاء لو استلزم الإخبار فيلحقه حكمه ، وكلام كاشف الغطاء .

149- المسائل : 1ـ المزاح والهزل إذا كان مؤذياً فمحرم وان كان مغرياً بالجهل فالضمان على تفصيل 2ـ العناوين الأربعة : المزاح والهزل واللطيفة والسخرية ، وأمثلتها ، وحكمها 3ـ الإنشاء لو استلزم الإخبار فيلحقه حكمه ، وكلام كاشف الغطاء
الثلاثاء 23 ذو الحجة 1434هـ



بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 

 

كان الحديث حول الكذب مزاحا وانه محرم او لا؟ وذكرنا أربعة أقوال في المسألة ومهّدنا بمقدمات لذلك، ونشرع الآن في ذكر مسائل هذا العنوان: 

 

المسألة الأولى: الكذب مزاحا او هزلا لو تضمن او استلزم الإغراء او الإيذاء فهو حرام 

 

أما المسألة الأولى فهي إن الكذب مزاحا او هزلا([1]) لو كان يتضمن الإغراء بالجهل او يستلزمه او كان يتضمن الإيذاء او يستلزمه فهو حرام([2])، وهذه مسألة واضحة ولكن الكلام هنا في عنوان خارجي عن صلب وجوهر المسألة المبحوثة وان كان لابد من طرحه، فان الكذب المزاحي لو تضمن الإيذاء فهو حرام وان قلنا ان الكذب المزاحي بحد ذاته جائز 

 

إذن: المزاح الثقيل المزعج والمؤذي للغير حرام، هذا أولا، وكذلك المزاح الذي يكون إغراءا بالجهل فانه حرام مطلقاً أو في خصوص ما لو أوجب الضرر وشبهه، كأن يقول تاجر لتاجر آخر إن الأسعار لبضاعة معينة سوف ترتفع عالماً بعكس ذلك عامداً فيشتري التاجر الثاني بضاعة كثيرة ثم تنخفض الأسعار بقوة بعد ذلك فان هذا يعد إغراءا من الأول للثاني بالجهل([3]) وعلى أي فان هذا الكذب لو صاغه بصيغة مزاحٍ فان حكمه ما ذكر. 

 

المسألة الثانية: العناوين أربعة المزاح، الهزل، السخرية، اللطيفة 

 

وأما المسألة الثانية وقد اشرنا إليها والى بعض عناوينها ونكملها الآن فنقول: لدينا في المقام عناوين أربعة وهي: 

 

المزاح، الهزل، السخرية او الاستهزاء، و رابعها اللطيفة 

 

ولابد من التفكيك بينها في البحث حتى نصل إلى المستظهر والمراد([4])، وهنا نقول ان النسبة بين المزاح والهزل هي إما العموم والخصوص من وجه وهو المستظهر في المقام، و لو لم نقبل بهذا الاستظهار فهي العموم والخصوص المطلق، اما مادة افتراق الهزل وهو العبث المطلق عن المزاح فواضحة فان المزاح قد تكون له غاية عقلائية ومنفعة كالمزاح لإدخال السرور لقلب المؤمن([5]) 

 

فمثلا: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهدى لإحدى زوجاته ثوبا واسعا ثم قال لها: "ألبسيه واحمدي الله وجري منه ذيلا كذيل العروس"، فهذا مزاح وليس بهزل([6]) 

 

وأما مادة افتراق الهزل عن المزاح فهو كما في التمثيلات الهزلية من القول او الفعل - والبحث في المقام هو أعم من القول والإشارة والكتابة والفعل وغير ذلك فان الصدق والكذب لا يختصان بالوجود اللفظي فقط, بل يشملان الوجود الكتب والاشاري وغيرها، وهذه الوجودات الاثباتية يصدق عليها الصدق والكذب وهي في قبال الوجود العيني - والتمثيلية الهزلية لا يقال لها تمثيلية مزاحية، هذه هي مادة الافتراق من جهة الهزل ويمكن تصوير ذلك بأمثلة عديدة أخرى 

 

والخلاصة: ان المستظهر هو ان النسبة بين المزاح والهزل هي من وجه وإلا فعموم وخصوص مطلق والأعم هو المزاح 

 

ثمرة وفائدة التفكيك: تحديد مصب المنع في الروايات 

 

وتظهر فائدة وثمرة التفكيك بين العناوين السابقة وذلك دفعاً للخلط الذي حصل للبعض من الأعلام، وأما الشيخ الأنصاري فكان دقيقا في المقام ولم يقع في ذلك الخلط، فإننا لو راجعنا الروايات التي نقلها الشيخ في المكاسب لوجدنا أن عنوان الهزل هو الموجود فيها دون المزاح, ولذا فالشيخ الأنصاري قد تقيد في بحثه بهذه الكلمة 

 

وعليه: لو ثبت بتلك الروايات ان الهزل حرام – وهذا نسبته مع المزاح من وجه على احتمال او اخص مطلقا على احتمال آخر – فان الحرمة لا تسري إلى المزاح، وهذا كله بناء على القول بان الروايات التي ذكرها الشيخ في المكاسب دالة على حرمة الهزل، ومن الروايات التي تذكر كلمة ( الهزل ) مرسلة سيف بن عميرة عن أبي جعفر (عليه السلام): " كان يقول علي بن الحسين (عليه السلام) لولده ( اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في كل جدّ وهزل)، 

 

وأما الرواية الثانية فهي عن عن الحارث الأعور عن علي (عليه السلام): " لا يصلح من الكذب جد وهزل " 

 

وأما الرواية الثالثة فهي عن الخصال بسنده عن رسول (صلى الله عليه وآله وسلم): " قال: أنا زعيم بيت في أعلى الجنة ...... لمن ترك ألمراء وان كان محقا ولمن ترك الكذب وان كان هازلا "، وهنا نجد ان هذه الروايات تتحدث حول عنوان( الهزل ) ومعه لو ثبتت هذه الروايات اعتبارا وسندا من جهة، ومن جهة أخرى لم تكن محمولة على الكراهة, فعندئذ سيقتصر التحريم على العنوان الذي ذكر في الرواية لا أكثر حيث لا مناط قطعي لتنقيحه لتسري الحرمة إلى المزاح. 

 

وأما بالنسبة إلى السخرية فان مناط تحريمة هو أمر آخر وهو اهانة المؤمن وعليه فالكلام داخل في باب اخر، نعم يمكن ان يقال ان رواية أبي ذر تنطبق على المزاح أيضا وهي: " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له ويل له " لكن هذه الرواية فيها كلام يترك لوقت اخر. فتأمل 

 

كلام صاحب التبيان ومجمع البيان 

 

وكي نؤكد الفرق بين الهزل والمزاح فإننا نستشهد بكلام الشيخ الطوسي في تبيانه وتبعه الشيخ الطبرسي في مجمع البيان حيث يقول: 

 

(الجدّ خلاف الهزل لانقطاعه عن السخف) انتهى 

 

فان ظاهره انه أخذ في مفهوم الهزل السخف، هذا إضافة الى ما قلناه من انه عبثي ولا غاية له، وأما المزاح فليس كل ما كان مزاحا فهو سخيف بخلافه في الهزل فان كل هزل سخيف ولذا لا يصدر الأخير من النبي او الإمام (عليه السلام) 

 

أمثلة تطبيقية للمزاح والهزل و.. 

 

وقبل ان ندخل في المسألة الثالثة نذكر بعض التطبيقات تنويعا للبحث وتطبيقا للكبريات على صغرياتها 

 

امثلة تطبيقية: 

 

المثال الأول: 

 

أما المثال الأول فهو ما نقله في بحار الأنوار عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث انه (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى جملا عليه حنطة فقال: تمشي الهريسة) والظاهر ان كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا هو لطيفة وليس بمزاح كما انه من الواضح انه ليس بسخرية او هزل إذ لا يصدران منه البتة، وهنا نقول لو رأى شخص الشعير على البعير وقال تمشي الهريسة فهل هذا الكذب في اللطيفة جائز او لا؟ 

 

المثال الثاني: 

 

وآما المثال الثاني فهي الرواية السابقة وهي إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لإحدى زوجاته عندما أهداها ثوبا واسعا وقد تدلت بعض أطرافه" البسيه واحمدي الله وجري منه ذيلا كذيل العروس "، وموطن الشاهد ان الشخص لو أعطى لزوجته ثوبا قصيرا ثم مازحها وقال ما قاله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهل يعد ذلك حراما او لا؟ 

 

المثال الثالث: 

 

رأى النبي صهيبا يأكل تمرا فقال له: أتأكل التمر وعينك رمدة؟! – فان التمر يؤذي صاحب الرمد – فقال صهيب: يا رسول الله إني امضغه من هذا الجانب وتشتكي عيني من هذا الجانب " 

 

والدلالة الالتزامية لكلامه ان التمر لا يضرني، وهذا وإن كان مزاحاً ولكن ملزومه أو لازمه الكذب فهل هذا حرام؟ 

 

وهذه الرواية لو كان سندها صحيحا ومعتبرا فإنها تصلح دليلا على مسلك القائلين بان الكذب المزاحي ليس حراما وذلك نظرا لتقرير النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بتخريج أول او قد يخرج – في المقابل – بان صهيبا لم يقصد اللازم من كلامه وإنما قصد اللفظ بما هو هو دون لازمه أي المرآة لا المرئي بها. 

 

المثال الرابع: 

 

هو ا ن ابا هريرة قد سرق نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورهنه بتمر وجلس بحذاء رسول الله يأكل التمر فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا هريرة ما تأكل؟ فقال آكل نعل رسول الله، فهل هذا الكلام حرام او لا؟ - مع قطع النظر عن حرمة السرقة وحرمة إيذاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) -. 

 

المثال الخامس: 

 

رأى نعيمان مع إعرابي عكة عسل فاشتراها منه وجاء بها إلى بيت عائشة في يومها فقال نعيمان: خذوها – وهذا إنشاء يتضمن إخبارا منه ان عكة العسل ملك له – فتوهم النبي – ظاهرا – انه أهداها له ومرّ نعيمان وبقي الإعرابي الى جانب الباب فقال: يا هؤلاء ردوها إلي لم تحضر قيمتها - حيث توهم الاعرابي ان صاحب الدار سيدفع الثمن - فعلم رسول الله ذلك فوزن له الثمن وقال لنعيمان لماذا فعلت ذلك؟ ؟ فقال: رأيت رسول الله يحب العسل ورأيت الاعرابي معه العكة، فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)([7]) 

 

ولو صحت هذه الرواية سندا أو بقاعدة التسامح بأدلة السنن([8]) فإنها تصلح كدليل من الأدلة على احد طرفي الكلام وهي ان الكذب في الانشائيات جائز([9]). 

 

المسألة الثالثة: الكذب والصدق يطلق على لازم الانشاء 

 

إن الإنشاء لو استلزم اخباراً فانه لا شك في اطلاق الصدق او الكذب بلحاظ لازمه فيجري البحث السابق من كون الكذب الانشائي لو كان مزاحا فهل هو جائز او لا؟ 

 

وقد ذكرنا ان الوالد قد قال ان الكذب يجري في الإنشاء بلحاظ لازمه كما يجري في الإخبار بخلاف ما فصّله السيد الخوئي، 

 

كما ان الشيخ كاشف الغطاء في شرح القواعد ذهب إلى ذلك من جريان الكذب في الإنشاء بهذا الوجه ووجه ذلك واضح لان مصب الكذب والصدق هو الخبر وهو تارة يكون في الدلالة المطابقية وتارة في الدلالة الالتزامية، والإنشاء إذا كان لازمه الخبر يكون له حكمة بلحاظه. 

 

وعبارة كاشف الغطاء: 

 

( وهو - أي الكذب - وان كان من صفات الخبر يجري حكمه في الإنشاء المنبئ عنه مع قصد الافادة كمدح المذموم وذم الممدوح وتمني المكاره وترجي غير المتوقع وإيجاب غير الموجب وندب غير النادب ووعد غير العازم إلى غير ذلك مما يلزمه الاغراء بالجهل) انتهى 

 

ولدينا تأمل على ما ذكره من قيد في آخر كلامه وهو ( مما يلزمه الإغراء بالجهل ) فانه لا حاجة اليه إذ الكذب بنفسه عنوان مقبح محرم والإغراء بالجهل عنوان آخر. وللكلام تتمة وصلى الله على محمد واله الطاهرين 

 

 

([1]) والهزل بسكون الزاي ورد في القران الكريم (وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) 

 

([2]) مطلقا أو في الجملة 

 

([3]) والقاعدة المعروفة المغرور يرجع على من غره 

 

([4]) وسنذكر وجه ضرورة التفكيك 

 

([5]) وقد سبق ان النبي يمازح وهذه فضيلة ولكنه لا يهزل إذ هذه منقصة. 

 

([6]) وقد يعدّ لطيفة وهو أدون من المزاح فالرواية باحتمالين 

 

([7]) راجع هذه الروايات وغيرها في البحار ج12 ص294-297. 

 

([8]) فتأمل. 

 

([9]) على كلام مضى بعضه وسيأتي بعضه الآخر.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 23 ذو الحجة 1434هـ  ||  القرّاء : 4792



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net