||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 15- علم فقه اللغة الأصولي

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (3)

 39- التبليغ مقام الأنباء ومسؤولية الجميع

 126- دوائر مرجعية الفقهاء -1

 41- من فقه الحديث: المحتملات في قوله عليه السلام: (نَّا نُجِيبُ النَّاسَ عَلَى الزِّيَادَةِ وَ النُّقْصَان)

 186- تحديد الاولويات حسب العوائد والفوائد وقانون القلة الفاعلة والكثرة العادية

 181- مباحث الاصول: (المستقلات العقلية) (3)

 توبوا إلى الله

 239- فائدة روائية ـ ثلاثة محتملات لقوله صلى الله عليه وآله : (كل مولود يولد على الفطرة)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23955807

  • التاريخ : 19/04/2024 - 00:42

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 148- تحقيق حول الكذب والصدق ، والتفكيك بين الاخبار والخبر وان الخبر قد يكون كاذباً لكن المخبر لا يكون كاذباً ، والتفكيك بين النحوي والفلسفي .

148- تحقيق حول الكذب والصدق ، والتفكيك بين الاخبار والخبر وان الخبر قد يكون كاذباً لكن المخبر لا يكون كاذباً ، والتفكيك بين النحوي والفلسفي
الاثنين 22 ذو الحجة 1434هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
كان الكلام حول الكذب لو كان هزلا او مزاحا فهل هو حرام او لا؟ ذكرنا أن الأقوال في المسالة أربعة وبما اوضحناه، ثم بينا مجموعة من المقدمات – والتي بعضها هي مقاصد أيضا – لبيان مقتضى التحقيق في المسألة، ووصلنا إلى الأمر والمقدمة الثالثة وهي: 
 
هل أن هناك واسطة بين الصدق والكذب ؟وبين الإخبار والإنشاء او لا؟، وقد استظهرنا ان هناك واسطة([1]) بينهما، هذا ما مضى. 
 
قول المشهور في الصدق و الكذب: لا واسطة في البين 
 
ذهب المشهور إلى انه لا واسطة بين الصدق والكذب، ومن جملة من اعتمد ذلك السيد القمي في مباني المنهاج إذ نقل عن صاحب مجمع البحرين قوله: ان الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه، سواء العمد والخطأ؛ إذ لا واسطة بين الصدق والكذب على المشهور)، وهذا ما ارتضاه السيد القمي كذلك. 
 
الرأي المنصور: الواسطة موجودة بينهما 
 
وتعليقا على رأي المشهور في الصدق والكذب نقول: 
 
إن الواسطة موجودة بين الإنشاء والخبر وبين الصدق والكذب. توضيحه: أن ما يذكر في الكتب الأدبية من ان الكلام هو: إما خبر او إنشاء، هذه الجملة ليست دقيقة، بل هي خطأ، والتعبير الدقيق هو ان يقال: الكلام إما إخبار او إنشاء؛ وذلك لان الخبر لا يقع في قبال الإنشاء فيكون قسيما له، وإنما الإنشاء يقابله الإخبار – كما ذكرنا –([2]), والذي يقع في قبال الخبر هو النشوء(- او النشأة -) ويوضحه ملاحظة الفرق بين العِلم والإعلام فان العلم يشير الى الحالة والصفة الثبوتية القائمة بالإنسان، ولكن الإعلام هو الذي يصدر من الفاعل بالنسبة إلى الطرف الآخر كما هو مقتضى باب الافعال، إذ هناك بابان المجرد وهو العِلم وكذا الخبر والمزيد وهو الإعلام وكذا الأخبار والفرق بينهما جلي، 
 
وعليه: فان الذي في قبال الإنشاء والإيجاد هو الإخبار لا الخبر، والإخبار هو الحكاية عن معنى معين مع نسبته إلى فاعل ما، وأما الخبر فهو أمر يحكي عن واقع ولم يؤخذ فيه بما هو هو نسبته إلى الفاعل (أي المخبر). 
 
وبتعبير آخر: تارة نلاحظ حال الفاعل ونسبة الفعل له فنقول أخبرت إخبارا وانشأت إنشاءاً، ولكن تارة أخرى نلاحظ المنشأ والمخبر وهما: الخبر والنشوء([3]), 
 
إذن: الخبر لو لوحظ منسوبا إلى الفاعل فإخبار وإلا فخبر. 
 
التفكيك في مقام التعليم بين كذب الخبر وكذب الاخبار 
 
إن الإنسان المتكلم له مقامات واغراض متعددة يصيغ كلامه بمقتضاها, ومن ذلك: 
 
مقام التعليم للمعلم فانه عندما يقول لتلامذته: زيد عالم جملة اسمية، فهل يمكن ان نصف الأستاذ بانه كاذب فيما لو كان الواقع خلاف ذلك (بان لم يكن زيد عالماً)؟! والجواب كلا، والسرّ في ذلك ما ذكرناه من التفكيك بين الإخبار والخبر فانه قد يكون الخبر كاذبا ولكن الإخبار لا يكون كذلك، فالمعلم لو قال (زيد عالم جملة اسمية) فهنا حيث انفكت الإرادة الجدية عن الإرادة الاستعمالية فلا يصح وصفه بالكاذب؛ وذلك ان المعلم ليس بقاصدٍ الحكايةَ عن الواقع الخارجي وإنما نظره الى عالم الألفاظ واللفظ فحسب، أي ان نظرته إلى الجملة السابقة هي نظرة استقلالية لا آلية، 
 
ولكن نفس الخبر لو لاحظناه مجرداً عن نسبته للفاعل ونسبناه الى الواقع لقلنا ان هذا خبر كاذب وما ذلك إلا بسبب التفكيك في المقام فالمخبر ليس بكاذب؛ إذ لا إرادة جدية منه فلا يصح وصفه بأنه كاذب([4]) 
 
التفكيك في التورية 
 
ومن ذلك أيضاً: مقام التورية فانه لو سل احدهم ابنا لشخص عن أبيه – وهو مشغول بأمر مهم في البيت – فقال الولد: ان أبي ليس هنا، مورّياً بإشارته (هنا) الى مكان معين في البيت ليس فيه والده فعلا, فلا إشكال في ذلك بحسب المشهور والسر كما سبق التفكيك بين الإرادة الاستعمالية والجدية فالولد ليس بكاذب فانه بإرادته الجدية لم يقصد ما فهمه الزائر من خلال الإرادة الاستعمالية, فالإخبار صحيح وان كان الخبر – على حسب ما فهمه الزائر منه – كاذبا وسيأتي تحقيق هذا ومناقشته في بحث التورية. 
 
مدار الحرمة هو الإخبار لا الخبر: 
 
وتظهر الثمرة عند بيان نكتة مهمة وهي: ان المدار في الحرمة ليس على نفس الفعل؛ بل الحرمة تنصبُّ على ما نسب للفاعل من فعل لا على الفعل المجرد عن فاعله؛ اذ الفعل بما هو هو لا ينطبق عليه انه حلال او حرام، فان الحرمة تعني المنع والمنع ينصب على الفاعل لردعه عن الفعل ولا معنى للردع عن الفعل المجرد عن نسبته للفاعل 
 
ومن هنا يتبين أمر مهم في الفرق بين مصبّ المصلحة والمفسدة ومصبّ الحرمة والإيجاب مع ان المصلحة هي المنشأ للإيجاب والمفسدة هي المنشأ للحرمة؛ حيث ان المصلحة والمفسدة قائمة بنفس الفعل وبقطع النظر عن الفاعل اما الحرمة والايجاب فقائمان بالفعل منسوباً الى الفاعل. 
 
المنفصلة الحقيقية هي باللحاظ الفلسفي لاالبلاغي 
 
وهنا نترقى ونقول: بل الخبر أيضاً قد يكون كذباً بلحاظ غير كذب بلحاظ آخر. توضيحه: 
 
ان المخبر والخبر والواقع، هي ثلاثة أمور ومراتب، فالمخبر هو الشخص نفسه والخبر هو الفعل الصادر عنه ثم ان هذا الخبر يحكي عن الواقع الخارجي، وعليه فان لدينا ثلاثة عوالم: الثبوت والفعل والفاعل، 
 
وقد قلنا سابقا ان مدار الصدق والكذب يمكن ان يفكك فيه بين عالم الخبر والإخبار, وننتقل الآن إلى الخبر نفسه فنقول: 
 
ان الخبر تارة يلاحظ بالمعنى الاصطلاحي البلاغي فانه أيضا يمكن ان لا يكون كاذبا او صادقا، ولكنه من الناحية الفلسفية فان الخبر اما ان يكون صادقا او كاذبا، وهذا هو مورد المنفصلة الحقيقية 
 
فعندما يقول المعلم: (زيد عالم جملة اسمية) فهي جملة خبرية نحوياً وبلاغياً مع انها لا يحكى بها عن شيء واقعا ولكنها بالمعنى الفلسفي هي خبرية حاكية عن واقع فاما صادقة او كاذبة. 
 
وعليه: فالمنفصلة الحقيقية ليست في عالم الإخبار والمخبر بل وليست حتى في عالم الخبر الاصطلاحي نحويا او بلاغيا، وإنما بحسب المعنى الفلسفي. فتدبر 
 
النقطةالرابعة:([5]) تعريف الانشاء والإشكال عليه 
 
وأما المقدمة الرابعة ففيها نتساءل عن معنى الإنشاء ما هو؟ 
 
والجواب: الانشاء هو إيجاد اعتبارٍ في عالمه – على المنصور المشهور – وهذا قول أول، وأما القول الآخر فهو ما ارتضاه السيد الخوئي حيث قال عنه: هو اعتبارٌ مبرَز، 
 
ولكن وعلى كلا القولين نقول: ان الإنشاء ليس هو مجرد إيجاد معنى للفظ، فان ذلك متحقق في الاخبار والانشاء على حد سواء، بل الفرق هو إيجاد الاعتبار (إضافة للمعنى) وعدمه. فتدبر جيداً 
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
([1]) وهذا الاستظهار سينفعنا على الأقل في مسالتين كما سيأتي، ولذا فهو بحث تأسيسي وليس بناظر فقط الى ما قاله الأعلام في مسألتنا بل هو إضافة تحقيقية وفرع جديد في المقام . 
 
([2]) إذ كلاهما من باب الافعال . 
 
([3]) والخبر فعل لو لاحظته منسوبا إلى الفاعل فإخبار والا فهو خبر فتدبر. 
 
([4]) فان الإرادة الجدية وكذا الاستعمالية في مرتبة الفاعل لا الفعل، ولذا صح التفكيك بينهما في مرتبته – أي الفاعل -. 
 
([5]) وهي تعد إشكالا على ما سنذكره من كلام صاحب مصباح الفقاهة، فتدبر

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 22 ذو الحجة 1434هـ  ||  القرّاء : 3805



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net