• الموقع : مؤسسة التقى الثقافية .
        • القسم : الفوائد والبحوث .
              • الموضوع : 287- فائدة عقدية: لماذا خلقنا الله؟ (أهداف الخلقة) (3) .

287- فائدة عقدية: لماذا خلقنا الله؟ (أهداف الخلقة) (3)

فائدة عقدية: لماذا خلقنا الله؟ (أهداف الخلقة)[1].

اعداد السيد حسين الموسوي
الجواب عليه: إن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ـ بحسب تتبعي الناقص ـ أعطانا ثلاثة أجوبة والنسبة بين هذه الأجوبة هل هي العموم والخصوص من وجه أو العموم والخصوص المطلق أو غير ذلك ربما نذكرها فيما بعد إن شاء الله تعالى.

العبادة هي أول الأهداف:
الآية الأولى: وهي تحدّد الهدف الأول بقوله تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[2] إن الله سبحانه يصرح بأنه جل اسمه لم يخلقن وكل ما جنّ واستتر إلا لأجل العبادة هذا هو الهدف الأول[3].

العلم هو ثاني الأهداف:
الآية الثانية: والهدف الثاني مذكور في آية قرآنية ثانية وخلاصته وإيجازه (العلم) حيث يقول سبحانه وتعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)[4] هذا هو الهدف الثاني من الخلقة (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) هذا هو أصل الخلقة، وبعد ذلك يكون التدبير.
فعندنا خلق أولاً ومن ثم التدبير (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) والهدف للاثنين أي لأصل الخلقة ثم للتصرف وللتدبير هو (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)[5] ..

الرحمة هي الهدف الثالث:
ويوجد هدف ثالث مشار إليه في آيات القرآن الحكيم وهو الرحمة وقد ذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)[6].
وهدف رابع جاء في رواية الإمام الحسين عليه السلام ونتطرق له لاحقاً وفي مكان آخر إن شاء الله تعالى.


-----------
[1] من مباحث سماحة السيد المرتضى الشيرازي (دام ظله): ص37ـ39.
[2] سورة الذاريات: 55ـ56.
[3] روى الشيخ الصدوق في علل الشرائع ج1 ص14 الباب10 ح12 بإسناده عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزّ وجل: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) قال: خلقهم للعبادة قلت: خاصة أم عامة؟ قال: لا  بل عامة.
[4] سورة الطلاق: 12.
[5] قال المير السيد علي الحائري الطهراني في تفسير هذا المقطع من الآية المباركة في كتابه مقتنيات الدر ج11 ص178: متعلَّق بخلق أو يتنزّل أي فعل ذلك لتعلموا أنّ من قدر على ما ذكر قادر على كلّ شيء ومنه البعث للجزاء فتطيعوا أمره وتستعدّوا لكسب السعادة واللام لام الغرض والمصلحة.
[6] سورة هود: 119، قال العلامة الطبرسي في مجمعه ج5 ص350: (ولذلك خلقهم) اختلف في معناه فقيل: يريد وللرحمة خلقهم .. وهذا هو الصحيح.

 


  • المصدر : http://www.m-alshirazi.com/subject.php?id=3183
  • تاريخ إضافة الموضوع : 16 شوال 1439هـ
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29